رئيس التحرير
عصام كامل

الحرس الثوري.. سيف خامنئي لقطع رقاب المتمردين

فيتو

مع تصاعد موجة التظاهرات والتمرد من قبل الشعب الإيراني ضد نظام المرشد علي خامنئي، بات الحرس الثوري الورقة القوية للنظام من أجل قمع أي ثورة داخلية أو اعتداء خارجي.


التأسيس
وتأسس الحرس الثوري الإيراني في أعقاب الثورة الإيرانية عام 1979، بقرار من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية وقتها، الموسوي الخميني، وذلك بهدف حماية النظام الناشئ، وخلق نوع من توازن القوى مع الجيش الإيراني النظامي، والذي كان يخشى الخميني من الانقلاب عليه.

قوات عقائدية
ويشكل الحرس الثوري، قوات عقائدية مدين بالولاء الكامل للمرشد الأعلى في إيران "الولي الفقيه"، الذي يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة في البلاد، واستخدم المرشد سلطته لبسط نفوذ وتعزيز قوة الحرس، وذلك من خلال تعيينه العديد من عناصره السابقين في مناصب سياسية رفيعة.

وصاغ رجال الدين في إيران قانونا جديدا، يشمل كلا من القوات العسكرية النظامية، وتُناط بها مهمة الدفاع عن حدود البلاد، وحفظ الأمن الداخلي، وقوات الحرس الثوري (الباسدران) وتكلف بحماية النظام الحاكم.

ومنذ تأسيسه أصبح الحرس الثوري أقوى ذراع عسكرية وسياسية واقتصادية كبيرة للثورة الإيرانية، وهو يقف وراء العديد من العمليات العسكرية الرئيسية في البلاد وخارجها، كما يتمتع بصلة وثيقة مع العديد من الشخصيات المؤثرة، أبرزها الرئيس السابق أحمدي نجاد، الذي كان عضوًا فيه.

تشكيلاته
وتتكون قوات الحرس الثوري من خمسة فيالق أو وحدات رئيسية، أبرزها فيلق القدس الذي يقوم بالمهام العسكرية خارج الدولة، وثلاثة من هذه الفيالق تعتبر تقليدية وقريبة من دور الجيش الإيراني وهي الفيالق البرية والبحرية والجوية؛ ومهامها تتداخل مع مهام قوات الجيش الإيراني.

ويُقدَّر عدد أفراد الحرس الثوري بنحو 125 ألف عنصر، ولديه قوات أرضية، بالإضافة إلى وحدات بحرية وجوية، ويشرف على أسلحة إيران الإستراتيجية.

كما يسيطر الحرس على قوات المقاومة شبه النظامية "الباسيج"، وهي قوة من المتطوعين عددهم نحو 90 ألف رجل وامرأة. ضمن مهام "باسيج" تدخل أعمال الدعوة والترويج وتنفيذ التدريب للسكان المدنيين، الذين وعند اندلاع الأعمال القتالية ينخرطون في وحدات الحرس الثوري.

النفوذ الداخلي
ويُعتقد أن الحرس يسيطر على نحو ثلث الاقتصاد الإيراني، وذلك من خلال تحكمه بالعديد من المؤسسات والصناديق الخيرية والشركات التي تعمل في مختلف المجالات.

وبعد الحرب مع العراق في الثمانينات من القرن الماضي حظي بأول موطئ قدم اقتصادي عندما سمح له الحكام من رجال الدين بالاستثمار في صناعات رائدة. وتنامى نفوذه الاقتصادي خاصة بعد انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا للبلاد عام 2005.

والحرس الثوري هو ثالث أغنى مؤسسة في إيران بعد كل من مؤسسة النفط الإيرانية، ووقف الإمام رضا، وهو ما يمكن الحرس من استقطاب وتجنيد الشبان المتدينين بمنحهم رواتب مغرية.

قمع الثورات
وأثناء احتجاجات 2009 برهنت الدولة العميقة، بدعم من الحرس الثوري، على استعدادها لاستعمال العنف للحيلولة دون حصول تغيير في البلاد. وكوفئ الحرس الثوري بعقود مهمة بعد أن قمع احتجاجات مطالبة بالإصلاح أعقبت إعادة انتخاب أحمدي نجاد رئيسا عام 2009. واشترت شركة تابعة للحرس الثوري شركة الاتصالات التي تديرها الدولة مقابل ثمانية مليارات دولار تقريبا.

النفوذ الخارجي
كما للحرس الثوري نفوذا في الدول العربية ودول الجوار، ويتولى "فيلق القدس" وهو أحد أذرع الحرس الثوري، تنفيذ مهام حساسة في الخارج مثل تقديم الأسلحة والتدريب للجماعات المقربة من إيران، مثل حزب الله اللبناني والفصائل الشيعية في العراق في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

وقد بنى قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني الذي يلقبه المرشد الأعلى على خامنئي باسم "الشهيد الحي"، شبكة علاقات واسعة في المنطقة تمتد من اليمن إلى سوريا والعراق، وغيرها من الدول، بحيث بات الوجه الأبرز لحجم النفوذ الإيراني في هذه الدول، ولا يندر أن يظهر في الصفوف الأمامية مع المقاتلين الشيعة في سوريا والعراق وهم يخوضون المعارك ضد ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية".

وفقد الحرس الثوري الإيراني بعض كبار قادته خلال الحرب في سوريا أثناء القتال إلى جانب قوات حكومة بشار الأسد، وكان أبرزهم اللواء حسين همداني، قائد قوات الحرس في سوريا، خلال المعارك في ريف حلب.

خليفة خامنئي
ويسعى الحرس الثوري للعب دورا في اختيار المرشد الثالث في إيران، مع اقتراب خامنئي من الموت، حيث يسعى إلى الدفع برجل دين متشدد؛ ليكون على رأس قائمة الأسماء المرشحة لخلافة خامنئي.

القائد العام الحالي
القائد العام للحرس الثوري الإيراني حاليا، اللواء محمد على جعفري، يقوم بدور كبير في تنفيذ المهام التي يكلف بها من قبل المرشد الأعلى للثورة.

فقد أعلن جعفري في أعقاب دمج قوات "البسيج" (المتطوعين) بالحرس الثوري أن الإستراتيجية الجديدة للحرس الثوري تم تعديلها بناء على توجيهات المرشد الأعلى وأن "المهمة الرئيسية للحرس الثوري الآن هي التصدي لتهديدات أعداء الداخل أولا، ومساعدة الجيش لمواجهة التهديدات الخارجية".
الجريدة الرسمية