رئيس التحرير
عصام كامل

كبير الأثريين يكشف سر كسر أنوف تماثيل الفراعنة

فيتو

قال مجدي شاكر، كبير أثريين بوزارة الآثار: إن كثيرا من الناس يلاحظون تحطم أو كسر أنوف تماثيل الفراعنة ويتسائلون عن سر ذلك.


وأشار شاكر في تصريحات خاصة لـ"فيتو" إلى أنه كانت هناك عقوبة الإخلال بالشرف والشرف هنا لا يدل على فعل جنسي لكن دليل بالإخلال الوظيفي أو المهني في المنصب وبالطبع عظماء المجتمع لم يكن من السهل عقابهم أو مواجهتهم بما يقترفونه من قرارات جائرة ضد البعض لكن غير الراضيين عنهم كانوا يستغلون الفرصة بعد موتهم لتشويه أنوفهم ليقابلوا الرب بدليل الذنوب لأنهم يؤمنون أن الجسد وعاء الرب.

وأضاف كبير أثريين بوزارة الآثار أن النصوص المصرية القديمة تحدثت عن عقوبة جدع "قطع" الأنف وصم الأذن، فذكرت تشريعات "حور محب"(نحو 1323 – 1295 ق.م)، و"سیتي الأول" (نحو 1294 – 1279 ق.م) هذه العقوبة، كما يضم القسم الخاص بالآثار المصرية بالمتحف البريطانى مومياء لشاب وله أذنان صناعیتان، وقد تم تثبیتهما بالصمغ الصنوبرى، مما يدل على أنه عوقب على جريمة ما بصم أذنیه، كما نفذت عقوبة جدع الأنف وصم الأذن ضد بعض العاملین بدير المدينة والذين ثبت اتهامهم بالوشاية.

وتابع: تحدثت نصوص برديتي "تورين" و"رولن" عن جريمة اغتیال الملك "رمسیس الثالث" (نحو 1184–1153 ق.م) والذي لم يكن موفقا في اختياره لأعضاء هيئة المحكمة التي شكلها للتحقیق وإنزال العقوبة بمن يثبت تورطه في الجريمة فذكرت النصوص أنه: في الجلستین الرابعة والخامسة تحول ثلاثة من القضاة إلى متهمین، فتخلوا عن واجبهم الشريف عندما علموا بأن بعض النساء المتهمات من الحريم الملكى قد هربن، فبادروا باللحاق بهن، وقد تم ضبط القضاة الثلاثة مع النساء المتهمات في مكان نعتته بردية "تورين" بـ"أنه غیر شريف" وكانوا ثمالى يشربون الخمر.

واستكمل: لم يستمر هرب النساء طويلا فقد عثر عليهن أفراد وصفتهم بردية "رولن" بأنهم: "يتصفون بالجد" وهم الجنود فتم إيداعهم قفص الاتهام، ووقعت علیهم العقوبة التي نص علیها "حور محب" في التعامل مع القضاة الذين يسيئون استخدام سلطتهم، فجدعت أنوفهم وصمت آذانهم وفي معبد هابو منظر للملك رمسيس الثالث وأمامه كومة من أيدى الأعداء قطعت بعد الانتصار عليهم والرأي الآخر أن تهشيم الأنف هو قتل حقيقى لأنها مكان التنفس وكنا نرى زوجة المتوفى تقدم زهرة اللوتس أمام أنف زوجها فعندما تهشم أنفه لن يستطيع التنفس ثانية عند عودة روحه.

وأوضح "شاكر"، أن أشهر أنف كسرت وأخذت صدى هي أنف تمثال أبو الهول التي كان الكل يذكر أن القائد الفرنسي نابليون بونابرت هو من قام بكسرها وثبت من رسم لرسام دنماركي أنه كسرت قبل مجيئه وقيل صائم الدهر الذي أعتبره صنم وقيل العوامل الجوية لأن الأنف هي أضعف مكان في التمثال، وفي الحضارة اليابانية جدع أنوف الأعداء من الأعمال العظيمة فقد اكتشف قبر من المقابر اليابانية في القرن 16 التي تحتوي على أنوف بترت من الجنود الكوريين والمدنيين في الحرب بينهما.
الجريدة الرسمية