رئيس التحرير
عصام كامل

زيارات الرئيس!


خلال الأسبوع الماضى كان الرئيس عبدالفتاح السيسي في زيارة إلى محافظة بنى سويف، التي تتذيل قائمة المحافظات الأقل نموا على مستوى الجمهورية، وتضم عددا كبيرا من القرى الأكثر احتياجا، لافتتاح عدد من المشروعات الخدمية، على رأسها مجمع مصانع الأسمنت.


محافظة بنى سويف قبل زيارة الرئيس لها كانت تعانى من غياب النظافة وانتشار القمامة في الشوارع، وانقطاع المياه، وغياب كل ما يتعلق بخدمة المواطن، ومع إعلان موعد زيارة الرئيس تم رفع المخلفات من الشوارع، وغسلها بالماء والصابون، وخلال ساعات قليلة تفوقت هذه المحافظة المحرومة من كل شيء على نظافة العاصمة.

ومن المؤكد بعد زيارة الرئيس عادت الأمور إلى طبيعتها، فانقطعت المياه من جديد، وتراكمت القمامة في الشوارع وانتشرت الفوضى في الميادين.

الأمر نفسه تكرر في محافظة الجيزة خلال الفترة الماضية، أثناء انعقاد مؤتمر الشباب بجامعة القاهرة، بحضور الرئيس السيسي، فقد تحولت هذه المحافظة البائسة التي يقودها محافظ يرتدى ثياب مدير الأمن وليس المحافظ، إلى محافظة نظيفة ومضيئة ومنظمة كل شيء فيها تم صناعته بعناية ودقة، ولم تمر لحظات بعد مغادرة الرئيس المكان حتى عادت الجيزة إلى الفوضى والعشوائية..

وكأن أشخاصا آخرين وأموال بالملايين  هم من غيروا واقع المحافظة ، مع العلم أن المحافظة هي من قامت بكل شيء وموظفو الأحياء هم من أشرفوا على التنفيذ، أي إننا لم نستورد موظفين من الخارج للقيام بهذه المهمة، الأمر نفسه يتكرر مع كل مكان يقوم بزيارته الرئيس..

قبل الحضور نظافة والتزام وتحضر، وبعد الزيارة عشوائية وفوضى وزحام.. فهل الحل أن يشرف الرئيس على كل شيء بنفسه، حتى يضمن المواطن الحصول على خدمة جيدة وشوارع نظيفة؟!.

أم أن الحل أن يعلن الرئيس عن زيارة دورية للمحافظات، للتأكد بنفسه من الخدمات المقدمة إلى المواطن، حتى يشعر السادة المحافظون أن هناك من يسألهم ويتابع ما يقومون به.. فهم يكتفون فقط بزيارة الشوارع الرئيسية وتجميل الميادين العامة، أما الشوارع الجانبية، فلا أحد يتذكرها سوى في الزيارات الرسمية.

الجريدة الرسمية