رئيس التحرير
عصام كامل

استربتيز إخوانى


الاستربتيز نوع من الرقص المشهور فى بعض حانات الغرب عبارة عن قيام الراقصة بخلع ملابسها قطعة قطعة فى حركات إثارة أمام الجمهور حتى تصل إلى العرى الكامل .... وكلما خلعت الراقصة قطعة من ملابسها كلما تطلعت إليها عيون الضيوف وعطاياهم وصيحاتهم .. وبعد أداء رقصتها تنتقل إلى وصلة أخرى وهى الجلوس مع الضيف لتقدم ذاتها مقابل جزء من المال بالطبع يكون الضيف كريماً معها بقدر ما تقدم له من خدمات تشبع رغباته وشهواته ...


بذلك فالاستربتيز هو نوع من الدعارة المقننة ومع العولمة والتطور فى شبكة الاتصالات انتقل إلى المجتمعات الشرقية التى سلكت هذا السلوك فى مناحى الحياة السياسية وسخرته واستفادت منه فى نواح كثيرة من حياتنا الاجتماعية وأصبح ليس قاصراً على النساء بل زاحمهم فيه الرجال ولم يعد يمارس ليلاً بل على مدار الـ24 ساعة وأصبح أسلوب حياة وتداخل الاستربتيز فى نشاطات عديدة تجارى ووظيفى وأخطره هو الاستربتيز السياسى .

وبنظرة سريعة لحال مصر يجعلك تعتقد أن الاستربتيز السياسى قاصر على مصر خاصة وسط صعود وتملك التيارات الدينية إخوان وسلفيين زمام المنطقة فالجماعات الدينية أصبحت تجيد رقص الاستربتيز بالطبع ليس فقط مع من يدفع بل من تستفيد منه بالأكثر .

رقص الإخوان لأمريكا - وقد كانوا يصفونها بالشيطان الأكبر - وأصبحت قبلة لكل الجماعات الدينية التى قدمت لأمريكا صكاً على بياض لأمن إسرائيل حليفها الأكبر ....

السفارة الأمريكية أصبحت قبلة الإخوان والجماعات فجلسات خيرت الشاطر مع السفيرة الأمريكية ولقاءات جون كيرى مع مكتب الإرشاد تشى بأن الكل يسعى للخلع .. فالراقصة تخلع ملابسها والإخوان والتيارات الدينية يخلعون ثوابتهم.. فهاهو مرسى العياط يتحفنا بكلماته: يجب ألا ننسى أيها الإخوة أن نرضع أبناءنا وأحفادنا كراهية هؤلاء اليهود يجب أن نرضع أبناءنا كراهيتهم محبة وحسبة لله عز وجل ... وهذا واجب دينى .. وبعدها يخاطب الرئيس الإسرائيلى بـ" صديقى العزيز" بيريز ... يبعث بأرق التهانى بأعياد "الكريسماس" ورأس السنة ...باللغة الإنجليزية إلى الأمريكيين والغرب ..

وفى نهاية المطاف استربتيز عصام العريان فى حديثه على الحياة 2 بتمنيه رجوع اليهود الخارجين من مصر للعودة لوطنهم .... فى تبجح، واعتقاداً منه بأن الغرب يقدر دور الراقصة التى قام بها نيابة عن مكتب الإرشاد وحزب " الحرية والعدالة " والسيد مرسى العياط ....

أخيراً لم ينجح الإخوان وحدهم فى دور راقصات الاستربتيز للغرب خاصة أمريكا بل السلفيون أيضاً تعلموا وسلكوا نفس الدور مع الإخوان فأصبحت السفارة الأمريكية قبلتهم فقابلوا السفيرة الأمريكية بدون غطاء رأس وارتدوا البدل الأوروبية بدلاً من اللباس الشرعى الباكستانى ووقفوا لتحية العلم الأمريكى احتراماً وتقديراً ولم يقفوا لعلم مصر ؟!!! وها هم يسلكون نفس دور الإخوان فيوسطون الدكتور سعد الدين إبراهيم ليكون بينهم وبين الإدارة الامريكية ليستفيدوا كما فعل مع الإخوان سابقاً .

الفرق بين راقصات الاستربتيز فى الغرب أنهن يمارسن المهنة بخلع ملابسهن قطعة قطعة أما الإخوان والجماعات الدينية تخلع ثوابتها واحدة تلو الأخرى وتبيع شرف أمة كاملة ...

أليس بعد هذا السرد نقدر ونحترم راقصات الاستربتيز فى الغرب لأنهن يعملن بسبب الظرف الاجتماعى ولسد قوت يومهن. أما الجماعات الدينية فى مصر فهى تخلع لبيع وطنها والمضار ليس شخصها بل وطناً كاملاً .

الجريدة الرسمية