رئيس التحرير
عصام كامل

وما زال الخطر يتهددنا.. انتبهوا! (2)


عدونا كان ظاهرًا وجبهته معروفة بعد هزيمة 67 حتى تتحقق نصر أكتوبر في 1973. أما اليوم فهو عدو مستتر يعيش بيننا وتدعمه دول وأجهزة مخابرات كبيرة لا تريد لمصر خيرًا.. بل تريدها ضعيفة مفككة فاشلة.


ورغم شراسة الحروب النفسية التي مارسها عدونا إبان 67 لكن المصريين وحدّتهم المحن وصهرت جبهتهم الداخلية لتبدو في أشد حالاتها قوة وتماسكًا ودعمًا للجيش الذي صنع معجزة عسكرية بكل المقاييس في حرب أكتوبر وهزم إسرائيل، رغم فارق القوة بيننا وبينها عتادًا وتسليحا ودعما أمريكيًا وغربيًا لصالح الأخيرة؛ الأمر الذي دفع الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل وقتها للقول "إن الحرب مع إسرائيل شبه مستحيلة، وإن تفجير خط بارليف يحتاج إلى قنبلة نووية"..

لكن ذلك لم يفت في عضد الرئيس الراحل أنور السادات الذي تعرض لضغوط شديدة داخليًا؛ بخروج مظاهرات الطلاب تطالب بالحرب، وخارجيًا في التضييق على تسليح مصر ومناصرة عدوها في المحافل الدولية، وتجاهل حقنا في الأرض السليبة.. وأظهر المصريون سواء على جبهة القتال أو في الداخل صلابتهم واستحضروا حكمتهم من أعماق التاريخ وتمخضت عبقريتهم عن التوصل لطريقة عبقرية لنسف خط بارليف باستخدام مضخات للمياه جرى استيرادها على أنها أدوات تستخدم في الزراعة ضمن ما عرف بخطة الخداع الإستراتيجي.

ورغم أن إمكانياتنا وقتها كما قال الرئيس السيسي في الندوة التثقيفية ال29 للقوات المسلحة لم تكن تسمح بالدخول لعمق سيناء بأكثر من 20 كيلو مترًا.. لكن تحقق النصر وانتزعنا الأرض من عدو لم يكن ليسلم إلا بعد أن أذقناه الثمن الحقيقي للحرب، وأن الإرادة والدم والمخاطرة وجرأة القرار كانت ثمنًا ضخمًا دفعته مصر من أجل استرداد سيناء وإجبار إسرائيل على قبول السلام.
الجريدة الرسمية