رئيس التحرير
عصام كامل

إحسان عبد القدوس يكتب: أبيات شعرية تضيء قبر جبران

فيتو

"وردة واحدة لإنسان على قيد الحياة أفضل من باقة كاملة على قبره"، كلمات كتبها الشاعر جبران خليل جبران وأوصى أن تضمها جدران قبره.

وفي مثل هذا اليوم 6 يناير عام 1957 كتب الأديب إحسان عبد القدوس مقالا في مجلة روز اليوسف؛ حيث يوافق ذكرى ميلاد الشاعر جبران خليل جبران (ولد عام 1883ــــ ورحل عام 1931) يقول فيه:

من كلمات جبران خليل جبران التي تعجبني "ليست حقيقة الإنسان هي ما يظهره لك، بل بما لا يستطيع أن يظهره، لذلك إذا أردت أن تَعرف فلا تصغ إلى ما يقول لك بل إلى ما لا يقول".

وقال: "إذا كنت لا تَرى ألا ما يظهره النور ولا تسمع إلا ما تعلنه الأصوات فالحقيقة أنك لا ترى ولا تسمع"، وقد زرت قبر جبران خليل جبران في مدينة "بشرى" فوق قمم لبنان، قبر في كنيسة صغيرة منحوتة في الصخر، وكان جبران قد أوصى أن يدفن جسده في التراب.. تحته تراب وفوقه تراب، التراب الذي ضم ذكريات طفولته وصباه، وأن توضع معه لائحة كتب عليها عبارة كانت معلقة على باب بيته تقول (دع نفاقك خارجا وادخل) والغريب أنه لم يزره أحد في بيته.

كما أوصى أيضا بوضع بعض أبيات من شعره على جدران مقبرته تقول:
كان لي بالأمس قلب فمضى... وراح الناس منه واستراح
ذاك عهد من حياتي قد مضى... بين تشبيب وشكوى ونواح
إنما الحب كنجم في الفضا... نوره يمحى بأنوار الصباح
وسرور الحب وهم لا يطول... وجمال الحب ظل لا يقيم
وعهود الحب أفلاما تزول... عندما يستيقظ العقل السليم
لكن أصدقاءه تحايلوا على وصيته ووضعوه في تابوت داخل كهف ضيق حتى يراه زواره.

تلفت حولي لأجد باقات الزهور تحيط بالتابوت والقناديل الخافتة تحترق في صمت كأنها تتلذذ بطعم النار ما دامت تنير قبر جبران.
كلها باقات وقناديل مهداة من كافة أنحاء العالم، وانحنيت أكتب في دفتر الزائرين (أن الشيء الوحيد الخالد هو الحب، وقد آمن جبران بالحب فأصبح خالدا).
وأتساءل هنا هل يعرف الجيل الجديد شيئا عن جبران خليل جبران؟ ابحثوا عنه؟ رمزا للحب والإخلاص.
الجريدة الرسمية