رئيس التحرير
عصام كامل

كونجرس الديمقراطيين يقلب موازين السياسة الخارجية الأمريكية

 الرئيس الأمريكي
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تحولت مخاوف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى حقيقة بعد فوز الديمقراطيين بالأغلبية في الكونجرس الأمريكي والذي يفتح أمامهم الأبواب لتوقيف كافة مشاريع الرئيس غير ملائمة لسياستهم ورفض تمرير القوانين والسياسات التي لا يرونها مناسبة للدولة خاصة أن الخلاف الفكري بين الجمهوريين والديمقراطيين واسع المدى.


وبالطبع فإن السياسة الخارجية للولايات المتحدة هي أول المتأثرين بالخلاف طويل الأمد بين الديمقراطيين والجمهوريين خاصة أن كلا منهما بات في يده سلطة تشريعية كبرى داخل الدولة، بما يضع ضغطًا كبيرًا على الرئيس ترامب لتغيير سلوكه الشخصي، نظرته للعالم، وحتى علاقاته التجارية الخارجية.

توجهات ديمقراطية
يريد الديمقراطيون تحقيق المزيد من التدقيق في عمليات البنتاجون ووزارة الخارجية وإنفاقها كما أنهم سوف يحاولون دفع الولايات المتحدة للتصدي للتحديات العالمية طويلة المدى، مثل تغير المناخ أو الفقر العالمي، بدلًا من المشاركة بحروب خارجية مثل حرب اليمن على سبيل المثال.

ويسعى نواب الحزب الديمقراطي التحقق من تأثير علاقات عمل ترامب العائلية على تفكيره في الشئون الخارجية، وقد يعيدون على الأرجح التحقيق المتعثر في تدخل روسيا بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.

الرقابة على الجيش
يخطط ديمقراطيو مجلس النواب لفرض المزيد من الرقابة على الجيش ومن المتوقع أن يصبح النائب آدم سميث رئيسًا للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب ويبدأ في تنفيذ خطة الديمقراطيين والتي تتضمن الإشراف على استخدام ترامب للجيش، وخاصة انتشاره في الاستجابة للكوارث، وكذلك عدم وجود سياسة متسقة بشأن الخسائر في صفوف المدنيين حيث قُتل ما يقرب من 3000 من سكان بورتوريكو أثناء إعصار ماريا في سبتمبر 2017 وفي أعقابه.

وينوي النواب أيضا التراجع عن خطة ترامب لزيادة وتحديث ترسانة الولايات المتحدة النووية، وضمان تدريب القوات بشكل صحيح لمهامهم، ومعالجة القضايا الكبيرة التي تتجاهلها إدارة ترامب مثل تهديد تغير المناخ.

العلاقات الخارجية
يختلف الديمقراطيون كثيرا في رؤياهم للسياسة الخارجية مقارنة برؤى الجمهوريين أو الرئيس دونالد ترامب، وبسيطرتهم على الكونجرس أصبحت الفرصة متاحة أمامهم لإجراء تعديلات جذرية بالسياسات الخارجية الأمريكية بما يتضمن فرض مزيد من الإشراف على وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تحدي موقف الإدارة تجاه موسكو، خاصة احتضان الرئيس الحار للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تحديث التصاريح لاستخدام القوة العسكرية في الخارج، والتي بقيت دون تغيير منذ عام 2002.

كما ينوي الديمقراطيون إنهاء دعم الولايات المتحدة للحرب في اليمن، وسط جهود الكونجرس المتنامية لإنهائها.

التدخلات الروسية
يسعى الديمقراطيون لإعادة البدء في التحقيق المتعثر في تدخل روسيا خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2016، غير أنه ليس من الواضح مدى التعاون الذي سيحصل عليه الديمقراطيون من الجمهوريين، خاصة أولئك المرتبطين بحملة ترامب أو بإدارته، خلال تحقيق متجدد.
الجريدة الرسمية