رئيس التحرير
عصام كامل

في كتاب عمره 52 عاما.. جمهور الأهلي كرامات ومعجزات

فيتو

إن شعبية الأهلي لم تأت صدفة، أو أنه أعد لها، وإنما هي نتاج كفاحه الوطني والرياضي على مر السنين؛ مما خلق رصيدا من الوفاء والمحبة في قلوب جماهيره العريضة.


في كتاب سنوي أصدره النادي الأهلي عام 1966 تحت عنوان (النادي الأهلي في ستين عاما)، استعرض فيه بعض الآراء حول جمهور الأهلي.

قال الناقد الرياضي نجيب المستكاوي: من كرامات النادي الأهلي أن يحج الجمهور الغفير إلى ملاعبه لمشاهدة مبارياته والاستمتاع بها حتى مع أضعف الفرق، وحتى لو كانت المباراة مجرد تدريب بين فريقين؛ مما يدر على النادي دخلا طيبا من عشق الجماهير.

وقال الصحفي فكري أباظة: الممول الأكبر للنادي هو الشعب. وشعبية النادي تكاد تكون معجزة غير مفهومة. إلا أنها من عند الله، فبعض مبارياته الكبرى وصل إيرادها إلى تسعة آلاف جنيه، والمتوسط نحو خمسة آلاف جنيه، وحتى أقل المباريات شأنا كان إيرادها لا يقل عن ألفي جنيه، بل إن عددا لا يقل عن 15 ألف شخص يحضرون التدريب.

كما وصف المستكاوي بأنه كرامة ووصفه أباظة أنه معجزة. فسر الدكتور سيد عويس الباحث بالمركز القومي للبحوث تفسيرا علميا واضحا، فقال: جمهور النادي الأهلي ــــ على ضوء تاريخ النادي وماضيه ـــ يعيش هذا الماضي، ويعتز به ويفخر بانتصاراته.
نحن المصريون شعب طيب يظهر في كل المناسبات كل ما يبطن في صراحة منقطعة النظير، ونحن شعب تملأ العاطفة كيانه، ويبدو هذا في صور متعددة أثناء العمل واللعب والفرح والحزن، وأثناء الحماس وخاصة في ملاعب الكرة.

وقد تبين أن علاقة جمهور الأهلي بفريقه علاقة متينة يطغى عليها الحماس، وجمهور الأهلي واثق دائما في فوز فريقه، ولا يتصور على الإطلاق أن فريقه يمكن أن تلحق به هزيمة، كما يتعصب جمهور الأهلي لبعض لاعبيه، باعتبار أن غياب لاعب بهينه قد يسبب الخسارة لفريقه.

إن مهمة جمهور النادي الأهلي تتعدى مجرد الحماس والتشجيع إلى الغيرة على اللاعب وحمايته، حتى من نفسه. فهم يراقبون سلوكه خارج النادي، فالجمهور هم عيون النادي التي لا تغفل، وأيام الاحتلال البريطاني لمصر كان جمهور الأهلي يحول مبارياته إلى مظاهرات وطنية يحسب لها المستعمر ألف حساب.

كانت مباريات الكأس السلطاني التي تقام على الأرض الخضراء بالعباسية يشترك فيها فريق من الجيش البريطاني، وكان يعقب فوز النادي بالكأس في كل مرة مظاهرة شعبية رائعة. فيحمل الجمهور الكأس ولاعبيه من العباسية إلى النادي الأهلي، وتمر على قشلاقات الإنجليز بقصر النيل الذين كانوا يراقبونها بغيظ.
الجريدة الرسمية