رئيس التحرير
عصام كامل

«شمعة وملاحة».. عندما يتحدى الإبداع أموال المنتجين (فيديو)

فيتو

«إحنا فريق مستقل بنشتغل من غير دعم مادي أو معنوي.. فالشمعة والملاحة حاجات بسيطة مهما كان إمكانياتك هتكون معاك.. رسالة بنقول بيها إن بإمكانياتنا البسيطة ممكن نقدم حاجة جديدة.. الفن نور.. ومهمته تسليط الضوء على الأخطاء والملح بيدي طعم للحاجة»، تحدي قبله وآمن به المخرج مايكل تادرس عند بداية تأسيسه لفرقة «شمعة وملاحة» المسرحية، ومنهج شاب يطمح لتقديم فن أكثر نضجا، ورسالة مختلفة من خلال جهود وأفكار شبابية جديدة.



بإعلان صغير على موقع «فيس بوك»، عن حاجة فرقة جديدة تشق طريقها في عالم الفن، لممثلين ومواهب مسرحية شابة، بدأت الانطلاقة بـ12 فردا، كانوا بمثابة شمعة الفرقة المشتعلة، والتي توهجت بعدها على خشبة «أبو الفنون».

وعلى مدار أكثر من 4 أعوام، استقبلت الفرقة العديد من الأفراد الذين آمنوا بمبادئها، والمتمثلة كما يقول مديرها مايكل تادرس، في الحرية وقبول الآخر، وتجاوز الاختلافات، ليست الدينية فحسب، بل التطرق أيضا إلى الحرية الفكرية، بالإضافة إلى إعمال العقل وعدم الخضوع للتبعية لأي جهة أو طرف.

6 عروض، و50 ليلة عرض، حصيلة مشوار الفرقة الفني حتى الآن بين مسارح الهوسابير، وأوبرا ملك، والجيزويت وغيرها، بدأتها بعرض «المدينة»، على مسرح «روابط الفنون» بوسط البلد، في مارس 2014، لتقدم بعدها «أتلاتنس»، والتي قدمت لأول مرة في سبتمبر 2014، بالإضافة إلى «راشومون»، عام 2015، لتقدم بعدها رائعة «فنتازيا» الجزء الأول، والتي ناقشت التغيير في مجالات الحياة كالتعليم، والفن.

«المنتج مبيبقاش همة الرسالة أو الفن اللي بيتقدم.. بيبقى همه الفلوس لأنه بيدفع فلوس.. فبيدور على اللي بيحقق دا.. وبيدخل الفن بشروطه.. بجانب حفظ فكرة الاستقلال المادي والفكري عشان نقدم اللي مؤمنين بيه»، رفضا لأي إملاءات أو تحريفا في المسار التي انتهجته؛ يشير تادرس إلى سبب رفض الفرقة، التي وصل عدد أفرادها إلى 28، أن يتولى أمورها المالية منتج فني، حتى لو أسهم ذلك، بتحسين أوضاعها المادية «على حد وصفه».

رهانا على الجمهور العاشق للفن، وعقيدة رسخت قواعدها بنفوس شباب «شمعة وملاحة»، يضيف تادرس «أعمل الصح باختيارك مش عشان عليك رقيب أو حاجة.. أنا رقيب على نفسي.. الجمهور عندنا رقم واحد منقدرش نقدم ليلة عرض من غير جمهور.. هو الأساس بتاعنا.. واللي بيعجبه العرض وبيثق في اللي بنقدمه بيجي تاني».


«ملناش مكان ثابت للبروفات.. مفيش مكان بنقدر نخزن فيه الديكور.. بنجمع من بعض إيجار المسرح عشان نعرض»، تحديات كانت ولاتزال تواجهها الفرقة الشابة في مشوارها الفني التي تبني أولى لبناته، برحلاتها على مسارح ودور عرض وسط القاهرة.

وعلى نفس النهج، تواصل الفرقة حاليا ليالي الجزء الثاني من «فنتازيا»، تحت عنوان «فنتازيا كمان وكمان»، على مسرح ستوديو ناصبيان برمسيس، والذي يسلط الضوء هذه المرة على الصفات الشخصية السيئة السائدة حاليا، والتي على رأسها الفهلوة، والفساد، وبعض المشكلات المجتمعية الأخرى، والتي يلخصها مدير الفرقة قائلا: «أنت بداية التغيير.. امنح ما ترغب.. أنت رافض شيء غلط متعملوش».

الجريدة الرسمية