الثعابين تهدد حياة أهالي شبرا بخوم بالمنوفية.. وفاة حالتين وإصابة 5 آخرين.. الصحة: المصل متوفر بالمستشفيات.. والمحافظة تشكل لجنة لمكافحة انتشار الزواحف «فيديو وصور»
سيطرت حالة من الذعر والقلق على أهالي قرية أهالي قرية شبرا بخوم التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، بعدما قررت الثعابين أن تتخذ من أراضيها سكنًا لهم، تتحين الفرصة لها بين الحين والأخر وتترك جحورها وتنطلق إلى حيث قضى الله أن ينتهى عمر من أراد.
وقبل أيام تمكنت تلك الثعابين من ممارسة هوايتها في اللدغات القاتلة حيث لقي شاب وسيدة مصرعهما، الأول لدغه الثعبان بعد أن تناول طعامه مع أسرته وقرر أن يخلد إلى النوم قليلًا ليعاود عمله، والأخرى لدغها أثناء قيامها بالوضوء استعدادًا للصلاة.
حالات وفاة
ديوان عام محافظة المنوفية أعلن عن وفاة اثنين حتى الآن وإصابة مواطن آخر لكن العدد ارتفع ليصاب اثنان آخران، بينما أعلنت مديرية الشئون الصحية عن اتخاذ كافة التدابير اللازمة لمواجهة القوارض حفاظًا على حياة مواطني القرية.
ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها الثعابين الأهالي وتحصد أرواح البعض وتصيب البعض الأخر إنما هو تكرار لما حدث قبل أعوام حيث هاجمتهم وقضت على حياة 6 وأصابت العشرات في هجمة كانت الأشرس في تاريخ القرية.
شهادة الأهالي
إبراهيم أحمد عبد الرازق البيومى، 31 سنة، تاجر خردة، أب لثلاثة أطفال أكبرهم رضا بالصف الثالث الابتدائي، وعيد بالصف الأول الابتدائي، بينما علا لم يتخطى عمرها الثلاث سنوات، تناول وجبة الغداء مع أسرته واتكأ في مقعده كما يفعل يوميًا لكنها كانت المرة الأخيرة التي يفعل فيها ذلك، بعد أن لدغه ثعبان قبل أن يصحو من نومه.
اصطحبه صديقه إلى الوحدة الصحية ثم إلى مستشفى قويسنا العام وتناول المصل عن طريق محلول لكن الأمر لم يكن كافيًا بعد أن تكسرت كرات الدم ولقي مصرعه قبل أن يصل إلى المستشفى الجامعى بشبين الكوم.
على بعد خطوات من منزل المصاب كانت توجد مستشفى على مساحة 10 آلاف متر تم بناؤها إبان الاحتلال الإنجليزي لمصر لتخدم القرية الأكبر على مستوى محافظة المنوفية، إلا أن يد الإهمال طالتها كما طالت كل شيء وتمت إزالتها قبل 4 أعوام مع وعد بإعادة بنائها وكالعادة لم ينفذ الوعد.
وطالب الأهالي بسرعة بنائها مرة أخرى وذلك لارتفاع نسبة سكان القرية والذي يبلغ 70 ألف نسمة وحتى يتمكنوا من سرعة إنقاذ مرضاهم بدلًا من إهدار الوقت للوصول إلى المستشفيات الأخرى، كما طالبوا بتوفير معاش لأسر المتوفيين.
نعمات شقيقة المتوفي قالت إن شقيقها لدغة الثعبان عقب تناوله الغداء مع أسرته بعد عودته من السوق، وطالبت المسئولين عبر «فيتو» بتوفير معاش لأسرة شقيقها حيث أنهم أصبحوا بلا مصدر للدخل بعد وفاة العائل الوحيد للأسرة.
سبب الانتشار
الدكتور محمد العسكري مدير الطب الوقائي بالمنوفية أكد لـ«فيتو» أن أسباب انتشار الثعابين هو موسم التزاوج وارتفاع درجة الحرارة وكثرة الهيش والقمامة، مشيرًا إلى أن التوعية للمواطنين هي الأساس لتدارك الخطر في تلك المرحلة.
وأضاف العسكري أن مديرية الصحة لم تقصر مع الحالات بدليل أنه أصيب ثلاث حالات بعد التوعية وجميعم تناولوا المصل وحاليا بصحة جيدة جدًا، لافتًا إلى أن المصل لا يعطى من خلال الوحدة الصحية وإنما عن طريق مستشفى بها عناية ومتوافر بها أكياس دم لاستخدامها عند الضرورة.
وأشار العسكري إلى أن سبب وفاة حالتين هو إتباعهم الطرق التي عرفت قديمًا بتشريط القدمين، حيث أن الشاب الذي لقي مصرعه لم يذهب إلى المستشفى إلا بعد سوء حالته وتعرضه لهبوط حاد، حيث أن لدغ الثعبان يتسسب في تكثير كرات الدم وإحداث سيوله مما يؤدى للهبوط.
الإسعاف
وطمأن مدير الطب الوقائى الأهالي بتوافر كميات كبيرة من المصل وتوفير سيارتان إسعاف متواجدين 24 ساعة على مدار اليوم بالوحدة الصحية لنقل أي حالة تصاب باللدغ في أي وقت سواء كان نهارًا أو ليلًا إلى أن تنتهى الأزمة تمامًا.
وكان الدكتور أيمن مختار سكرتير عام محافظة المنوفية، أصدر قرار رقم 496 لسنة 2018 بتشكيل لجنة برئاسة وكيل وزارة الزراعة بالمنوفية، لمكافحة انتشار القوارض والزواحف واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية اللازمة للحد من الآثار السلبية المترتبة على ظاهرة انتشارها بدائرة المحافظة.
حالة الطوارئ
ووجه الدكتور نصيف الحفناوي وكيل وزارة الصحة بالمنوفية برفع حالة الطوارئ بالوحدة الصحية بقرية شبرا بخوم ومد فترة العمل على مدار 24 ساعة وتوفير الأمصال اللازمة وتوفير الكوادر الطبية وأطقم التمريض المدربة على التعامل مع أي حالات محتملة، والدفع بسيارتين إسعاف بالوحدة الصحية لمواجهة أي حالات طارئة وتنظيم حملات وندوات توعية للمواطنين من خلال إدارة التثقيف الصحي على كيفية اتخاذ إجراءات الحيطة والحذر وكيفية الوقاية من لدغات الثعابين وتقديم الإسعافات الأولية.
كما قام مجدي أبو السعد رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة قويسنا بتنفيذ حملة نظافة موسعة بالقرية صباح اليوم لسرعة إزالة تجمعات القمامة وتطهير المصارف والترع ورفع تراكمات الهدم لمنع اختباء الثعابين بها حرصا على سلامة المواطنين واستمرار حملات النظافة والتوعية والإشراف والمتابعة عليها من قبل الوحدة المحلية، وتم تكليف مدير إدارة الأوقاف بقويسنا بعمل التوعية اللازمة للمواطنين أثناء خطبة الجمعة بالتنسيق مع الطب الوقائي والزراعة والطب البيطري.
