رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مصر وأزمة «خاشقجي»!


ألم يكن "خاشقجي" يهاجم مصر؟ كان يهاجمها باستمرار.. ألم يكن يدافع عن الإخوان؟ نعم كان يدافع.. إذن كيف تعزي مصر أسرته في وفاته؟ الإجابة وكما قلنا من قبل أن الكثيرين يتناسون أن سلوك الدول غير سلوك الأفراد.. وأن سلوك الدول التي تحكمها عصابات وقطاع طرق غير الدول العريقة التي تحكمها قواعد وقيم وثوابت.. ويتناسون أن الدول المتحضرة هي من يكون خطابها إلى الرأي العام العالمي كله وليس تتحدث إلى نفسها فقط..


والرأي العام العالمي مشغول بقضية مهمة وليس حكوماته وحدها.. ولا يصح أن يصدر بيان عن دولة عريقة ويتجاهل الضحية التي حتى الدولة المتهمة بقتله أسفت لمقتله!

الانفعال سمة البشر ولا يصح أن يكون من سمات الحكومات المسئولة عن مصالح ملايين البشر.. وموقف مصر ليس مفاجأة.. بل من اللحظة الأولى كانت مصر في غاية الاتزان في التداخل مع الموضوع.. فماذا قالت مصر عن الأزمة رغم تضامنها مع السعودية؟

في بيانها الأول عن الموضوع قالت مصر حرفيا "إن مصر تتابع بقلق تداعيات قضية اختفاء الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" وتؤكد على أهمية الكشف عن حقيقة ما حدث في إطار تحقيق شفاف"!

ثم قال البيان حرفيا "مع التشديد على خطورة استباق التحقيقات وتوجيه الاتهامات جزافًا.. كما تحذر مصر من محاولة استغلال هذه القضية سياسيا إزاء المملكة العربية السعودية بناء على اتهامات مُرسلة وتؤكد مساندتها للمملكة في جهودها ومواقفها للتعامل مع هذا الحدث"!

إذن مصر -العظيمة- لم يفتها الجانب الأخلاقي وأن هناك "إنسانا" اختفى وفي ظروف مقلقة حتى لو كان هذا الشخص يتخذ موقفا عدائيا! ثم انتقل البيان المصري إلى عدم ضرورة إصدار أحكام قبل الانتهاء من التحقيقات وهذا مطلب متعارف عليه في كل أنحاء الدنيا وبناء عليه وبناء على اعتبارات أخرى منها موقف السعودية من الأزمة المصرية مع العالم عقب 30 يونيو كان منطقيا أن تؤكد مصر دعمها للسعودية! ولم يكن منطقيا طبعا أن يتهم بيان مصر السعودية وهو ما لم تفعله حتى تركيا نفسها!

للسعودية كوارث كبرى.. من اليمن إلى سوريا ومن العراق إلى ليبيا.. لكن من يريد الانتقام منها فليتفضل.. دون أن يطلب من مصر أن تفعل ذلك أو تسهم فيه أو تساعد عليه.. هنا دولة لها التزامات وعليها أخرى!!
Advertisements
الجريدة الرسمية