رئيس التحرير
عصام كامل

ملهمة سيد درويش تعيش في مقابر الإمام

فيتو

نشرت مجلة "روز اليوسف" عام 1959 موضوعا صحفيا حول زيارة قام بها اثنان من محررى المجلة إلى مقابر الإمام الشافعى حيث تقيم ملهمة الموسيقار سيد درويش المطربة السابقة "حياة صبرى" واسمها الحقيقى عائشة عبد العال، وجاء في الموضوع:

قديما لحن الموسيقار سيد درويش أغنية تقول (صح النوم ما تقوم يا حبيبى، غير ريقك ع الحليب) وقيل إنه لحن هذه الأغنية وغناها للمطربة حياة صبرى التي أحبها من كل قلبه وأهداها أجمل ألحانه.

ذهب مندوبا المجلة إلى حيث كان يقيم سيد درويش بالقاهرة وقت أن تعرف على المطربة حياة وسألا عن حياة فقيل لهما إنها تعيش في مقابر الإمام الشافعى بجوار قبر ابنها جميل، وتعرف هناك باسم "أم جميل".

كتب المحرر يقول: سألنا عنها إمام مسجد الشيخ الدندراوى واسمه الشيخ محمد، ودلنا عليها في الحال وذهبنا، ووجدنا أنفسنا أمام مدفن مغلق عليه لوحة من الرخام مكتوب عليها "مدفن الشهيد الصاغ جميل إبراهيم المتوفَّى عام 1954".

سيدة بدينة ترتدى ملابس السواد وفي يدها رشاشة تروى بها الزروع المتراصة حول المدفن.
أخذتنا من يدنا إلى غرفتها حيث تقيم فسألها المحرر حضرتك عايشة هنا إزاى؟
قالت: معاش ابنى 68 جنيها تأخذ مراته منهم 60 جنيها وأدفع من الباقى إيجار شقتى والباقى يقوم به حبايب المرحوم.

قال المحرر: قصدك المرحوم سيد درويش؟ فانتفضت أم جميل وكأن صاعقة سقطت عليها: أنتم مين بالضبط، أكيد أنتم صحفيين؟

وأضافت: شوف يا بنى أنت وهو أنا طول عمرى دوغرى وماحبش اللف والدوران وانا بعد مامات ابنى قاطعت الدنيا كلها، تصور مفيش حد بيسأل عنى ولا يقول عايشة إزاى، مفيش غير الفنانة نجمة إبراهيم هي التي تسأل عنى.

سألها المندوب: هو أنتِ اتجوزت سيد درويش؟
قالت: أنا كنت تلميذته وملهمته فقط، وبعد وفاته اتجوزت وأنجبت ابنى جميل.

وفى اليوم التالى التقى مندوبا روزا اليوسف بالست أم جميل في شقتها بشبرا حسب طلبها لإعطائهم الصور والمجلات التي تجمعها بالشيخ سيد.
سألها أحدهما: هل لحن لك الشيخ سيد؟ فقالت كثيرا ومنهم أوبريت شهرزاد.

سألها: هل كان الشيخ يتعاطى المخدرات؟ فقالت: كان بيشم كوكايين ليس علشان المسخرة ولكن من أجل السهر فقط ولما كرهه غنى (الكوكايين خلانى مسكين)، وأضافت: سمعت أنه مات من المخدرات لكن أحب أقول أنا عارفة مات إزاى.

كانت له عائلة صديقة بالإسكندرية اسمها عائلة الجريتلى وواحد منهم كان يعشق مطربة درجة عاشرة فأحضرها للشيخ سيد يعلمها الطرب، فقالت مشروع المطربة لصديقها إن الشيخ يغازلها، وقعت الغيرة وراح بسلامته عازم الشيخ على أكله وحط له مورفين في كأس الويسكى، وكان قبل مايروح شامم كوكايين ـــ زى عوايده ــــ اتارى الكوكايين مع المورفين يعمل تسمم، جاء الشيخ هنا ونام على السرير وقال سمونى وقتلونى.
وهنا ذرفت الدموع من عينى الست حياة ملهمة الشيخ سيد.
الجريدة الرسمية