رئيس التحرير
عصام كامل

«أحمدعرابي» أشرس فتوة عرفته المحروسة

فيتو

في مجلة «الهلال» عام 1959، وفى تحقيق عن فتوات مصر أوائل القرن العشرين، نشرت الهلال قصة الفتوة أحمد عرابي أشهر فتوات المحروسة، قالت فيه:


اشتهر حي الحسين بظهور الفتوات الذين يحتلون عرش الفتونة بطرق دموية، في بداية القرن العشرين، وكان أحمد عرابى هو أشهرهم.

أحمد عرابى بلا منازع هو أشرس فتوة عرفته المحروسة في تاريخ الفتونة، فسجله مليء بالمعارك الطاحنة التي نتج عنها قتلى وجرحى، إلى جانب هلاك في الأموال والممتلكات.

خاله إبراهيم عطية كان فتوة الحسينية، وعندما تنازل عن عرش الفتونة تبوأ ابن أخته وابن حتته أحمد عرابي الفتونة، وجعل من نفسه زعيمًا وقاضيًا يفصل في كل أمور الحي.

كان عرابى قوي البنية شديد البطش منذ صباه، غليظ القلب، إلا أنه كان رحيمًا بالضعفاء والمهمشين، وكان يسرع لنجدة الفقير والمحتاج.

وكان مقر مقهى "عرابي" مقرًا للقضاء والفصل في المنازعات، وكان الفتوة شديد الولع بالمعارك، ولا يهدأ له بال إلا إذا قاد معركة، حتى أنه استطاع تدمير حي الأزبكية عام 1928 وحكم عليه بأربعة آلاف جنيه غرامة.

قامت بينه وبين أحمد الأسيوطى "فتوة القبيصى" عداوة شديدة، سببها أنه أحب امرأة لدرجة العشق فخانته ومالت إلى صاحب مقهى في حى القبيصى، فقرر الانتقام منه.

جمع رجاله وقام بهجمة شرسة على مقهى القبيصى الذي استنجد بالفتوة الأسيوطى الذي نجد صاحب المقهى، بعد أن اصطدم بالفتوة أحمد عرابى مما اعتبر عرابى ذلك إهانة له.

كانت الطامة الكبرى عام 1929 حين جمع عرابى رجاله وأصدقاءه مسلحين بالسيوف والعصى والخناجر والسواطير، وانقضوا على حي القبيصى فدمروه، وتدخل البوليس وقبض على عرابى وحوكم أمام محكمة الجنايات بالسجن خمس سنوات.

بعد خروجه من السجن استمر يثير الرعب والفزع في الحي حتى أقعده المرض، فاعتكف في مقهاه يقوم بخدمة الزبائن حتى وافته المنية في هدوء.
الجريدة الرسمية