رئيس التحرير
عصام كامل

«يعقوب رونيه».. البداية الحقيقية للنصر العظيم!


كل المصريين والعرب تقريبا يعرفون الأسماء الكبيرة التي أدارت نصر أكتوبر العظيم من الرئيسين السادات وحافظ الأسد إلى القيادات الكبيرة، وبعيدا عن السياسة مثل المشير أحمد إسماعيل، ومهندس المعركة الفريق سعد الدين الشاذلي، إلى قائد العمليات المشير عبد الغني الجمسي، فضلا عن قيادات العبور حسني مبارك، وأحمد بدوي، وسعد مأمون، وعبد المنعم واصل، ومحمد علي فهمي، وفؤاد عزيز غالي، وغيرهم..


كذلك يعرفون نظرية هزيمة الصخور والرمال بالماء بعبقرية اللواء باقي زكي، وكذلك عبقرية سلاح المهندسين في الجسور التي يتم تركيبها على الشاطئ ثم تحريكها لتَربط ضفتي القناة.. وإن عدنا للخلف سنجد بعض هؤلاء يعرفون أسماء قدمت الكثير للوطن وللجيش الفريق أول محمد فوزي، الرجل الذي تولى قيادة وإعادة بناء الجيش بعد 67، ومعه الفريق الشهيد عبد المنعم رياض، والفريق محمد صادق وغيرهم..

وستجدهم يعرفون عمليات رأس العش، وإيلات المدمرة، وشدوان، وإيلات الميناء، والغواصة داكار، وعملية التمساح، وأيضا عملية الحفار، وعمليات الصاعقه المصريين بقيادة البطل الأسطوري إبراهيم الرفاعي ومجموعته 39 قتال التي قامت بـ91 عملية ضد العدو الإسرائيلي خلال حرب الاستنزاف..

كل ذلك عظيم ومهم ورائع.. وكل هؤلاء وغيرهم عظماء شاركوا في حفر تاريخ مجيد لهذه الأمة على جدار الزمن.. إلا أن واحدة من هذه العمليات تشكل في تقديرنا فاصلا شديد الأهمية.. أنهى حالة وأسس لحالة أخرى.. هذه العملية هي العودة بأول أسير إسرائيلي، وكانت فعلا لمجموعة من أشباح إبراهيم الرفاعي، كما أسموهم، وقد تسللوا عشرات المرات خلف خطوط العدو للقيام بأعمال كان من المستحيل يتخيلها أحد لو رويت نظريا..

واحدة منها وكانت تحديدا في 26 أغسطس 1968، وكانت في الهجوم على إحدى نقاط خط بارليف، والكمون أثناء العودة لإحدى الدوريات الإسرائيلية وأصرت القوة المصرية بالعودة بهدية للشعب المصري، وكان أول أسير صهيوني في حرب الاستنزاف، وبالتالي بعد 67 لينتقل الشعور المصري من القدرة على الصمود إلى القدرة على الردع، ومنه إلى الانتصار فيما بعد..

شاهد المصريون للمرة الأولى أسيرًا إسرائيليُا تملأ عيونه الخوف والذل.. الأسير هو "يعقوب رونيه" كان برتبة عريف أسره البطل المصري سمير نوح، وهي العملية التي دعت الإرهابي الإسرائيلي موشيه ديان إلى المطالبة بمحاكمة "الكوماندوز" المصريين.. لكن كان الرد بعمليات جديدة!

تاريخ مجيد صنعه أبطال من فولاذ.. وهو تاريخ طويل وعريض يجب أن تعرفه كله الأجيال الجديدة، بل ويجب أن يعرفه الجميع فلم يزل هناك الكثير لم يرو عن 6 سنوات مجيدة سطرها المصريون بحروف من نور انتهت بانتصار عظيم!
كل عيد نصر وشعبنا وأمتنا بكل خير.
الجريدة الرسمية