رئيس التحرير
عصام كامل

«عبودية الأجر» اللغة الرسمية بين الإخوان ومتمردي إسطنبول.. تشريد العاملين المفصولين بالشرق ورفض توظيفهم بأي مكان آخر.. ومطالب للدولة بقبولهم بعد الابتعاد عن الجماعة .. باحث: تنظيم "مدمن مصال

الفنان، هشام عبد
الفنان، هشام عبد الحميد

لم يمض على طرد الفنان، هشام عبد الحميد أيام معدودة، حتى عادت الأزمات لقناة الشرق، إحدى أذرع جماعة الإخوان الإرهابية، والتي يرأس مجلس إدارتها أيمن نور، ولم تقف الثورة المكتومة ضد مالك القناة، على طرد المزيد من العاملين، بل ضد مبدأ «عبودية الأجر» التي يتبع بنودها حرفيا «إعلام إسطنبول».


أزمات الشرق لم تحسم بعد

قناة الشرق التي شهدت عاصفة من الغضب العام الماضي، فضحت خلالها الكثير من الممارسات الخارجة عن القانون، والأعراف السياسية والليبرالية، بل وحتى الإنسانية التي يدعيها ملاكها، وأكدت أنها لاتزال تسبح فوق بركان من الغضب، بعدما اشتعلت حرب التغريدات من جديد، إثر إعلان نبأ فصل هشام عبد الحميد.

وكشفت مجموعة التمرد، التي نفثت عن غضبها بعد قرار إبعاد عبد الحميد، عن الوجه القبيح لانتهازية الإخوان حتى ضد المتحالفين معها، وفضحت ما جرى لها بسبب الميثاق السري، الذي جرى تفعيله بين فضائيات ووسائل إعلام إسطنبول، بعدم تقديم أي دعم أو وظيفة، للأفراد الذين أثاروا أزمات بالقنوات، وتركوا عملهم تحت أي ظرف، حتى لو كانت لهم مظلمة حقيقية، كما حدث مع عاملي القناة.

ويعيش العاملون المطرودون من قناة الشرق، أوضاعا مأساوية حتى الآن، بسبب شظف العيش في تركيا، وقسوة ظروف العمل، وضعف الراتب، بما أثر على تعليم أبنائهم، الذين لجأوا للعمل في سن صغيرة، ولفترات طويلة على مدار اليوم، لمساعدة أسرهم، بما انعكس بشكل سلبي على دراستهم ومستقبلهم التعليمي.

بحسب أحد الإعلاميين السابقين بالشرق، يوحد الجميع حاليا في تركيا، النقمة على من ورطوهم في هذا الوضع المأسوي، بعدما تأكد لهم، أن قلة من الهاربين بإسطنبول هم الذين استفادوا من صراع الإخوان الذي افتعلته الجماعة مع الدولة المصرية، وجنوا من خلفها ثروات ومكاسب مادية، بما جعلهم غير مكترثين بمعاناة أنصارهم الذين اتبعوهم فكان نصيبهم المهالك والسجون والمنافي. مطالبا الدولة المصرية بقبول عودتهم مرة أخرى والابتعاد عن الجماعة على غرار «رامي جان»

عادة الإخوان

الشيخ محمد دحروج، الداعية الإسلامي، والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يعتبر أن المساندة والدعم المفتوح والتربيطات السرية بين جماعة الإخوان وأيمن نور في أزمة قناة الشرق، على حساب أبنائها، والمتعاطفين معها، لا جديد فيها، مؤكدا أن التنظيم «مدمن مصالح»، بحسب وصفه.

يرى الداعية الإسلامي، أن الجماعة أصبحت متورطة في مصير واحد مع أيمن نور، لذا وضعت أموالها وداعميها والمستثمرين الذين يمولونها في قبضته، موضحا أن نور لم يجد أفضل من تصفية خصومه معنويا وإذلالهم، ليحافظ على مملكته الوهمية في قناة الشرق.

ويؤكد «دحروج» أن تجميد معارضي نور، وامتهان كرامتهم بهذا الشكل، موجه بالأساس لكل من تراوده نفسه، بالخروج على الجماعة، التي لا تعترف بأي قيم، إلا الولاء والطاعة العمياء من طرف واحد، وهو ولاء أبنائها لها وليس العكس، وهذا أيضا ليس غريبا على جماعة دفعت بشبابها إلى صدام غير محسوب مع الدولة، بحسب دحروج.
الجريدة الرسمية