رئيس التحرير
عصام كامل

مسلة «سنوسرت الأول» تقف شامخة وسط تلال القمامة بالمطرية

فيتو

مسلة "سنوسرت الأول"، تعد من أهم المعالم الأثرية التي تميز حي المطرية، وهي الأثر الباقي من مدينة "أون" الفرعونية، تزن 121 طنا، ويصل ارتفاعها إلى 20.4 مترا، تم بناؤها من الجرانيت الوردي القادم من محاجر أسوان، يصل عمرها إلى أكثر من 4 آلاف عام، وتعود إلى عصر الدولة الوسطى أي الألفية الثانية قبل الميلاد والملك الذي شيدها هو من ملوك الأسرة الثانية عشرة الذين بذلوا جهدا كبيرا في بناء الدولة.


تحتوي المسلة على العديد من النقوش الهيروغليفية التي تسجل اسم الملك ومناسبة إنشائها، وعلى كل وجه من أوجه المسلة عمود من النقش لا يختلف عن الأوجه الأربعة في قراءته، وترجمة هذه النقوش هي "حورس المولود من الحياة ملك مصر العليا ومصر السفلى، المولود من الحياة، ابن رع سنوسرت المحبوب أرواح أون، معطي الحياة إلى الأبد حورس الذهبي المولود من الحياة الإله الجميل هو أقام هذه المسلة في اليوم الأول لاحتفال سد معطي الحياة يعيش إلى الأبد".

وعلى الرغم من أن مدينة "أون " الفرعونية كانت مركزا لعبادة الإله "رع"، ومقرا للكهنة الذين اشتهروا بالعلم، إلا أنها الآن تحولت إلى حي شعبي تسيطر عليه العشوائية، يجمله فقط ما تركه أجدادنا الفراعنة به، حيث تقف مسلة "سنوسرت الأول" شامخة وسط تلال القمامة، والبيوت المخالفة.

قطعة من الجمال الأثري، أصبحت محاطة بالسيارات الخردة، والقمامة، والملاهي، والباعة، والمباني المخالفة، ففي نهاية شارع المطراوي وبداية منطقة عرب الحصن، تجد أسوارا حديدية تحوط المسلة، شموخها جعلها مرئية من الخارج، حيث تستطيع أن تراها دون أن تدخل، لكنها لا تقف وحيدة، حيث تضم متحفا مفتوحا، يضم 135 قطعة أثرية من عصر الدولة القديمة والحديثة، افتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار، أعمال تطوير المسلة، فبراير الماضي، ويعرض المتحف المفتوح تمثالا للملك سيتي الثاني راكعا يقدم مائدة للقرابين، وتمثالا ضخما للملك رمسيس الثاني برداء الكاهن من الحجر الرملي فاقدا الجزء العلوي، وكتل منقوشة لمعابد من عصر الملك أمنحتب الثالث ورمسيس الثاني، ووجه تمثال عملاق للملك رمسيس الثاني ويد لنفس التمثال.

رجب شحتة أحد سكان شارع المطراوي أكد أن كل الأراضي الموجودة بمحيط المسلة، تتبع وزارة الأوقاف، وكانت يتم زراعتها طوال الأعوام الماضية من قبل مصلحة السجون، إلا أنه بعد رحيل المصلحة من الأرض، بارت الأرض، وأصبحت مأوى للخارجين على القانون، حيث يقوم الشباب بتعاطي المخدرات بها ليلا، فضلا عن تراكم القمامة بها.

وأوضح شحتة، أنه لا بد من استغلال الأرض في نشاط خدمي ينفع الأهالي بدلا من وضعها الحالي، مشيرا إلى أنه يتم حرق القمامة بها ودائما ما يتصاعد الدخان، مقترحا أن يتم إنشاء سوق للباعة بها.

أما محمد علي ساكن بالبيوت المطلة على المسلة، أكد أن المسلة دائما يأتي لها وفودا أجنبية، مشيرا إلى ضرورة أن يتم استخدام الأرض كمركز للشباب أو مجمع للمدارس، بدلا من منظرها السيئ.
الجريدة الرسمية