رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«عاشوراء» تفجر الصراع السنوي بين السلفيين والصوفية.. فتاوى تحريم واتهامات بالجملة بالتشيع والكفر.. ضرب رواية الصوفية عن رأس الحسين الموجودة بمصر واعتبارها خرافية.. وعلي جمعة: «التصوف بر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أيام على «عاشوراء»، وكالعادة ظهر الصراع السلفي الصوفي للعلن، استبق الحدث حرب كلامية تدفن خلف السراب كل عام، وسرعان ما تعود أشرس مما كانت عليه؛ الصوفية ماضية في طريقها، والسلفية بأغلب تشكيلاتها الفكرية والحركية، تحاول وقف برنامج الاحتفالات المزمع إقامته في 20 سبتمبر الجاري، باعتباره من مظاهر التشيع، والمعنى الواضح للابتعاد الكامل عن صحيح الدين.


عاشوراء والسلفيون
يركز السلفية سهامهم في نقد الحدث، على هدم رواية الصوفية التي تؤكد وجود رأس الحسين بالقاهرة، وبسبب ذلك يطالبون بإزالة الضريح الذي استشهد في كربلاء بالعراق، ولا يوجد بالمسجد الحالي أي دليل على صحة رواية الصوفية، عن وجود أي جزء من جسده بالقاهرة.

الصوفيون من ناحيتهم، حرصوا على إحكام قبضتهم على الفعالية، بالوجود قبل أيام من الموعد المحدد، في ساحة مسجد الحسين، تحسبًا لأي حصار سلفي، يمنعهم من الدخول كما حدث في الأعوام الماضية، وهو ما يدركه أتباع التيار السلفي، الذين كثفوا من هجومهم على الصوفية، واعتبروا الاحتفال المزمع، بدعًا لا تتسق مع منهج أهل السنة والجماعة.

لدى السلفيون اعتراضات شديدة على الفكر الصوفي في عمومه، وطول فترة الصراع بينهما، حولت الخلاف بينهم الطرفين إلى أعتى درجات الكراهية؛ فالسلفية ترى الصوفية تحاول الخلط بين جميع الأديان والتلاعب في العقيدة الإسلامية، وإلباسها ما ليس فيها، بما يضعها في شبهات الشرك بالله، وتدفع دائما بتقارب الصوفية مع الشيعة، ربما لكسب موقف شعبي وسياسي في مواجهة «أنصار آل البيت»، وهي الاتهامات التي كان يرد عليها كبار مشايخ الصوفية، بتوجه هجوم شرس ومباشر للسلفية، ووصف المنتسبين إليها بخوارج العصر.

أقطاب الحرب على الصوفية
سامح عبد الحميد، القيادي السابق في حزب النور، خلال السنوات الماضية دائما ما يتصدر الحدث، وقبل أيام أصدر بيانا طالب فيه بمنع احتفالات الصوفية في هذا اليوم، معتبرا أنه بوابة للتشيع، فيما تولى القطب الأخر للهجوم السلفي، الداعية وليد إسماعيل، مؤسس ائتلاف الدفاع عن الصحب والآل، ووجه الجهات المعنية بالتصوف، إلى ما يراه من مخالفات للصوفية، وطالب الأوقاف بإعلان الطوارئ، لمنع الفعاليات التي وصفها بالشيعية، من احتلال المسجد والضريح، معتبرا أن مثل هذه الفعاليات تؤسس للعنصرية في البلاد.

الشيخ محمد سعيد رسلان، القطب السلفي المدخلي، كان في قلب الحدث أيضا، وهاجم من أسماهم الرافضة، الذي يجعلون من عاشوراء مأتما، بحسب وصفه، كما قال إن «النواصب» أيضا يجعلونه عيدا، بينما أهل السنة مفروض عليهم، أن يعظموا اليوم بالصوم فقط، موضحا أن هذه الطريقة، هي التي عظم بها رسول الله عاشوراء.

وشدد القطب السلفي، وأحد قيادات السلفية المدخلية في مصر والعالم العربي والإسلامي، على أن إحياء ذكرى مقتل الحسين، إذا ما تم بطريقة مبالغ فيها، كما هو الحال مع النواصب والروافض، يكون قد خالف صحيح الدين.

التصوف بريء

من ناحيته، تولى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، مؤسس طريقة الصديقية الشاذلية الصوفية، الرد على هجوم السلفيين، واكتفى بالابتعاد عن المناقشات الجانبية، والجدل حول رأس الحسين، ونشر على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إجابة جامعة تكفي للرد عن جميع الشبهات، التي تثار حول التصوف على عمومه. 

واعتبر جمعة أن التصوف الروحي، سلوك يرقى به المسلم إلى مرتبة الإحسان، التي عرفها النبي، مؤكدا أن النفس البشرية بطبيعتها يتراكم بداخلها مجموعة من الأمراض والرغبة في التشفي والانتقام، موضحا أن مدعي التصوف يشوهون صورته، خاصة الذين تخرج منهم أعمال المجاذيب المخرفين، مؤكدا أنه ليس من التصوف ولا الطرق الصوفية في شيء.
Advertisements
الجريدة الرسمية