رئيس التحرير
عصام كامل

مذكرات سمير زاهر: عمرو زكي اختفى بالعلبة في الحمام ورجع يوشوشني «مليانة دراهم يا ريس».. دجال شهير وضع خطة لعب المنتخب ولما طلب فلوس قلت له «انسى».. ضاعفنا مرتب المعلم بتعليمات من ا

سمير زاهر
سمير زاهر

«أيامنا الحلوة».. حكايات أخرى يرويها «زاهر» عن أيامه في النادي الأهلي، واتحاد الكرة والمنتخب الوطني يتحدث - بكل صراحة - عن المايسترو «صالح سليم»، ويكشف جانبا من ذكرياته مع الراحل «محمود الجوهري»، وأيضا موقفه الحقيقي من كل الوجوه التي تولت إدارة «الرياضة» في مصر.


النجاح الذي منحه القدر للكابتن سمير زاهر، سرعان ما تحول لـ «منغصات» و«شائعات» كانت من الممكن أن تصيبه بـ «انتكاسة حزن»، غير أن متابعة تلك الشائعات، والوقوف على ردود أفعال «الكابتن سمير» تكشف، بما لا يدع مجالا للشك، أنه من البداية قرر أن يكمل مشواره بنفس درجة الحماس والحب، وليكن ما يكون.

نجم «زاهر» الذي توسط سماء الوطن العربي، والشرق الأوسط بعد نجاحه في قيادة المنتخب الوطنى لـ «منصة التتويج» يتذكر في هذه الحلقة حكايات «ما بعد التتويج»، التي بدأها بقوله: 2006.. علامة فارقة خاصة في ظهور البنات في الملاعب وحرص الأسر المصرية على متابعة مباريات كرة القدم لدرجة جعلت وحدة أبحاث مجلس الوزراء تجري الدراسات والبحوث عن هذه الظاهرة الجديدة في محاولة من حكومة الدكتور أحمد نظيف وقتها لاستغلال حالة الانتماء الموجودة في الكرة لتعميمها على باقي مناحي الحياة، وأزعم أن فترة ٢٠٠٦ كمية أعلام مصر التي حملها المصريون هي الأكثر على مدى التاريخ.. وهنا أصبحت كل طلبات اتحاد الكرة مجابة، وإن لم تكن من الرئيس مبارك فولداه يقومان بالواجب وما من مشكلة ظهرت خاصة بأي لاعب إلا يتم حلها فورا.

«تنفس المعلم حسن شحاتة الصعداء خاصة أنه كان يعاني ضغوطا كثيرة وتشكيكا من بعض أعضاء مجلس إدارة الاتحاد، لدرجة أن حسني مبارك مرة في أحد لقاءاته قال لعضو مجلس إدارة بالنص «ابعدوا عن حسن وخلوه يشتغل»، وطبعا كان لازم أستغل نجاحات المنتخب ماديا لصالح الاتحاد خاصة أن بطل القارة لن يلعب مجانًا مهما كان المنافس.. لعبنا مع إسبانيا والبرتغال في عقر دارهما وأصبحنا رقما على الخريطة.

حكاية «حسن شحاتة» والشيخ السنغالي
«مع الانتصارات والتواجد على خريطة كرة القدم العالمية لا بد أن تظهر الشائعات من هنا وهناك وانتشرت أقاويل وحكايات عن أن المعلم يتعامل مع شيخ سنغالي يعطيه مرتبا كل شهر لمساعدة المنتخب في تحقيق الانتصارات، ومن كثرة الأقاويل في هذا الموضوع سألت المعلم وطلبت منه أن يدلني على الشيخ الذي يتعامل معه وأنا أسأله على سبيل الهزار فقال لى الشيخ بتاعى هو شغلى وعرقي».

«وخلال وجودي في اتحاد الكرة واجهت مثل هذه المواقف، وبالفعل قابلت عددا كبيرا ممن يطلقون على أنفسهم مشايخ، وأتذكر لقائي بواحد منهم قال لى سيناريو المباراة بالكامل وطلب أن يلبس اللاعب الفلاني رقم كذا، وأن يتم تغيير اللاعب الفلاني في الوقت الذي يحدده، وكله كلام فارغ وكلمنى يقول لي أنا كسبت المنتخب قلت له شكرا قالي نعم وفين حقي؟ ضحكت وقلت له «انسى يا عمرو»، لكن الذي أستطيع قوله إننى مقتنع تماما بمسألة الذبح وتوزيع اللحوم على الفقراء، وكانت البداية في ٢٠٠٦ وقلت للجهاز الفني "يا جماعة لازم تدبح قبل أي ماتش واتفقنا ومفيش مباراة إلا وكان التوفيق حليفنا، وظللنا على عادة الذبح في كل الانتصارات بعد ذلك"..

أزمة «مشايخ المعلم» لم تكن الأمر الوحيد الذي واجهه «زاهر» أثناء رئاسته لـ «الجبلاية» لكن ظهرت في الأفق حكاية «ملايين شحاتة» التي يرد عليها «الكابتن سمير» بقوله: مرتب المعلم حسن شحاتة في ٢٠٠٦ كان ٥٥ ألف جنيه، وشوقي غريب المدرب العام ٣٥ ألف جنيه وحمادة صدقى ٢٠ ألف جنيه، وأحمد سليمان مدرب حراس المرمى ١٥ ألف جنيه، ومن الممكن أن يكون هذا الأمر سببا في تدخل الرئيس مبارك والمطالبة بزيادة مرتب حسن شحاتة، حيث كنا متواجدين معه في أحد اللقاءات، وبعد أن ركب سيارته نادي على وقال لى يا سمير.. شوفوا مرتب حسن شحاتة زودوه الراجل بيتعب ولازم تقدروه.

«والله أعلم إذا كان المعلم تحدث مع الرئيس مباشرة أم وصل الكلام للرئيس، وطبعا كلام «مبارك» كان أوامر، في الوقت الذي كان هناك فريق داخل الاتحاد يخطط للإطاحة بالمعلم، لكن بعد أن أبلغتهم بكلام الرئيس لم يستطع أحد أن يتكلم وتم اتخاذ قرار بزيادة راتب الجهاز الفني بأكمله بنسبة ١٠٠٪ وليس حسن شحاتة بمفرده وأصبح تقليدا بعد كل بطولة تتم مضاعفة الراتب ويمكن ده هو الذي جعل راتب جهاز حسن شحاتة يزيد على المليون جنيه في نهاية فترته.. جهاز بيكسب كل من يواجهه وتسعيرة لقاءات المنتخب أصبحت لا تقل عن ١٠٠ ألف دولار في المباراة فلا بد أن يتم تكريمه.

ملايين الشيخ «صالح كامل»
«بدأت الأمور تستقر كثيرا مع كل النجاحات التي تحققت والدوري المصري أصبح هو الدوري الأقوى على مستوى منطقة الشرق الأوسط والعروض تنهال علينا لدرجة أن الشيخ صالح كامل صاحب قنوات الـ «أيه. آر. تي» عرض شراء الدوري حصريا مقابل مبلغ خيالي، وعندما أبلغته أن الحصري ممكن يكون فضائيا عرض ٥٠٠ مليون جنيه في أربع سنوات لكن تراجعنا لمصلحة القنوات الخاصة باعتبارها صناعة مصرية».

الكاميرون.. من البداية لـ «النهائي»
«الأيام دارت سريعًا والأمم الأفريقية أصبحت على الأبواب ونحن حاملو لقب ٢٠٠٦، الصراحة قبل البطولة كنت متشائما وأحسست أنها بعيدة جدا لكن قلت مش هنخسر حاجة.. حزمت حقائبي وتوكلت على الله لكن بعد أن ذهبت إلى هناك تأكدت أننا سنعود بالكأس الغالية.. اللاعبون مثال للانضباط في غانا».

«وكانت المباراة الافتتاحية أمام أسود الكاميرون وطبعا البداية يكون لها طابع خاص ولم يكن أكثر المتفائلين بتوقع الفوز بهدف أو التعادل وإذا بنا نفوز بالأربعة على الكاميرون ووقتها تأكدت أننا ماضون في طريقنا للنهائى الذي واجهنا فيه الكاميرون أيضا وفزنا عليهم أيضا بهدف تريكة، والكل كان وراء المنتخب ووقتها طلبت أن يكون محاسب اتحاد الكرة موجودا مع البعثة والمكافآت فورية بعد كل مباراة والوزير حسن صقر وصل على النهائى وطبعًا جمال وعلاء مبارك والدنيا آخر حلاوة».

رحلة الإمارات.. وحكاية «الصناديق»
«حافظنا على اللقب وانتصرنا بدعوات المصريين وبدأنا نستعد للعودة إلى القاهرة في يوم لن أنساه حيث وجدت فرحا كبيرا أمام بيتى في مصر الجديدة وزفة رائعة ومصر كلها فرحانة بالإنجاز وقبل أن نهنأ بالراحة خاصة أننا بعيدون عن مصر قرابة الشهر وإذا بتليفون من الدكتور زكريا عزمى يبلغنى فيه أن البعثة تستعد للتوجه إلى المطار من أجل السفر إلى الإمارات للتكريم هناك من قبل نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبى بتعليمات من الرئيس الذي كان وقتها في زيارة للإمارات».

وتعقيبا على عرض «التكريم الإماراتي» يقول الكابتن «سمير»: الأصدقاء في الإمارات أهل كرم وتكريمهم بلا شك سيكون له طعم آخر اتصلت بالجهاز الفني وكل أعضاء مجلس الإدارة أبلغهم بضرورة تجهيز أنفسهم للسفر للتكريم في الإمارات، والحق أن شوبير ومعه أحد الصحفيين الذي يمتلك علاقات متميزة مع شيوخ الإمارات كانوا يرتبون كل شيء لحفلة التكريم.. وانتظرنا وقتا طويلا حتى ظهرت الطائرة التي ستنقلنا إلى هناك والجميع متأهب للحظة التكريم.. بصراحة كان الاستقبال فوق الوصف خاصة من الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى وتم الإعداد للحفلة حيث كانت مدرجات الملعب الذي استضاف الحفلة كاملة العدد.

فجأة ظهر صوت مقدم الحفل ليبدأ حفل التكريم ويبدأ بدعوة المكرمين بالاسم الكامل «سمير زكريا زاهر» وأفاجأ بعلبة وأنا لا أعرف ما بداخلها ظننت «أباجورة» أو حاجة قيمة، المهم أخذت العلبة وانتظرت والجميع ينادي عليه ويحصل على نفس العلبة وإذا بي أفاجأ وأنا جالس بجوار نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى والشيوخ بعمرو زكي يأتيني ويهمس في أذني «فلوس يا ريس»، أتاريه فتح العلبة في دورة المياه والظاهر أن البعض عمل زيه من اللاعبين ولم يكن يدور في بالي أنها «فلوس كاش» وبالدرهم الإماراتي قامت الدنيا ولم تقعد والكل في مصر لم يعد لديه حديث إلا عن علبة الإمارات وزادت التكنهات ساعات ذهب ومش عارف أيه لحد ما اتضح أنها فلوس.

«خناقة» على الهواء مع «الزعيم»
«وأتذكر أيضا أنه أثناء استضافتي في حلقة لبرنامج الإعلامي «عمرو أديب» وإذ بالفنان عادل إمام يجري مداخلة وبيسألني أيه العلبة دي يا سمير وكلام حسيت منه بالسخرية فقمت بالرد فورا إحنا خدنا علب يا عادل وأنتم بتاخدوا شنط وكراتين والجو اتكهرب وحدثت مشادة خفيفة اضطر معها أديب للخروج إلى فاصل لتهدئة الأجواء».

«وبعدين بدأ البعض يقارن بين علبته وعلبة الآخرين وظهر أعضاء من اتحاد الكرة وبيقولوا هنرد الفلوس لوزارة الرياضة وحتى تاريخه لم يرد أحد شيئا ولن يرد وأعتقد أنها كانت فئات يعني المدير الفني شيء والمدرب شيء ورئيس الاتحاد حاجة والثابت حاجة تانية والأعضاء وأمام هذا الأمر القبيح صدر قرار من وزارة الرياضة وقتها بأنه ممنوع على مجلس إدارة أي اتحاد يحصل على هدايا مادية وإذا حدث يردها للوزارة.. لكن طبعا في الإمارات الناس لا تعرف أنه كله كان بعلم الرئاسة ولا تستطيع أن تفعل شيئا دون علم مؤسسة الرئاسة ولم يطالبنا أحد برد شيء».

«تريكة» رفض مليون جنيه مكافأة
«انتهى الموضوع وطبعا هنا لا أنسى أن الأمير ترك بن عبد العزيز» هو الآخر لم يكن يدخر جهدًا في تكريم المنتخب في أي مناسبة لكن طبعا تكريمه قاصر على اللاعبين والجهاز الفنى حدث ذلك بعد كل البطولات التي فزنا بها ولا أنسى يوما أن جاءنى رجل أعمال وقال لى إنه يريد تكريم «محمد أبو تريكة» وتقديم شيك له بمليون جنيه فاتصلت بـ «أبو تريكة» وقلت له يأتيني فورا وإذ به يفاجئنى بأنه يرفض المليون جنيه ولم أكن مندهشا من تصرف «أبو تريكة» لأن هذه هي أخلاقه التي أعرفها وقال لى إنه يوافق على الحصول على المليون جنيه بشرط أن يتم توزيعه على جميع زملائه اللاعبين وهنا زاد احترامي له وباركت موقفه وبالفعل جاء رجل الأعمال ومنحه الشيك ودخل الصندوق.

«والحق أن الجهاز الفني كان يعمل صندوقا يتم خلاله جمع كل المكافآت التي يحصلون عليها ويتم التوزيع بعد ذلك وللأمانة فإن الجهاز الفنى كان يراعى منح مبالغ لبعض اللاعبين الذين لم يحالفهم الحظ في الاشتراك في البطولة وتم استبعادهم للإصابة ويمكن هذا التصرف كان ربنا بيكرمهم من أجله».

«ولأننا أخرنا الانتخابات كما قلنا في حلقة سابقة فكان من الطبيعي أن تتم الانتخابات في ٢٠٠٩ ولكن المهندس حسن صقر صمم أنها لازم تقام في ٢٠٠٨ مع كل الاتحادات ودخلنا في خلافات شديدة لأننا في اتحاد الكرة لم نكمل السنوات الأربع لكن في النهاية مادام ذلك توجه دولة اتفقنا على الانصياع لوزارة الرياضة وبدأنا نرتب للانتخابات التي سيغيب عنها شوبير بسبب بند الثمانى سنوات ولكن أصحاب القلوب السوداء عز عليهم النجاحات وبدءوا محاولات عرقلة المسيرة واستغلوا أسامة خليل لرفع دعوى قضائية ضدى لاستبعادي من الانتخابات التي ترشح في مواجهتي الدكتور كمال درويش والحقيقة أنه كان فيه حكم بغرامة وأشياء من هذا القبيل بسبب أننى لم أسدد فلوس رسوم تسجيل الأرض التي بعتها وقبل الانتخابات بـ٤٨ ساعة يصدر حكم من مجلس الدولة يقضي باستبعادي من الانتخابات».

«ياه دارت الدنيا فوق رأسي وأنا لا أعرف ماذا أفعل فالحكم صدر الأربعاء ظهرا، والانتخابات الجمعة وهو ما يعني نجاح الدكتور كمال درويش رسميا في هذا اليوم شعرت بمدى حب الناس ووجدت الجميع يلتف حولي ولم يتركوني في هذا اليوم حيث كان مرتبا لاستقبال أعضاء الجمعية العمومية للمبيت في مريديان الهرم مظاهرة حب التفت حولي في هذا اليوم وكثيرون تطوعوا للدفاع عنى وبحث الطريق الأمثل للخروج من هذه الأزمة الطاحنة في مسلسل الأزمات التي تعرضت لها طوال مشوار حياتي.. وبدأ القانونيون يعدون الدفوع الخاصة، وأنا لا أتخيل نفسي بعيدا عن الجبلاية، خاصة أن الجمعية العمومية تقف ورائي وكلهم موجودون بالفندق.. المهم ربنا خرجنا يوم الخميس بحل سحري سمح لي بخوض الانتخابات».
الجريدة الرسمية