رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بين «شوقي» ومتحدثه وترتيب جودة التعليم


في حفل تكريم أوائل الثانوية العامة من قبل بنك التعمير والإسكان والذي تم تنظيمه بالأمس في أحد فنادق القاهرة، أدلى الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بتصريحات كثيرة حول نظام التعليم الجديد الذي يتبناه الوزير وفريق أحلامه.


من جملة التصريحات التي أدلى بها وزير التعليم، قوله: إن "مصر ارتفعت من 137 إلى 100 في التصنيف العالمى وهذا الأمر لمجرد أن لدينا رؤية". والمقصود هنا أن تصنيفنا الدولي في مقياس التعليم ارتفع إلى رقم 100 بدلًا من رقم 137 أي أننا قفزنا 37 مركزًا دفعة واحدة لمجرد أنه أصبحت لدينا رؤية للتعليم - وطبعًا الرؤية هنا هي رؤية السيد الوزير التي يتحدث عنها ليل نهار.

نحن لا نشكك في كلام السيد الوزير، ولا نقلل من الرؤية المطروحة؛ فقط من خلال مجموعة من الأسئلة نريد أن نفهم حقائق الأمور، وبداية التساؤلات التي تطرأ على الذهن فور قراءة تصريح الوزير هو العلاقة بين هذا الكلام والحديث الذي سبق وأدلى به المتحدث الرسمي باسم الوزارة الأستاذ أحمد خيري، والذي قال إن مصر في المركز الـ148 والأخير على مستوى العالم في "جودة التعليم".

وأضاف خيري، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي جابر القرموطي في برنامجه "مانشيت القرموطي"، المذاع عبر فضائية "النهار": "إحنا في المركز 148 من 148، ومعندناش حاجة نبكي عليها".

وأشار خيري إلى أن نظام التعليم الجديد أنشئ من أجل مصلحة الطلاب، مطالبًا أولياء الأمور بالاطمئنان على أبنائهم مع النظام التعليمي الجديد. تصريحات المتحدث باسم التعليم - والتي لا تعبر عن رأيه الشخصي وإنما هو يتكلم بلسان الوزارة التي ينتمي إليها بحكم منصبه- كانت يوم السابع عشر من أغسطس الجاري، وتصريحات السيد الوزير كانت يوم الثامن والعشرين من نفس الشهر أي أن الفارق بين التصريحين مدة لا تتجاوز 16 يومًا. 

فهل يعني ذلك أن العالم انتبه لرؤيتنا خلال تلك الأيام ورفع تصنيفنا؟ أم يعلم أن أحد الاثنين يجهل التصنيف الفعلي وبالتالي أحدهما يقول صدقًا والآخر يقول عكس ذلك؟ أم أن الاثنين أدليا بتصريحات الغرض منها فقط الترويج لنفس المشروع ومحاولة للإقناع ولكن كل له رؤيته الخاصة التي يعتقد أنها تستطيع إقناع الآخرين.

الأمر لم ينته عند هذا الحد؛ بل إن الوزير نفسه قال - في مؤتمر الشباب الذي عقد بجامعة القاهرة مؤخرًا- إن مصر كانت في عام 2013 تحتل المركز 148 من 148، وقال نصًا :" كده احنا معندناش حاجة نخسرها بقى". ثم أضاف في الكلمة ذاتها:"لو نطينا إلى عام 2018 هنلاقي نفسنا في المركز 133 من 137 في جودة التعليم الأساسي".

والحقيقة أن كل هذه التصريحات خاطئة كما سبق وبينها الدكتور محمد كمال عضو هيئة التدريس بجامعة كفر الشيخ، والذي سبق وقال "وبالطبع الدعاية للنظام الجديد من الوزير والمتحدث الإعلامي للوزارة طبيعي فهذا عمله، ولكن أن يكون متحدثا رسميا باسم وزارة وأن يكون وزيرا وكلاهما إما يجهل التقارير العالمية التي يستشهد بها أو بكذب بشأنها لترويج فكرة معينة فهذه كارثة". 

وتابع " كمال" - عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" :" تقرير التنافسية العالمية كل عام يرتب عدد من الدول في كل المجالات كما قلنا ورغم انتقادي لبعض الاخطاء فيه إلا أن له أهمية كبرى ويعتد به بشدة في العلاقات الدولية وينقسم التقرير إلى 12 معيارا ومنها المعيار الخامس وهو التعليم العالي والتدريب. وفي الترتيب العام احتلت مصر المركز 100 من 137 دولة هذا العام وهو تقدم كبير حيث كانت تحتل المرتبة 115 من 138 العام الماضي والمرتبة 118 من 148 عام 2013/ 2014".

وتابع: "في مؤشر جودة نظام التعليم احتلت مصر رقم 130 من 137، وفي مؤشر جودة تعليم الرياضيات والعلوم رقم 122 من 137، وفي مؤشر جودة إدارة المدارس رقم 124 من 137، وفي مؤشر دخول الإنترنت للمدارس رقم 119 من 137، وفي مؤشر التوافر المحلي لخدمات التدريب المتخصصة رقم 135 من 137، وفي مؤشر مدى تدريب الموظفين رقم 116 من 137 دولة.
Advertisements
الجريدة الرسمية