رئيس التحرير
عصام كامل

بذور «السرطان» إسرائيلية.. دولة الاحتلال تصدر منتجات زراعية ملوثة للدول العربية.. الشركات متعددة الجنسيات كلمة السر في تصدير المرض للعرب.. ومصر وتونس والمغرب على القائمة

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه


«الشرق الأوسط مختبر كبير لإجراء التجارب وتحديد أبعاد الكوارث».. وفقًا للقاعدة تلك تتعامل دولة الاحتلال (إسرائيل) مع بلدان المنطقة، عن طريق استخدامها وتطويعها المحاصيل الزراعية كسلاح استراتيجي تستخدمه ضد العرب، والزراعة وفقًا لنظرية الأمن الإسرائيلية، تمثل حجر الزاوية في أمن إسرائيل القومي، ونجحت إسرائيل بفضل الدعاية الصهيونية في أن تروج لنفسها، وتلمع منتجاتها لتخترق بها السوق العربي، لتبدأ رحلة بث السم في العسل عبر منتجات قاتلة وخطيرة، تسبب أمراضا فتاكة على رأسها مرض السرطان.


مزارع المستوطنات
وفي هذا السياق، رصدت تقارير إعلامية عبرية حديثة حقيقة ما يجري داخل مزارع المستوطنات الإسرائيلية الموجودة على حدود لبنان وغزة، والتي يتم فيها استخدام المياه الملوثة والمبيدات السامة، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو، أين يذهب حصاد تلك المزروعات؟ بالطبع لا شك أنها تذهب إلى العدو التقليدي وهو العرب، وتحت ذريعة التقدم الزراعي الإسرائيلي، صدرت إسرائيل للدول العربية أساليب زراعية في ظاهرها الخير وفي باطنها الأذى.

ولأن الكثير من الدولة العربية ترفض المنتجات الإسرائيلية، فإن تل أبيب لجأت إلى خطة استراتيجية تمكنها من إدخال منتجاتها إلى غالبية البلدان العربية، إن لم يكن أجمعها، وذلك عبر الشركات الدولية متعددة الجنسيات التي تتخفى تحت غطاء صهيوني، ومن بينها شركات لبيع البذور الزراعية.

تأكيد
الإذاعة الإسرائيلية «كان» أكدت في تقرير مصور أن الإسرائيليين الذين يدخلون شرم الشيخ بحجة السياحة ينضمون إلى جماعات زراعية مصرية تزرع البقوليات والخضراوات تحت ذريعة التعاون الدولي، وأظهر التقرير أن تلك الزراعة تعتمد على طريقة «الصوب الزراعية» لتوفير نباتات وخضراوات في غير موسمها الأصلي، وهو أشبه بتدخل غير شرعي في بعض البيئات الزراعية، تحت مسمى التعاون الدولي، لأن هناك شركات دولية متعددة الجنسية غالبيتها تديرها شخصيات يهودية، ورغم أن وزارة الزراعة تنفي مرارًا وتكرارًا استيراد الخضراوات والفاكهة من إسرائيل، إلا أن فكرة تدخل وسيط دولي تجعل من الصعب التحكم في العملية، لا سيما وأن هناك تجار أصحاب نفوس ضعيفة لا يهمهم سوى الربح السريع حتى لو على حساب هلاك الأمة بالمرض اللعين.

قوة تصديرية
أحدث تقرير استقصائي صهيوني صدر خلال الآونة الأخيرة يؤكد أن دولة الاحتلال أصبحت قوة تصدير دولية في مجالات عدة، على رأسها المنتجات الزراعية التي يتم تصديرها إلى كل دول العالم بلا استثناء، وعلى رأسها الدول العربية، مشيرًا إلى أن التصدير الإسرائيلي يجعل دولة الاحتلال متماشية مع القوى العظمى مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا، وتؤكد التقارير أن إسرائيل تصدر منتجاتها الزراعية إلى أوروبا والولايات المتحدة والشرق الأوسط بما في ذلك الدول العربية، وهنا يتم فرز نوعية المنتجات التي سيتم تصديرها، فالمنتج الذي يذهب للمواطن العربي يختلف عن المنتج الذي يصدر للمواطن الأمريكي والأوروبي، وهذا يعلل ارتفاع نسبة السرطان في الآونة الأخيرة، وتعتمد دولة الاحتلال على شعبة التجارة الخارجية لتنظيم مسألة ميزانيات ترويج المبيعات لأنها -وفقًا للتقارير- هي الطريقة الوحيدة لاختراق المنتجات الإسرائيلية للأسواق الأجنبية.

وأثبتت التقارير العبرية أن تلك الصادرات  شكلت على مر السنين رافعة للنمو في الصناعة، مؤكدة أن نسبة كبيرة جدًا تذهب إلى الدول العربية بقيمة ملايين الدولارات، وتذهب نسبة كبيرة من الصادرات الإسرائيلية وفقًا لمعهد الصادرات الإسرائيلي إلى العراق، وكذلك تونس والمغرب والأردن، فيما تنخفض نسبة التصدير إلى لبنان.

مصر
مصر لن تكن بعيدة عن القائمة.. حيث أكد تقرير عبري سابق أن نسبة المصدرين الإسرائيليين إلى مصر ارتفعت بشكل ملحوظ بعد اتفاقية الكويز، ويوجد نحو 123 مصدرا إسرائيليا يصدرون منتجاتهم إلى مصر، وتتركز صادراتهم في المواد الكيماوية والمنسوجات والملابس والجلود، وهذا الرقم هو الحد الأدنى لأن هناك مصدرين آخرين يخترقون هذا العالم تحت مسمى الشركات الأجنبية أو عبر المسالك غير المشروعة، وسبق أن تحدثت تقارير عن وجود ملابس إسرائيلية الصنع داخل بعض الأسواق الشعبية، وهي مسألة خطيرة، لأن تلك الملابس لا يخلو بعضها من المواد المسرطنة والمركبات الكيميائية التي تخترق الجسد، وتحمل مخاطر قاتلة على صحة الإنسان، لأن تلك المواد لا تزول وفقًا للدراسات العلمية عن طريق غسل الملابس.

وفي الوقت الذي تصدر فيه إسرائيل المرض للعرب، تجد علماء صهاينة يحققون نجاحات ضخمة في علاجه، ومن هنا تكمن استراتيجية صهيونية مفادها تصدير المرض وجعل إسرائيل طوق النجاة للعلاج منه، ففي تقرير نشره موقع "واللا" العبري، أكد أن علماء إسرائيليين نجحوا من خلال عدة أبحاث أجريت في جامعة حيفا في تحويل خلايا سرطانية إلى خلايا صحية تحاكي الأنسجة السليمة، مؤكدًا أن هذه النتائج تبشر بطريقة جديدة لعلاج الأورام العنيفة والأكثر شيوعًا.

المثير هنا أنه رغم المحاولات الإسرائيلية المضنية لمكافحة المرض ومنع انتشاره، إلا أن نسبة الإصابة بالسرطان في إسرائيل مرتفعة، حيث كشفت جمعية السرطان الإسرائيلية عن أحدث بيانات ونسب السرطان في إسرائيل للعام الجاري مؤكدة أنها الأعلى بين دول منظمة التعاون والتنمية OECD، وتزداد نسبة مرضى السرطان في إسرائيل بنسبة 30 ألف مريض جديد سنويًا، ولكنها الأقل في معدل الوفيات بسبب التشخيص المبكر والعلاج المتقدم، إذ تعتبر إسرائيل من الدول الأعلى في معدلات الشفاء.

وأرجعت الدراسات الإسرائيلية أن السبب الرئيس في انتشار المرض في إسرائيل هو التدخين، وهو ما لا تستطيع تل أبيب مواجهته؛ لأن يندرج ضمن السلوكيات الشخصية.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية