رئيس التحرير
عصام كامل

وماذا يفعل «ثروت سويلم» في الجبلاية؟!


في محاولة يائسة مني لإبعاد نفسي عما يدور في الساحة الكروية، وكلام رئيس الزمالك الذي لا ينتهي، وبيانات اللجنة الأوليمبية قررت أن أكتب في موضوع آخر..


الأيام الماضية شهدت تغييرا في لجنة الشباب بالبرلمان برحيل "فرج عامر" رئيس نادي سموحة وتولي نائب آخر مقاليد الأمور، رغم أن كل التكهنات كانت تصب في صالح اللواء دكتور ثروت سويلم نائب البرلمان المدير التنفيذي للجبلاية، لكن فجأة اعتذر الرجل لكن طبعا هواة الصيد في الماء العكر رددوا أنه خسر رئاسة اللجنة.

والحق أشهد أني كنت حتى وقت قريب لم يكن هناك أي علاقة باللواء ثروت، واختلفنا مرات عديدة، لكن ما كان يجعلني لا أفكر في الصدام هو كلمات أصدقائي المشتركين عن اللواء ثروت ومواقفه وغالبيتهم لا يرتبط بمصلحة بالرجل، إنما أثبتت الأيام أنهم كانوا محقين في أن الرجل ابن أصول وتربية فلاحي اصيلة وصاحب صاحبه حتى في أحلك الظروف..

لهذا لم أندهش بعد ذلك عندما أعلنت نتائج انتخابات البرلمان وحقق فيها رقما قياسيا على مستوى مصر.. وربما يحارب الرجل داخل الجبلاية لأنه يوميا على تواصل مع أبناء دائرته، وكل همومه وحياته مسخرة لخدمتهم لأني عندما اقتربت منه وجدته لا يتحدث إلا في مصلحة لبلد من بلاد الدائرة أو مصلحة لشخص من الدائرة وربما جعلني هذا أشعر بالتقصير تجاه بلدي وعلى فكرة لاحظت عليه هذا الموضوع، حتى قبل أن يكون نائبا فهو شرقاوي أصيل..

قليلا ما أحاول الدخول في منطقة المدح وأقصر دوري دائما على الانتقاد لكن مع الرجل أشعر أن حكمي كان متسرعا خلال فترة طويلة وأشعر بالندم لعدم الاقتراب منه طوال تلك الفترة، خاصة أن كل كلام أصدقائي كان قليلا عنه، عندما اقتربت منه في رحلة روسيا مع المنتخب الأوليمبي.

كان لا بد أن يعود شريط ذكرياتي منذ سنوات عندما أتى إلى اتحاد الكرة، وهو ربما يبدو للبعض أنه بعيد عن الساحة لكن الحق أن هذا الرجل لولاه لكانت كرة القدم متوقفة الآن.. لقد قام بدور عظيم في استئناف المسابقة بعد الثورة، وتحمل أعباء كثيرة هو وحده بعلاقاته القوية مع كل أصحاب القرار.

نعم.. ثروت سويلم ليس هو الموظف الذي ينفذ ما يرسمه مجلس الإدارة فقط لكنه شريك في صناعة القرار وأعاد الهيبة من جديد لمنصب مدير اتحاد الكرة، وقد فشلت كل المحاولات لتطفيشه من الاتحاد لأنه يعرف قدر نفسه ويعلم ذلك المهندس هاني أبو ريدة قيمة الرجل ومكانته وما يحققه لاتحاد الكرة بعيدا عن الضوضاء، وهو سر تمسك رئيس اتحاد الكرة به..

نعم.. ثروت سويلم أفضل واجهة لاتحاد الكرة سواء داخل اتحاد الكرة أو خارجه، ولهذه عشقه الجميع داخل الاتحاد لدوره الخفي الذي يقوم به مع عدد كبير من الموظفين هو لم يحك موقفا واحدا، لكن سمعت من كثيرين مواقفه مع كل واحد منهم في أحلك الظروف.

وأعود لقصة لجنة الشباب وأقول إن اللجنة نفسها كانت في حاجة لشخصية مثل ثروت سويلم،ولكنه عاد في الوقت المناسب ليرى أن دائرته واتحاد الكرة يحتاجانه.. وبصراحة كنت أتمنى أن يكون نائب دائرتنا بمواصفات ثروت سويلم لكن هناك من حاول استغلال رأيه في قضية رئيس الزمالك وقرار اللجنة الأوليمبية للهجوم عليه، لكن هذه هي شخصية ثروت سويلم (صاحب صاحبه) مهما كلفته هذه الكلمة وهذا الموقف دون النظر لأي اعتبارات أخرى.

لم يطلب مني أحد أن أكتب هذه الكلمات بل وجدت من واجبي أن أقول ما يدور في قلبي بعيدا عن أي حسابات أخرى لأن الأيام أثبتت أنه (ابن عمدة)، لأنه عندما جمعنا أول لقاء قلت لماذا يقول هذه الكلمة؟ لكن الأيام أثبتت أنه صاحب معدن أصيل.. هذا رأيي وقد عبرت عنه افتخارا بصديق أتشرف بصداقته.. وللحديث بقية
الجريدة الرسمية