رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ليست حوادث فردية!!


أصبحت عبارة «حادثة فردية» هى المبرر الذى يطلقه المسئولون على العديد من الحوادث التي يروح ضحيتها مئات المواطنين، وتوجه عادة الاتهامات إلى موظف صغير.. أو عامل تحويلة قطار، تجري محاكمته ويتحمل وحده العقوبة عن ذنب لم يرتكبه، بينما المنظومة الفاشلة وراء تلك الحوادث.. بدليل تكرارها.


ومن أسف أن الحكومة لا تريد أن تتحمل المسئولية، وتتولى إحداث تصحيح لتلك الأوضاع، بدلا من تكرار عبارة «حادث فردي» يلقي بمسئوليته على عاتق الصغار وتبعدها عن الكبار.

وما دامت الحكومة ليس لديها القدرة على الاعتراف بالأمر الواقع.. واتخاذ خطوات جادة للإصلاح، فإن الأمور ستبقى على ما هي عليه.. وعشرات الحوادث تتكرر بالطريقة نفسها.. ودون تغيير يدل على الاستفادة من التجارب السابقة وتجنبها.

وفي اللقاء الذي عقد منذ أيام، بين رئيس الوزراء ورؤساء اللجان البرلمانية، أعاد الرجل إلى أسماعهم العبارة نفسها.. وأشار إلى أنه لن يتساهل مع مرتكبيها، وهذا الأسلوب لا يساعد على إحداث التغيير المنشود في إدارة الدولة، رغم حسن النوايا التي تقود في أغلب الأحوال إلى الجمود، دون تكرار الحوادث.

ونذكر بعشرات حوادث القطارات.. التي راح ضحيتها مئات المواطنين، ووجهت الاتهامات إلى موظفين صغار.. ليس لهم ذنب فيما جرى، بينما المسئولية الأكبر تقع على الكبار الذين يملكون سلطة التطوير والتغيير، لو كان لديهم الكفاءة والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة.. والرغبة الحقيقية في إحداث التغيير ما دام أنه يحقق الصالح العام، والغريب أن المسئولين يفاجأون بتلك الحوادث كأنها تحدث للمرة الأولى..

وربما الجانب الإيجابي في لقاء رئيس الوزراء مع القيادات البرلمانية أنه استمع إلى آراء عديدة من الواقع، وليس من مجرد تقارير يعدها موظفون من داخل مكاتبهم، وما أعقب هذا اللقاء من زيارة رئيس الوزراء لمحافظات الصعيد التي تتكرر فيها الحوادث التي تبرر أنها فردية.
Advertisements
الجريدة الرسمية