رئيس التحرير
عصام كامل

«الإفتاء» تدشن 3 مشاريع لضبط عملية الفتوى.. «الميثاق العالمي» الطريق إلى حماية الدين عالميًا.. «المؤشر» وسيلة جديدة لتحليل ما يهم المواطنين.. و«هداية» منصة جديد

دار الإفتاء
دار الإفتاء

في محاولة منها لضبط عملية الفتوى، خاصة في بعد انتشار ظاهرة فوضى الفتاوى أعلنت دار الإفتاء مؤخرًا عن تفاصيل 3 برامج هامة تهدف منها لضبط الفتوى، وتأتى تلك المشاريع لتفعيل التعاون العلمي المشترك بين أعضاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.


الميثاق العالمي
وفي البداية أعلن الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، عن إطلاق «ميثاق عالمي للفتوى»، وهو عبارة عن مدونة شاملة لأخلاقيات مهنة الإفتاء مترجمة إلى عدة لغات.

وأشار المفتى إلى أن الميثاق يأتى نظرًا لحالة الفوضى التي أصيبت بها الساحة الإفتائية خصوصًا، والخطاب الإسلامي عمومًا؛ حيث اشتدت الحاجة إلى تعاون علمي يخرج بنا من حالة الفوضى إلى الاستقرار، عبر منهج احترافي له أصول أخلاقية، يجمع شمل الجهود التي بذلت في الفترة السابقة لضبط عملية الفتوى، ويجدد بشكل حضاري علوم آداب الفتوى، ويقدم لمدونة شاملة لأخلاقيات مهنة الإفتاء، ومن ثم يصبح أداة لتكون الفتوى إسهامًا حضاريًّا في البناء والعمران.

وأضاف المفتى أن الأسباب التي من أجلها إطلاق هذا الميثاق، تعددت ومنها كثرة المبادرات الإفتائية للإعلان عن ميثاق عالمي جامع للإفتاء، وافتقار نتائج هذه المبادرات للنظر والتقويم، تفعيل التعاون العلمي المشترك بين أعضاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم لثراء الميثاق وإكسابه صبغة العالمية، والتطلع إلى تأسيس مدونة أخلاقيات مهنية للمفتي، ويكون اعتماد هذا الميثاق نواة لها، كما سيتم تقديم هذا الميثاق للهيئات والمنظمات المعنية بأمر الإفتاء في العالم ليكون معينًا ومرشدًا للنظر الصحيح والتعامل الرشيد مع الفتاوى العالمية، وكذلك تقديمه للدول الأعضاء بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، للاستعانة به في وضع القوانين والمواثيق التي تحدّ من ظاهرة فوضى الإفتاء وتساعد في جعل الفتوى أداة للتنمية والاستقرار.

ويشتمل هذا الميثاق على أمرين:
الأول: يُعنى ببناء المؤسسة الإفتائية من أنظمة وقواعد بما يُعد مُعتمدًا يُنطلق منه لوضع المعايير الحاكمة للجهات المعتمدة للإفتاء.

وفي هذا الجانب اعتنى المرجع بـبيان الجانب النظري من تعريف المؤسسة وما يتصل بذلك، والجانب العملي من طريقة تطوير مؤسسة الإفتاء ووضع الرؤى والأهداف، وبناء أركان العمل المؤسسي في الإفتاء، وبيان بعض النماذج الناجحة للمؤسسات الإفتائية؛ مما يُعد طريقًا لوضع المعايير الحاكمة للمؤسسات والجهات الإفتائية.

الثاني: يعنى بالركن الأكبر للعملية الإفتائية الذي هو المتصدر للإفتاء، وهو المحتوى العلمي الذي نرى أنه لازم لبناء المتصدر للإفتاء انطلاقًا لوضع معايير حاكمة له.

مؤشر الإفتاء
كما أعلن المفتى عن إطلاق «المؤشر العالمي للفتوى» وهو أول مؤشر من نوعه في هذا المجال، تنفذه وحدة الدراسات الإستراتيجية بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، ويهدف المؤشر لتبيان حالة الفتوى في كل دائرة جغرافية، وفق أهم وأحدث وسائل التحليل الإستراتيجي والإحصائي؛ للمساهمة في تجديد الفتوى من خلال الوصول إلى مجموعة من الآليات الضابطة للعملية الإفتائية.

كما يعد المؤشر العالمي للفتوى بمثابة الآلية والترمومتر الذي يعيد الفتاوى غير المنضبطة، الخارجة عن المسار الصحيح إلى سياقها المنضبط وطريقها القويم، حتى لا تظهر خطابات إفتائية متشددة أو منحلة، تكون بمنأى عن الحضارة الإسلامية السمحة عبر كل زمان ومكان.

واعتمد المؤشر على آليات تحليل إستراتيجية حديثة، وأدوات التنبؤ المستقبلي والاستباقية، وتقويم الحالة الإفتائية من جوانبها المختلفة، لذا يقدم عدة نتائج وتوصيات شديدة الدقة والأهمية لكافة العاملين بالمجال الإفتائي، كما أنه لا يغفل التوصيات الخاصة بكافة ما يحيط بالحقل الإفتائي، سواء كانت إعلامية أو نفسية أو غيرها.

وأكد المؤشر العالمي للفتوى أن 95% من الفتاوى التي صدرت في حق المسيحيين من التيارات المتشددة تحرم التعامل معهم، وأوضح المؤشر أن هذا راجع لمجموعة من القواعد الفقهية الخاطئة التي يطبقها أصحاب هذه التيارات أثناء إلقاء الفتاوى.

وتوصل المؤشر إلى أن خطاب التيارات الإرهابية تمثل الفتوى منه 95%، وأوضح المؤشر أن الفتوى في التنظيمات المتطرفة تنقسم إلى 85% فتاوى سياسية، و15% فتاوى اجتماعية، وكلها تصب في تبرير العنف ونشر التطرف، ونهب تراث الدول.

منصة هداية
كما أعلن المفتى عن إطلاق منصة إلكترونية «هداية»، وهي منصة تثقيفية تابعة للأمانة بعدة لغات، يبدأ بالعربية به ٢٠٠٠ ساعة صوتية ومرئية.

وتهدف الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم عبر هذه المنصة إلى المشاركة الفاعلة في تجديد الخطاب الديني، وذلك بتقديم نماذج واقعية في التجديد والتطوير وتأسيس المناهج والأفكار، مع تقديم البدائل العصرية لمشكلاتنا الدينية والثقافية، وكذلك بناء شراكات علمية لدعم المنهج الوسطي باعتباره خطَّ الدفاع الأول عن الإسلام الصحيح، إلى غير ذلك من الأهداف المنصوص عليها في مؤتمر التأسيس.

وأوضح المفتي أنه من هذا المنطلق دشنت منصة إلكترونية باللغتين العربية والإنجليزية، تساهم في العمل على تعزيز حضورها بين المسلمين حول العالم، وتقديم الدعم المعرفي والسلوكي لهم في صورة فائقة الجودة، وتكون قادرة على تقديم محتوى يحمل قِيَم الإسلام ومعارفه وأحكامه بشكل جذاب، وعلى أسس علمية صحيحة.

وأضاف أنها تعمل على عقد مشاركات عبر الفضاء الإلكتروني، لنشر العلم والنور في ربوع العالم للقضاء على الجهل والإرهاب والتطرف، كما تعمل على مساعدة المختصين والخبراء حول العالم في نشر معارفهم وخبراتهم، وكل ذلك تحت مظلة منصة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، حيث تسمح المنصة للمختصين والخبراء في كل العالم بنشر إبداعاتهم من خلالها.
الجريدة الرسمية