رئيس التحرير
عصام كامل

العراق يشتعل.. الآلاف يقطعون الطرق بسبب تردي الأوضاع المعيشية.. اقتحام المنشآت ومطار النجف.. العبادي يقطع زيارته لبروكسل ويعلن حظر التجوال.. والكويت ترفع حالة التأهب القصوى على الحدود

فيتو

يشهد العراق حالة من الغضب الشعبي، نتيجة تردي الأوضاع المعيشية وسوء الخدمات الأساسية، الاحتجاجات الشعبية بدأت بالمدينة النفطية البصرة، واشتعلت نيرانها إلى باقي المحافظات العراقية.


الشرارة الأولى
انطلقت شرارة التظاهرات العراقية الغاضبة من مدينة البصرة ثالث أكبر المدن العراقية، وتقع في أقصى الجنوب وتعتبر المعبر المائي الأول في العراق.

البصرة شهدت تظاهرات مطلع الأسبوع الماضي، لرفض الأوضاع المعيشية الصعبة وتصاعد أزمات المياه والكهرباء وتراجع الخدمات الحكومية وارتفاع نسبة البطالة إلى 10.8%.

حيث يشكل من هم دون 24 عاما نسبة 60% من سكان العراق، ما يجعل معدلات البطالة أعلى مرتين بين الشباب.

تصاعدت التظاهرات على مدار أيام، حيث أقدم المحتجون على قطع طرق رئيسية بإحراق الإطارات، ومحاولة اقتحام بعض المنشآت الحكومية.

محاولات الاقتحام الأسبوع الماضي للمنشآت الحكومية من جانب المتظاهرين، أدت إلى قيام الشرطة بإطلاق النار، لتفريق المحتجين قرب حقل غرب "القرنة 2"، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة ثلاثة، في ظل تأكيد الحكومة المحلية أن التظاهرات لم تكن مسلحة.

تجددت التظاهرات في بعض مناطق البصرة، أمس الجمعة، حيث قطع عدد من المحتجين الطريق المؤدي إلى ميناء أم قصر، أحد أكبر موانئ العراق، مطالبين بتنفيذ مطالبهم، وذلك عقب زيارة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إلى المحافظة ولقائه بالقادة الميدانيين.

العبادي يقطع زيارته لبروكسل
وعلى واقع التظاهرات هدد عدد من شيوخ ووجهاء البصرة، أول أمس، بتوسيع احتجاجاتهم، لتشمل الموانئ والمنافذ البرية والحقول النفطية في حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم بتوفير فرص عمل وتحسين منظومة الإمداد بالكهرباء.

الأزمات في البصرة دفعت رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إلى التوجه من بروكسل بعد مشاركته في اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي إلى المحافظة، أمس الجمعة، التي تشهد احتجاجات منذ أيام.

وحذر رئيس الوزراء العراقي، من وجود عناصر مندسة في صفوف المتظاهرين بمدينة البصرة، في ظل تصاعد الاحتجاجات.

وقال العبادي، في تصريحات للتليفزيون الرسمي، إن "هناك عناصر مندسة تريد الإساءة للتظاهر السلمي والقوات الأمنية"، مؤكدا حرص الحكومة على توفير الخدمات في البصرة بشكل سريع، وأضاف أن "المواطن البصري لن يعرض أمن محافظته للخطر، وهو أحرص عليها من غيره".

تصريحات العبادي واجتماعه من الشيوخ والوجهاء في البصرة لم تُرضِ المتظاهرين الذين حاصروا مقر إقامته في الفندق مطالبين بإصلاحات حقيقية لظروفهم المعيشية السيئة.

اقتحام مطار النجف
وتفاقمت الأوضاع بالعراق حيث اقتحم مئات العراقيين، أمس الجمعة، مطار مدينة النجف وأوقفوا الحركة الجوية، موسعين نطاق الاحتجاجات على ضعف الخدمات الحكومية والفساد بعد مظاهرات البصرة.

وقال مسئولان في المطار إن مئات المتظاهرين دخلوا الصالة الرئيسية ومشوا حتى المدرج، وفي ساعة متأخرة، اليوم السبت، أعلنت وسائل إعلام عراقية أن الرحلات الجوية استؤنفت في مطار مدينة النجف، بعد انسحاب المتظاهرين، كما تم إعلان حظر التجول في النجف لاحتواء الاحتجاجات.

وجرى تنظيم احتجاجات أيضا بمدينتي العمارة والناصرية، مع تصاعد الغضب الشعبي بسبب البطالة وسوء الخدمات الأساسية.

وقال مسئول أمني إن محتجين احتلوا مقر المحافظة في العمارة، وألقوا الحجارة على فروع لحزب الدعوة ومنظمة بدر الشيعيين وضربوا أفراد الشرطة.

وفي مدينة الناصرية أصيب 25 عنصرا أمنيا خلال منع القوات الأمنية، الجمعة، بعض المتظاهرين من اقتحام منزل محافظ ذي قار يحيى الناصري.

وذكرت وسائل إعلام عراقية أن قوات الأمن استخدمت القنابل المسيلة للدموع بهدف تفريق المتظاهرين المطالبين بإقالة المحافظ والذين حاولوا اقتحام منزله.

وفي بابل نصب متظاهرون خيام الاعتصام أمام مبنى مجلس المحافظة، احتجاجا على سوء الخدمات وانقطاع الكهرباء وشح الماء.

وفي محافظة ميسان اقتحم متظاهرون مبنى المحافظة في مركز مدينة العمارة، احتجاجا على سوء الخدمات وانقطاع الكهرباء وقلة فرص التعيين.

الصدر يُعقب
تعليقا على تصاعد الاحتجاجات، قال الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، رئيس تحالف "سائرون" الفائز في الانتخابات التشريعية الأخيرة بالعراق، في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "لا نرضى بالتعدي على المتظاهرين المظلومين، ونتمنى من المتظاهرين الحفاظ على الممتلكات العامة، فهي ملك للشعب وليس للفاسدين".

وتأتي موجة الاحتجاج فيما ينتظر العراق انتهاء عملية إعادة الفرز اليدوي النسبي لأصوات الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد في 12 مايو الماضي.

إعلان حظر التجوال
احترقت مكاتب حزب الدعوة وتيار الحكمة والمجلس الأعلى وإصابة 11 من رجال الأمن العراقيين، مساء أمس الجمعة، بينهم ضابط في محافظة ميسان جراء الاحتجاجات التي خرجت إلى شوارع عدد من المدن العراقية بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية.

ولفت تقرير لشبكة سكاي نيوز الإخبارية بإطلاق نار كثيف داخل أروقة مجلس محافظة ميسان جنوبي العراق، عقب وفاة متظاهر متأثرا بجروح أصيب بها إثر مواجهات مع أجهزة الأمن في المحافظة.

وبحسب التقرير أن السلطات العراقية أعلنت حظر التجول بمحافظة النجف العراقية في محاولة لاحتواء الاحتجاجات.

اجتماع طارئ
أعلن مكتب رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، أن المجلس الوزارى للأمن الوطنى عقد اجتماعا طارئا لمناقشة الوضع الأمني.

وذكر المكتب في بيان أوردته قناة «السومرية» العراقية أن المجلس الوزارى للأمن الوطنى يعقد حاليا اجتماعا طارئا برئاسة رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، لافتا إلى أن الاجتماع لمناقشة الوضع الأمني.

الكويت تتأهب
ووسط هذه الأحداث المتصارعة والتهديد باقتحام المنشآت النفطية، أعلنت السلطات الكويت، صباح اليوم السبت، رفع حالة التأهب القصوى على الحدود العراقية، بعد أحداث الشغب والعنف التي طالت معظم المدن العراقية.

ودفعت الكويت بقوات خاصة إلى الحدود العراقية الكويتية لحماية آبار النفط الشمالية.
الجريدة الرسمية