رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مبروك جنابك بقيت محافظ


عندما يدق جرس التليفون تجد صوتا جهوريا يقول لك حضرتك فلان بيه، فترد بكل أدب نعم يا أفندم.. فيقال له مبروك رئيس الحكومة اختارك محافظا.. ولازم بكرة تلبس الحتة اللي ع الحبل علشان تحلف اليمين... فتتعالى الزغاريد والتهاني والتبريكات من الأهل والأصدقاء..


بعدها تذهب لحلف اليمين والاجتماع الأول، وبعد خروجك من الاجتماع تجد تليفونا آخر من السكرتير العام للمحافظة التي تم تعيينك فيها يقدم التهنئة ويسأل جنابك ممكن العنوان علشان السيارة والحرس وبوكيهات الورد وما تطلبه للاستراحة من وسائل أمن وأمان، وبعد قليل كلاكس سيارة المحافظة فتنفرج الأسارير وتسافر للمحافظة إياها وكلك طاقة إيجابية..

تقوم بجولة في الشوارع تعود منها وأنت ممتلئ بالطاقة السلبية لكم التجاوزات والإهمال في الشارع، وتقوم بعمل الاجتماع التاريخي الأول مع الجهاز التنفيذي في المحافظة وتتوعد المقصرين، وتطالب الجميع بالنزول للشارع والعمل على أرض الواقع، وتتوالى بعده الاجتماعات وتكتشف بعد عام تقريبا أن المحصلة صفر...

المشكلات تفاقمت والمسئولون جلسوا في مكاتبهم وشلة المصالح تحاوطك من كل جانب وتمنعك من الوصول للناس في الشارع، ويكتفي دورك صباحا على قراءة التقارير والاجتماعات وتعود للاستراحة مع زيارات ميدانية لافتتاح المشروعات التي افتتحها المحافظ السابق..

وتظل على الكرسي إلى أن يدق تليفون آخر يجعلك تلملم أوراقك، ويتولى محافظا جديد..

ما بين هذه الرحلة سطور كثيرة تجعلنا نتشائم.. هذه السطور بها تساؤلات: ترى ما هي خطة المحافظ الجديد لتطوير محافظته التي على أساسها تم اختياره.. كيف تم الاختيار.. ما هي إنجاز هذا الشخص كي يتولى هذه المهمة الحساسة؟.. سطور طويلة ربما تجعلني أصاب بالاكتئاب..

هذا ليس تشكيكا لا سمح الله، لكن مجرد دردشة تجعلني أسأل المحافظ السابق ماذا قدمت خلال فترة عملك محافظا؟ واسأل الحالي ماذا ستقدم لأهل محافظتك؟ وما هو شعور كل منهما، ولماذا لا يشعر الجديد بشعور من سبقه وهو خارج التشكيل كي يعمل ليترك بصمة تجعل أهل المحافظة يتغنون بها؟

رغم أن الحقائق تقول إن مصر تحتاج محافظين بفئة مقاتلين يعمل في الشارع 24 ساعة هدفهم إنجاز مشروعات جديدة وتكملة مشوار من سبقوهم، فكل المحافظات تعاني نفس المشكلات وكل المواطنين يعانون نفس المشكلات، فهل يا ترى كل المحافظين يحملون بين طيات أوراقهم حلولا لهذه المشكلات. أظن لا... أتمنى أن تصل رسالتي لكل من وقف أمام الرئيس ليؤدي اليمين الدستوري، ويتولى مهامه كرئيس جمهورية في محافظته..

أبعدوا يا سادة عن أصدقاء السوء ولمة أصحاب المصالح التي تأمل من اليوم الأول السيطرة على المحافظ ليتحولوا إلى مراكز قويى.. وتذكروا نفس التليفون الذي يطلب من غيرك أن يتولى مهامك.
Advertisements
الجريدة الرسمية