رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مليارات الإخوان الإرهابية!


حكم مصادرة أموال جماعة الإخوان الإرهابية وتابعيها كان كاشفًا لعلاقة تنظيمها الدولي بأجهزة مخابرات عالمية كبرى سهلت له بناء إمبراطورية مالية ضخمة؛ فالجماعة منذ اللحظة الأولى لنشأتها حرصت أشد الحرص على بناء شبكة اقتصادية قوية، وكانت عونًا للمحتل الأجنبي وشوكة في خاصرة الحركة الوطنية.


أما موارد تنظيم الإخوان فهناك من يقدرها بالمليارات.. ورأيي أن كبرى الخطايا التي وقع فيها نظام السادات هي إخراج الإخوان من السجون لمواجهة اليسار.. فكان كمن ربى وحشًا فالتهمه بلا رحمة وأنشب فيه مخالبه بقسوة في يوم كان حريًا أن نحتفي به فيه ونحمله على الأعناق؛ لأنه استرد الأرض والعرض والكرامة الوطنية ،وانتشل شعبه من الضياع والإحباط واليأس..

ومن يومها استشرى الخطر الإرهابي في ربوع مصر والمنطقة كلها، وظل لابدًا في تربتها يتحين لحظة ضعف تعتري النظام، لتصادفها مشاعر غضب شعبي من أخطائه وانفجار سمح للتيار المتأسلم بركوب الموجة وجرجرة البلاد والمنطقة كلها لمستنقع جرى التخطيط له بعناية فائقة من قبل الاستعمار المتجدد، واستخدم أنصار هذا التيار تارة بجهل وعمى وتارة بقصد وطمع لإنهاك دولنا وإغراقها في مستنقع الفوضى الهدامة، التي بشرت بها كوندوليزا رايس منذ سنوات..

والنتيجة خسارة محققة لعالمنا العربي ومكسب محقق لخصومنا وأعدائنا.. ونظرة واحدة على الخريطة السياسية ونتائج الصراعات لتدلنا من هو الكاسب ومن الخاسر من عواصف الخريف العربي.

خرج الإخوان من السجون ليهاجر بعضهم خارج مصر إلى دول الخليج، والآلاف منهم عاش حياته هنا في كنف الدولة وتحت حمايتها ورعايتها، تاجروا في العملة وأسسوا المئات من شركات الصرافة التي أسهمت في تخريب الاقتصاد القومي آنذاك لتوفير العملة الصعبة لكثير من الأنشطة غير المشروعة، كما أنشأوا مدارسهم ومستشفياتهم ومستوصفاتهم الخاصة..،

وهكذا كانوا يتفقون ببذخ على من خلال اقتصادهم الكبير على شراء الأسلحة وتدريب الكوادر وإنشاء المقرات ودعم الحركات المسلحة مثل "حسم" و"لواء الثورة"..

كل هذه الإمكانيات الهائلة استخدمها تنظيم الإخوان ولا يزال في تخريب مصر التي ظلت تحمل على ظهرها وحشًا كاسرًا يتحين اللحظة لينقض عليها كما تنقض الوحوش على فريستها.. وهو ما يجب أن نتنبه له ونتخذ من التدابير ما يحول دون تكرار المآسي التي عاشتها مصر بفضل هذه الجماعة المارقة التي كانت ولا تزال وبالًا وخطرًا يتعين الوقاية منه ومنعه من العودة للحياة من جديد.
Advertisements
الجريدة الرسمية