رئيس التحرير
عصام كامل

موسى صبري يكتب: أجب يا دكتور محجوب

موسى صبرى و رفعت_المحجوب
موسى صبرى و رفعت_المحجوب

في جريدة الأخبار عام 1990، كتب الصحفي موسى صبري مقالا عن الدكتور رفعت المحجوب (رحل في 12 أكتوبر 1990) رئيس مجلس الشعب الذي أغتالته أيادي الإرهاب أثناء مرور موكبه فوق كوبري قصر النيل، قال فيه:

احترت في سرك يا دكتور رفعت المحجوب، لماذا أنت حجر على قلوبهم؟ عظمة منحشرة في أزوارهم، وشبح مخيف يقلق مضاجعهم، وغول مرعب منه يرتعدون ومن صوته يرتجفون؟
لقد أهالوا عليك ترابا يصنع هرما وما اختفيت، وقذفوق بأحجار تقتل الأفيال وما انحنت هامتك، وتقولوا عليك قذفا وسبا وتشهيرا يلوث الثلوج.. وما تلون قولك أو خفت صوتك
وهم اليوم وبعد أعوام من هذا التهجم البربري حائرون محزونون؛ لأن أعضاء مجلس الشعب بمن فيهم 40 عضوا من المعارضة انتخبوا رئيسا.
أرادوا أن يأخذوك بجريرة غيرك، سلطوا من قدم ضدك البلاغات الشائنة، بل تآمرت معهم أقلام مؤيدة لاغتيال سمعتك.
واجهت كل السهام بصدر جسور لكنهم لا يزالون يصيحون ويتصايحون، ويصرخون ويتسابقون نواحا وضجيجا وعويلا، وأنت أنت صاحب الرأي الذي يواجههم بصوت الإيمان والعقيدة.
لا عودة إلى ماضٍ عفن ولا ديمقراطية بغير عدل اجتماعي، ولا اقتصاد بلا سياسة ولا حياة لمن فقدوا الحياء، لكنهم يقولون، دعهم يقولون.
زعموا أنك سفاح الديمقراطية، والحقائق تقول أنك تعطي الكلمة للمعارض قبل المؤيد، وأنك تحترم حق المعارضة في الاستجواب والاتهام، وأنك القاضي أمام نصوص الدستور واللائحة، ومع ذلك فقد مررت على كلماتهم وأقلامهم، مرور الكرام على لغو الكلام.
لم تهتز منك شعرة، ومضيت في الطريق ولا تزال تمضي إلى آخر الطريق.
ما هو سر المحجوب يا رفعت ؟ هل لأنك رجل قوي بعلمه ومكانته وخبرته السياسية ومعرفته الاقتصادية أم لأنك لست عييا أو دعيا تسقط الكلمات من فمه كما تسقط السطور من أقلامهم فتاتا على موائد اللئام؟
ما هو سرك الذي لم يعرفوه أو عرفوه فتجاهلوه؟ والله لا يحب الكارهين والمنافقين، والله لا يرضى عن القوم الظالمين.. ماهو سرك؟ أجبني يا دكتور محجوب؟
الجريدة الرسمية