رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مش ياباني أصلي


مما لا شك أننا حكومة وشعبا حريصين على الارتقاء بالمنظومة التعليمية وتطويرها بما يواكب أحدث النظم التعليمية في العالم، من أجل النهوض ببلادنا، ووضعها في المكانة الحقيقية التي تستحقها. ولكم كانت قرارات الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم أثر طيب في نفس كل وطني غيور على بلاده، خاصة فيما يتعلق بتدريس المناهج باللغة العربية فقط دون غيرها مما يعزز الانتماء لدى أبنائنا..


ثم جاءت الموافقة على المنحة المقدمة من الحكومة اليابانية بإنشاء عدد من المدارس، بالاشتراك مع الحكومة المصرية لتطبيق النظام التعليمي الياباني المعروف باسم (التوكاتسو) مع الاحتفاظ بمصرية المناهج.. انتظر الجميع تلك التجربة حتى إن بعض أولياء الأمور وأنا واحد منهم أجلوا تعليم أبنائهم عاما كامال حين تأجلت الدراسة بها العام الماضي، حرصا منهم على الاستفادة من ذلك النظام حتى بعد ارتفاع المصروفات من ألفين جنيه إلى إحدي عشر ألف جنيه.

ومع ذلك لم نجد ما كنا نأمله من نظام، أو لربما كانت تطلعاتنا أكبر من المتاح، وسأسرد على الدكتور طارق شوقى بعض الملاحظات على لسان عدد كبير من أولياء الأمور:

أولا: لاحظنا جميعا عدم حرص بعض المدارس على نظافة الحمامات، وعدم اهتمام المدرسين بسلوك الطلاب مثل إلقاء الطلاب للرمال على بعضهم البعض، تعديل مواعيد انتهاء اليوم الدراسي من الثالثة والنصف إلى الثانية والنصف، مما أربك حسابات الغالبية العظمي من أولياء الأمور، خاصة في ظل عدم وجود باصات تابعة للمدارس، وعدم تسليم الزي المدرسي لتأخر المورد في تسليمه..

ولموضوع الزي هذا حكاية حدثت معي شخصيا مع مديرة إحدي المدارس، التي تضع على مكتبها يافطة تنبئ بأنها حاصلة على دكتوراه في تخصصها، فحين سألتها عن تأخر الزي كانت إجابتها أن الموضوع لا يستحق حضوري خاصة أن مسألة "اليونيفورم" هي صناعة هتلرية نسبة إلى هتلر، فأجبتها إن كان الموضوع هكذا فلماذا تطبقون سياسة أقرها ذلك الديكتاتور؟

وعندما عجزت عن إجابتي بموضوعية بدأت تلمح إلى معنى بعيد تماما عن المعنى الذي قصدته بناء على كلامها.

والحقيقة أنني لم أستطع إكمال الحديث مع تلك العقلية المعملية الفذة، وحتى أكون منصفا في طرحي لملاحظاتي فهناك بعض أولياء الأمور لا يحترمون النظام ويتذمرون منه.

سيدي وزير التربية والتعليم:
أرجو ألا أكون أثقلت عليك بملاحظاتي التي أراها جزءا لا يتجزأ من نجاح التجربة، وأن تتفهم أنها من دافع وطني أصيل، حتى نبني بلادنا معا ليجني أبناؤنا ثمار ذلك البناء، مع تقديرنا لمجهوداتكم في تطوير المنظومة التعليمية بأكملها، ولذلك أطالب سيادتكم بالتزام الجميع بالنظام الياباني الأصلي الذي يعتمد على الاحترام الشديد للآخر والتطور التكنولوجى الذي يلفت انتباهنا دائما، وحتى لا نجد أنفسنا مع مرور الوقت نتبع نظاما يابانيا لكن مش أصلي.
ahmed.mkan@yahoo.com
Advertisements
الجريدة الرسمية