رئيس التحرير
عصام كامل

حركة التفاف جديدة للإخوان!


إذا صحت الأخبار التي تتحدث عن اعتزام الغنوشي زعيم حركة النهضة في تونس المشاركة في الانتخابات الرئاسية التونسية المقبلة، فنحن إزاء حركة التفاف جديدة وخطيرة يقوم بها الإخوان، وتحديدا تنظيمهم الدولى في مواجهتنا، ويتعين علينا أن نلتزم بأقصى درجات الحذر والتنبه، خاصة أن ذلك جاء مقترنًا بتصعيد إخواني لدينا يستهدف منع الرئيس السيسي من إكمال فترته الرئاسية الثانية التي بدأ شهره الأول فيها.


إن راشد الغنوشى عندما عاد إلى تونس بعد فرار بن على أصر ألا يشارك في انتخابات الرئاسة في تونس واختار أن يدعم يساريا تونسيا هو المرزوقي، خاصة بعد أن ضمن السيطرة عليه والتحكم فيه.. وعندما ترشح السبسي في انتخابات الرئاسة التالية في تونس أصر أيضا الغنوشى ألا يترشح هو أو يرشح أحدًا آخر من حركته في هذه الانتخابات واكتفى فقط بدعم حليفه المطيع المرزوقي.. بل إن الغنوشى الذي يحتل موقعا قياديًّا في التنظيم الدولى للإخوان نصح جماعة الإخوان المصرية في عام ٢٠١٢ بعدم الترشح في انتخابات الرئاسة المصرية، غير أنهم لم يستجيبوا لنصيحتك نظرا لأن الأمريكان طلبوا منهم بخوض هذه الانتخابات بمرشح لهم.

والآن عندما يقرر الغنوشي موقفه ويقرر خوض انتخابات الرئاسة المقبلة في تونس، فهذا أمر يعكس إما تغيرا في تفكيره وراءه تقدير شخصا له بأن الفرصة مواتية للسيطرة على تونس، خاصة وأن حركته سيطرت على البرلمان والحكومة فيها، وأما أن التنظيم الدولى يريد تعويض خسارته الفادحة في مصر بمكسب في تونس يرمم به الروح المعنوية المنهارة للإخوان الذين كانوا يتأهبون للسيطرة على المنطقة العربية كلها في بداية العقد الحالى.. وربما الأمرين معًا.

غير أن الأمر المؤكد أنه سوف ينجم عن وصول الغنوشى إلى القصر الرئاسي التونسي هو استخدام تونس على غرار ماحدث في ليبيا من قبل نقطة انطلاق ضدنا في مصر التي يعتبرها الأمريكان والإخوان هي الجائزة الكبرى، نظرا لمكانتها في محيطها الاقليمى.
الجريدة الرسمية