رئيس التحرير
عصام كامل

«أوري أفنيري».. قصة يساري إسرائيلي كان يناصر القضية الفلسطينية (صور)

فيتو
18 حجم الخط

"أوري أفنيري" اسم لامع في حياة اليسار الإسرائيلي، وافته المنية فجر اليوم عن عمر ناهز 94 عامًا، ويعد هذا الاسم محفورًا في ذاكرة الفلسطينيين لأنه كان ينادي دومًا بإقامة دولة فلسطينية ويدعو للسلام، ولكن هذا لا يمنع من أنه كان مخلصًا لدولة الاحتلال وعلى الأرجح هذا حال غالبية اليسار الإسرائيلي.


أصول ألمانية
ولد أفنيري في ألمانيا عام 1923 لعائلة من الأثرياء الذين هاجروا إلى الأراضي المحتلة عندما وصل هتلر إلى السلطة في عام 1933، وفقد الأب ثروته وأُجبر أفنيري على الذهاب للعمل بدلًا من الذهاب إلى المدرسة.

والحديث الدائم عن السلام يتنافي مع كونه انضم عندما كان في جيل 15 عامًا إلى منظمة "الإرجون" اليهودية الإرهابية التي نفذت مذابح في فلسطين كعضو في المنظمة لمدة 4 أعوام، كما انضم للمنظمة الإرهابية "إيتسل" لكنه تركها بعد ذلك مبررًا أن الأسلوب المناهض للمنظمة ضد الفلسطينيين هو ما أزعجه وجعله يتركها، كما أصيب بجراح خطيرة في حرب عام 1948 حينما كان يقدم تقارير إخبارية كمراسل لجريدة "هاآرتس" العبرية".

جلطة دماغية
فقد أفنيري الوعى إثر جلطة دماغية ومكث في المستشفى منذ نحو أسبوعين إلى أن وافته المنية اليوم.

رئيس تحرير
وعمل أفنيري لمدة 40 عامًا رئيسًا لتحرير الصحيفة الأسبوعية (هذا العالم) التي كشفت عن العديد من قضايا الفساد ونشرت قصصًا جنسية لم تكن شائعة في إسرائيل في ذلك الوقت، وكان يكتب فيها أفكارًا يسارية مناصرة للفلسطينيين.

لقاء عرفات
وحظى أفنيري بشهرة واسعة في الوطن العربي بعد إجرائه لقاءً مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أثناء حصار بيروت عام 1982، الأمر الذي عرضه لتحقيقات كثيرة من قبل سلطات الاحتلال وبذلك كان الصحفي الأول الذي حقق هذا السبق.

خدم في الكنيست لمدة 10 سنوات، كان نشطا في المنظمات التي تدعو إلى التعاون الإسرائيلي الفلسطيني، وكان واحدا من مؤسسي "كتلة السلام" ومؤيدا متحمسا لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة الاحتلال، وفاز بالعديد من الجوائز الدولية لدوره في الدعوة إلى السلام، وله العديد من المؤلفات.

القائمة المشتركة
ونعى زعيم القائمة العربية المشتركة النائب أيمن عودة، افنيري وقال: "في لقائنا الأخير بجانب ضريح ياسر عرفات، أخبرني كيف اخترق حصار بيروت والتقى عرفات ليعمل جاهدا على نسف أكاذيب حكومة بيجن شارون بخصوص منظمة التحرير وياسر عرفات".

وأضاف: "منذ صغري وأنا أراه في كل المفارق ضد الاحتلال، أوري أفنيري، السلام عليك أيها الأخ الصديق، طوبى لمن قال لا في وجه الإجماع".

بعد عدوان يونيو 67 طالب أفنيري بانسحاب الجيش الإسرائيلي من كل الأراضي العربية التي تم احتلالها، وطالب بإقامة دولة فلسطينية.

وحش شارون
كان أفنيري يشبه المستوطنين بالوحش الذي رباه شارون، وكان دائمًا يوجه سهام نقده تجاه الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية.
الجريدة الرسمية