رئيس التحرير
عصام كامل

مصطفى أمين يكتب: أبى يرفض التنازل عني لسعد زغلول

فيتو

في الفصل الخامس من كتابه "من واحد لعشرة" كتب الصحفي العملاق مصطفى أمين قصة ميلاده هو وتوأمه على أمين في 21 فبراير عام في بيت الأمة بيت سعد زغلول قال فيه :


 «صرخت رتيبة ــــ والدة التوءمان وابنة شقيقة سعد زغلول ــــ بصوت عال كالرعد هز جدران بيت سعد زغلول الهادئ، وقفزت صفية ــــ زوجة سعد ــــ من مقعدها ملتاعة وراحت في لهفة إلى حجرة ابنتها المتبناة رتيبة التي تنتظر مولودها الأول».

وتابع:" كانت صفية قد حرمت طوال سنوات زواجها من أن تكون أما، وعاشت شهور حمل رتيبة تحلم بأن ترى طفلا في بيتها لأول مرة وها هو ذا اليوم قد جاء واتصل سعد بالدكتور ملتون الطبيب السويسري المشهور الذي حضر على الفور وبعد دقائق خرج من الحجرة يحمل بين يديه مولودا أكبر من الحجم المعتاد وتصيح صفية ولد ولد".

وأضاف:" فجأة صاحت الحكيمة المصاحبة للدكتور إلحقوني. فيه واحد تاني، ليخرج المولود الثاني أقل حجما من الأول. وما كادت رتيبة تعلم أنها أنجبت توأمين ذكرين حتى أغمى عليها من الفزع وأسرع الطبيب يسعفها، كانت رتيبة تحمل هم تربية مولود واحد فكيف تربي طفلين.. قالت لها صفية هانم أن سعد قال لى أنه أسعد رجل في العالم لأنك رزقت بولدين، فقالت رتيبة لكني أتعس أم في العالم فكيف أربي طفلين. قالت صفية: اقترح أن نسمي الأول باسم عمي علي بك زكي والثاني باسم والدي مصطفى".

وواصل الكاتب الصحفي في كتابه:" اقترحت صفية على رتيبة أن تتبنى هي وسعد الطفل مصطفى وتتفرغ رتيبة لتربية علي، ووافقت رتيبة، إلا أن زوجها أمين يوسف الذي كان غائبا في دمياط يترافع في محكمة دمياط لإحدى العاشقات الحسناوات التي تنكر لها حبيبها. ما أن عاد حتى غضب ورفض اقتراح التبني بعنف وقال لا يمكن أن أبيع ابني".

واستطرد "أمين": " قالت رتيبة : أنه خالي وأبي الذي تبناني ورباني وأنا يتيمة الأبوين وأقل ما أفعله أن أرد له جميله وأسعده في شيخوخته. لم تمر الأزمة ببساطة على بيت سعد زغلول فقد حزن سعد حزنا شديدا، فقد أحس كأنه طعن في قلبه بسكين زوج ابنته المتبناة. جاء الأب ليعرض عليه أن يبقى الولدان معه في بيته بشرط أن يحملا اسم أبيهما".

وقال:" وأقامت أسرة أمين بمنزل سعد زغلول الذي أصبح يقضي معظم أوقاته في مداعبة وتربية الطفلين ويصحبهما معه في كل مكان، وبعد سنوات قليلة قامت ثورة 1919 وأصبح سعد زغلول زعيما، وعلى مائدة الغداء في بيت الأمة قال سعد : «إن أمين عز عليه أن آخذ أحد ابنيه لكن الله عوضني عن هذا الحرمان بدلا من والد واحد أصبحت أبا لأربعة عشر مليونا من المصريين».

وتساءل التوأمين عن القصة ولما علما موقف الأب وجها إليه شديد اللوم. وفى هذا يقول مصطفى أمين: لو أن سعد باشا منح مصطفى اسمه لحرم التوأمان من هذا الارتباط اللذيذ الذي كان أحلى ما في حياتنا.
الجريدة الرسمية