رئيس التحرير
عصام كامل

التوك شو والسقوط إلى الهاوية!


برامج التوك شو في مصر ليست بدعًا، فقد عرفتها دول قبلنا، لكنها لم تشهد مثل هذا التراجع المدوي الذي أصابها في مصر، ذلك أن أحداث يناير وما صحبها من انفلات ضرب كل شيء عندنا، وطفحت برامج التوك شو بالصخب السياسي، الذي بلغ حد التطاول والتشاحن والمكايدة السياسية، وتصفية الحسابات على الهواء مباشرة ومغازلة شباب يناير..


تجاوزت برامج التوك شو كل حد.. تكلمت في المسموح والممنوع.. ونصّب كل ضيوفها ومقدميها أنفسهم خبراء إستراتيجيين ونشطاء سياسيين ينتمي بعضهم لائتلافات بلغت من الكثرة حدًا لا تحصيه ذاكرة المصريين الذين تشبعت ذاكرتهم بحديث السياسة، حتى زهدوها وملوها وانصرفوا إلى غيرها، وباتت تلك البرامج على شفا النهاية تماما كما هو حال الصحافة الورقية التي تعاني مشكلات جمة، وباتت تنتظر رصاصة الرحمة في ظل ظروف اقتصادية وسياسية ومهنية بالغة الصعوبة والتعقيد..

للأسف لم نر من أصحابها ولا القائمين عليها ما يشير إلى أن أحدًا بات يهمه أمر بقاء هذه الصناعة، فضلًا عن انتعاشها وازدهارها من جديد.

الجريدة الرسمية