رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا فشل «النور» في إطلاق «فضائية» حتى الآن؟.. ياسر برهامي أعطى شارة البداية قبل عامين.. تفاوضوا مع قناة مملوكة لناشط يعادي الشيعة وتراجعوا عن الصفقة.. سامح عبد الحميد: إمكاناتهم

 ياسر برهام
ياسر برهام

طوال سنوات مضت، وحزب النور السلفي يحلم بالريادة على جميع المستويات، آمن عند تصدره المشهد السياسي أيام حكم جماعة الإخوان الإرهابية، بضرورة تدشين أذرع إعلامية له، تستطيع أن تنشر أفكاره، وتكون درعًا وسيفًا في مواجهة الخصوم، ورغم اتخاذ الحزب خطوات عدة، على طريق تنفيذ الهدف، إلا أنه تعثر كما أن الظروف لم تعد ملائمة، كما كانت من قبل.


شارة البداية من برهامي

كان تصريح ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، قبل نحو عامين، عن إجراء حزب النور والدعوة السلفية حوارات ودراسات، تهدف إلى اكتساب الخبرات اللازمة لإطلاق قناة فضائية، مدخلا لإثارة الجدل من وقت لآخر حول هذه القضية؛ فبرهامي كان يرى ولايزال أنه من حق شباب الدعوة والحزب، تدشين قناة فضائية ناطقة بلسان حزب النور، ينقل من خلالها أهدافه وأفكاره للشارع المصرى.

المتتبع للمشهد السلفي طوال السنوات الماضية، سيجد أن حزب النور، اتخذ خطوات جادة لفتح منابر إعلامية، تعبر عن أفكار الدعوة السلفية والحزب؛ وجد الحزب بعض الصعوبات القانونية والاجتماعية، فبدأ يبحث عن سراديب سرية للنفاذ من خلالها إلى هدفه، وتفاوض بالفعل على شراء قناة «الصحب والآل» التي يمتلكها بعض الشباب السلفي على رأسهم الناشط وليد إسماعيل.

كانت هناك العديد من الإشكاليات التي وقفت في طريق الصفقة المنتظرة، على رأسها أن «إسماعيل» والذين معه معروفين بمناهضة الشيعة وتتبعهم وكشف مساوئهم، وهذا يعني أن سلفيو برهامي، حال إقدامهم على شراء قناة وليد إسماعيل، سيثبتون على أنفسهم أنهم المحرك الأساسي للناشطين السلفيين، لمحاربة الشيعة بالوكالة، وهي الاتهامات التي كان يرددها بالفعل بعض المحسوبين على الشيعة في مصر.

مخاوف مشروعة

دائما ما كانت أي احتكاكات - ولو إعلامية فقط - بين السلفيين والشيعة، يتم إقحام فيها السلفيين الكبار، وعلى رأسهم قيادات الدعوة السلفية بالإسكندرية، وذراعها السياسي حزب النور، الذي تم تدشينه بعد ثورة 25 يناير، لتمثيل السلفية العلمية سياسيًا، بعد عقود من تجريم السياسة وتأثيم العمل بها واعتبار الحزبية في حد ذاتها «كفر بواح».

كانت هذه المقدمات كفيلة بتراجع الحزب عن الصفقة، رغم العديد من التقارير الإعلامية التي خرجت بكثافة شديدة قبل عامين من الآن، وأكدت أن الحزب والدعوة اشتريا أسهما في قناة «الصحب والآل»، لدرجة أن بعض وسائل الإعلام نشرت تقارير عن أسماء البرامج والأشخاص القائمين عليها، إلا أن توقعات الصحف لم تكن صائبة، ولم تلتفت إلى النفي المتكرر الذي أدلى به وليد إسماعيل، رئيس مجلس إدارة القناة، ورئيس ائتلاف «الصحب والآل» في الوقت نفسه، ولم تكن لديها عناصر التحليل السياسي مكتملة لاستخراج الاستنتاج المناسب.

إمكانات مادية ضعيفة

يقول سامح عبد الحميد، القيادي السابق بحزب النور، إن الحزب دائما ما يؤكد أن إمكاناته المادية ضعيفة ويعتمد على اشتراكات الأعضاء، خصوصا أنه لا يتلقى أي مساعدات خارجية.

وأردف عبد الحميد قائلا: الحزب أغلق جريدته من سنوات، بسبب عدم مقدرته على تحمل تكاليف الصحفيين وتكاليف الطباعة، وبالتالي لن يستطيع توفير ملايين لفتح قناة والإنفاق عليها.

وأكد عبد الحميد، أن الحزب أغلق الكثير من مقراته بسبب عدم المقدرة على تحمل نفقاتها، مردفا: السبب مادي في الأساس وليس لعجز الحزب عن الدفاع عن نفسه، موضحا أنه "النور" قادر على خوض التجربة، ولديه الكوادر المؤهلة لذلك.
الجريدة الرسمية