رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

توجيهات السيد الرئيس


كالعادة.. تتباين الآراء مع كل تغيير وزاري أو حركة جديدة للمحافظين، ولا مانع من إقحام الأهواء الشخصية في تقييم المستبعدين، أو توظيف الانطباعات غير الموضوعية في الحكم على من تم اختيارهم حتى قبل أدائهم اليمين الدستورية.


كل هذا طبيعي، والوقوف أمامه مضيعة للوقت، وتغييره يحتاج تنشئة ثقافية جديدة لا مجال فيها للانطباعات أو الأهواء.. لكن ما يستحق التوقف أمامه هو الرئيس السيسي، الذي يعطي في كل تغيير درسا للمسئولين، منهم من يستوعب.. ومنهم من حال فهمه الخاطئ دون استيعابه، فالرئيس يُطيح في تغييراته بكل التوقعات، وأزعم أن التغييرات الأخيرة كانت مفاجأة للجميع، فقد حملت تأكيدا أن الرئيس على تواصل مع المواطن، يصله أنينه من مسئول.. ورفضه التام لآخر تعالى عليه وأغلق بابه في وجهه، يدلل على ذلك استبعاد اللواء خالد سعيد الذي رفضه كل مواطني محافظة الشرقية، وانتظروا رحيله ليتبادلوا التهاني.

التصدي هنا لتقييم مسئول مثل خالد سعيد لا تَحكمه أهواء ولا يخضع لانطباعات، فقد كتبت عن الرجل في السابق وطالبته بإعادة النظر في علاقته المتوترة بالمواطنين وفتح مكتبه لأصحاب المظالم، وأن يتخذ من الرئيس قدوة له، لكنه استمر في تعنته وتعاليه وأوصد بابه في وجه الجميع، باستثناء قلة من المقربين إليه، حتى بات مجرد الوصول لمدير مكتبه المستحيل الرابع، أما أصحاب الشكاوى والاقتراحات فعليهم التواصل مع مكتب المحافظ إلكترونيا، وهذا لا يستقيم مع شعب أغلبه يعاني الأمية.

إذا.. ما كتبناه في السابق عن اللواء خالد سعيد يؤصل تقييمنا لتجربته الآن، وينأى بها عن الانطباع والهوى.

طالبت المحافظ السابق بتخصيص مواعيد للقاء الجماهير والاستماع إليهم أسوة بالرئيس، وتحديد مواعيد ولو شهرية للصحفيين، يعرض من خلالها إنجازاته ويعرف من خلالهم ما يدور في الشارع، لكن الرجل أعرض عن العرض، وادعى هو أو من يحيطون به أن علاقة صداقة تجمعه بالرئيس، وأنه لا يتعامل إلا معه بشكل مباشر، وهذه ضمانة قوية لبقائه في منصبه حتى لو كره المواطنون، وقد رسخ المحافظ السابق لهذه الادعاءات متعمدا أو غير متعمد عندما يذكر اسم الرئيس في تصريحاته مثل (توجيهات الرئيس وتعليمات الرئيس) حتى في أحد المؤتمرات الخاصة بالمحافظة التي قادتني الصدفة لحضورها.. كان مقعد خالد سعيد مميزا، وعلمت أنه يحرص على ذلك في كل المؤتمرات التي يوجد فيها.

فتمنيت لو كان حرصه أيضا على الوجود بين الناس والإنصات إليهم وعدم التعالي عليهم.

كنت أتمنى أن يتوقف خالد سعيد أمام تغييرات سابقة أجراها الرئيس، ليتأكد أن العزيز على السيسي عزيز على المواطن، وأن الأول طالما أثنى على الأخير وأشاد بصبره وتحمله لفترة هي الأصعب في تاريخ مصر، وأن الأول هو من يطيح أحيانا بالقانون ويستخدم قانون الإنسانية مع مواطن اشتدت معاناته فلجأ إليه، وطالما رق قلبه لمحتاج أو مريض.

كنت أتمنى أن يتوقف المحافظ السابق أمام تغييرات لم يكن يتوقعها مصري واحد، تغييرات طالت الأقرب من الرئيس، حتى ما طال الرقابة الإدارية لم يكن متوقعا، فقد سمعنا الرئيس على الهواء وأمام الملايين يشيد برئيسها السابق ويعلن ثقته فيه، ثم فاجأنا باستبعاده، ولا بد أن هناك ما يستدعي ذلك.

لم يستوعب خالد سعيد دروس الماضي القريب جدا لذلك كان استبعاده حتميا.

أتمنى أن يستوعب المحافظون الجدد الدرس، وأن يكونوا على يقين من أن الفهلوة ونفاق الرئيس وتملقه أدوات عفى عليها الزمن ولم تعد ضمانة للبقاء في المنصب، بل تعجل بالاستبعاد منه.
basher_hassan@hotmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية