رئيس التحرير
عصام كامل

ألبوم صور


في حياة كل منا صورة أو أكثر تعني له الكثير من الذكريات، عن أشخاص أو أماكن أو أفكار ومشاعر ربما أحلام. للصورة قيمة كبيرة وتأثير قوي وأحيانا تكن هدفا.. الصورة تمثل أهمية كبيرة وتأثيرا قويا منذ بداية التاريخ وستظل، أحيانا تكون غاية أو آلية للوصول لشيء يثير الوجدان، وتحرك الأفكار تثبت الوقائع وتأريخ لأحداث.


بداخل كل منا موديل خاص ربما يحبه أو يكرهه فتأخذ الصورة هنا شكل الارتباط الشرطي المعرفي، فالصورة في تعريفها هي مجموعة من الأفكار تشكلت في عقل راسمها وهو العقل الأيقوني المتعلق بالتفكير، وهو هنا التفكير البصرى... تعريف (أونهايم) فالتعريف البصرى هو محاولة فهم العالم من خلال الشكل وطبعا الصورة مرتبطة بالخيال وهو مركز الابداع.

منذ بداية تاريخ الإنسان وجدت الصورة من عصر الكهف حينما رسم الإنسان الأول على جدران الكهوف ليعبر عن رحلته في صيد الوحوش وعن صراعاته مع الطبيعة والكائنات التي يخاف منها.

ثم تطورت الحياة وارتقت إلى المجتمعات المدنية واتسع نطاق استخدام الصورة ودورها في الحياة وأصبحت إحدى أدوات الحياة المهمة سواء في الميديا أو الطب أو حتى الإجراءات القانونية أو في مجالات كثيرة متنوعة الأهمية والاستخدام، قد حظيت الصورة بمكانه فائقة قديما وحديثا.

قال فلاسفة الصين (الصورة بألف كلمة)، قال فلاسفة اليونان (الصورة من عطاء فكر راسمها)، أستطيع أن أجزم أن أكثر العصور تأتي فيها الصورة مؤثرة هو العصر الحالى (يسمى عصر الصورة)، نشأت الصورة في تاريخ الحضارات.

قد أثرى موروث العالم القديم متاحف العالم بالصورة رسما ونحتا فقد كان ينبوع معرفة يضيء العالم نقلت حضارات وتواريخ وعلوم كثيرة عن طريق الصور، وأهم هذه الحضارات وأشهرها اليونانية والقبطية، وحظيت الحضارة القبطية باهتمام كبير للصورة، يتجلى في صور المسيح عليه السلام، والسيدة العذراء، والأيقونات المقدسة، ثم أتى بعد ذلك حكام الرومان بتحريم الصور الدينية ورفضها وجاءت حرب تحطيم الأيقونات على يد الإمبراطور ليون الثالث، وسمي ذلك العصر الأيقوني، واختفى بذلك جزء كبير من تاريخ الإنسان وفنه.

تلعب الصورة دورا يكاد يكون كليا في حياتنا، هي لا تقف عند ألبوم زفاف أو ميلاد أو رحلات، هي تعتبر أهم أدوات نقل الفن والفكر والإحساس وأداة علمية شريكة في كل التطور العلمي، وأداة قياسية غاية في الأهمية.

الكلام هو أول وأهم اختراع في حياتنا، نعم.. لكن الكلام جاء بعد أن رأى الإنسان الحياة وتعرف عليها بصريا بالعقل الأيقوني، وله أدوار كثيرة متنوعة في كل أوجه الحياة.

نستطيع الاعتراف أنه من أهم ما حدث في عالم الصورة هو اختراع الكاميرا الذي تحدى به الإنسان الزمن ليسجل ويسجل كل شيء لينقل ما يرغب على مر الأزمنة، وليتحدث من خلاله إلى الحاضر والمستقبل ويدين التاريخ.
البقاء للصورة.
الجريدة الرسمية