رئيس التحرير
عصام كامل

إنفلونزا الطيور حائرة بين 3 وزارات.. تداول الطيور الحية بالأسواق بوابة الإصابة.. توفيق أوضاع 1.5 مليون تاجر دواجن.. توعية المربين والمستهلكين والتحول لثقافة الطيور المجمدة.. والتحصين مجانا

فيتو

إنفلونزا الطيور سكنت مصر منذ عام 2006، وأبت الرحيل؛ نتيجة تخبط آليات المواجهة وتغيير الفيروس من شكله «نوع الإصابة» لتعصف بالثروة الداجنة أحد أعمدة الأمن الغذائي، وأرخص بروتين حيواني لمختلف الشرائح الاجتماعية.


وأحيانا تهدأ لكن هذا الهدوء تسبقه عواصف، ومع أن الفيروس جرى التعامل معه خلال المرحلة السابقة، إلا أنه ما زال جمر تحت الرماد؛ ليطل برأسه من جديد، بعد ظهور 11 بؤرة للإصابة، منها اثنتان بالمزارع، و9 إصابات منزلية، ليظل الفيروس حائرا بين 3 وزارات، تشمل الطب البيطرى بالزراعة والتنمية المحلية والتموين، بجانب غياب التوعية، وتمسك المصريين بثقافة الطيور الحية دون المجمدة؛ ليصبح الفيروس مثار جدل لم ينته حتى الآن؛ لغياب استراتيجية المواجهة.

قلة الوعي
يكشف الدكتور عبد العزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن فاتورة إنفلونزا الطيور تعلن عن 11 إصابة بالفيروس، منها إصابتان في المزارع، إحداهما بمحافظة كفر الشيخ، والثانية بالفيوم، بجانب 9 إصابات منزلية لقلة الوعي بما يتطلب متابعة هذه الطيور المصابة التي تعد مصدرا لنقل العدوى بالفيروس للمخالطين، خاصة أن الفيروسات ليس لها علاج حتى الآن، ولكن التحصين يقوي المناعة للطيور ضد المرض والحد من مخاطره؛ لكون الإنفلونزا لها فترات مختلفة، تتطلب تطوير أدوية التحصينات.

47 ألف مزرعة مرخصة
ويضيف رئيس شعبة الدواجن، أن مصر بها ما يقرب من 47 ألف مزرعة تخضع للتراخيص من قبل الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الزراعة، بجانب المزارع العشوائية التي تساهم في الإنتاج الداجني، وليست مرخصة بما يتطلب أن تدخل هذه المزارع دائرة الإنتاج الرسمي للدولة؛ ليتم تطبيق جميع إجراءات الأمان الحيوي عليها لمواجهة الأوبئة والأمراض التي تهدد الثروة الداجنة، كما أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية تتحرك مع المربي الصغير، الذي يمتلك مزرعة بها 10 اَلاف طائر لتحصينها، ورصد أي ظواهر مرضية تحاصرها، بجانب أخذ عينات لتحليلها بالمعمل المركزى للإنتاج الداجني بجانب تقصي طبيعة المرض الوبائي عندما يكون نشطا على مستوى مزارع الطيور بجميع محافظات الجمهورية.

ثقافة الدواجن المجمدة
ويطالب السيد المستهلكين بالتحول إلى ثقافة الدواجن المجمدة، بدلا من الحية التي بدون شك تحمل الفيروس، ويصيب المواطنين، نتيجة الاختلاط المباشر، خاصة أن جميع المستهلكين في الدول المتقدمة يقبلون على شراء الطيور المجمدة، لكونها أكثر أمانا وخضوعا للإجراءات البيطرية السليمة، مدللا أن الكثير من المصريين يشترون اللحوم المجمدة من المجمعات الاستهلاكية والمنافذ المتنقلة بوزارة التموين والتجارة الداخلية والسلاسل التجارية بمختلف الأسواق والأحياء الراقية وغيرها.

قرار وزير الزراعة
ومن ناحية أخرى، أوضح الدكتور عصام رمضان الخبير الصحي البيطري بالجمعية المصرية للأمم المتحدة، أن المحليات تعد واحدة من الوزارات التي يعد مرض الإنفلونزا حائرا بها؛ بسبب عدم تنفيذ قرار وزير الزراعة رقم 70 لسنة 2009، بحظر تداول الطيور الحية بالأسواق، منعا لانتشار المرض حال وجود بؤر للإصابة؛ لأن التربية المنزلية تساهم بـ 70% من سوق الدواجن في مصر، لافتا إلى أن هناك تحصينات للتربية المنزلية مجانا من قبل الطب البيطري، بجانب تدريب الرائدات الريفيات في إدارات الطب البيطري على كيفية توعية ربات البيوت بمخاطر المرض وطرق انتقاله والطرق الآمنة للذبح وحماية كبار السن والأطفال من التعرض للمرض لكونه أقل مناعة.

استراتيجية المواجهة
وفى سياق متصل يشير المهندس عبد المنعم خليل أحمد مدير الإدارة العامة للمنتجات الحيوانية بقطاع التجارة الداخلية بوزارة التموين، أنه لابد من إستراتيجية موحدة تشارك فيها جميع الوزارات المعنية بما فيها الزراعة والتنمية المحلية لمواجهة المرض، في ضوء ما يثار عن تشريع من مجلس النواب لتوفيق أوضاع أصحاب محال الدواجن الحية بكافة الأسواق بالمحافظات، الذين يتجاوزون 1.5 مليون بائع، ويعيلون أكثر من 5 ملايين فرد للحرص على البعد الاجتماعي في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها جميع فئات المصريين، مع ضرورة توفير ثلاجات مجهزة لهم للتحول إلى ثقافة الطيور المجمدة، التي تخضع للإشراف البيطري بداية من المزرعة، وحتى مجازر الدواجن، وصولا للمستهلك النهائي؛ لحمايته من مخاطر الأمراض الوبائية التي ينقلها مرض إنفلونزا الطيور، كما أن عدم تفعيل القوانين ومنها رقم 70 لسنة 2009، يحظر تداول الطيور الحية بالأسواق من قبل المحليات بالتعاون مع الجهات الرقابية الأخرى، يجعل فيروس الإنفلونزا محتمل وجوده بين الحين والآخر.
الجريدة الرسمية