رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد بهجت يكتب: عاش مثل ملك الملوك

فيتو

في جريدة أخبار اليوم عام 2008 في ذكرى وفاة محمد التابعي الثانية والثلاثون كتب الكاتب المفكر أحمد بهجت مقالا قال فيه:


كان لأستاذنا الكبير محمد التابعى كتاب بعنوان (بعض من عرفت) يتحدث فيه عن مغامراته في أوروبا ويحكى قصصه مع بعض نساء عرفناه هناك.

كانت هذه القصص تنتهي بشيء يقع بين المأساة والملهاة، وشيء لا تعرف هل تحمد الله عليه لأنه وقع، أو تحمد الله عليه لأنه لم يتم.

كان التابعي أرستقراطيا في ذاته، كان ينزل في فنادق الدرجة الأولى، ويحجز له مكانا فيها، وكان معروفا بكرمه وتبذيره وعدم احترامه للنقود.. وهذه صفة اشترك فيها معه، لكنني لا أشترك معه في صفات الجسارة التي تدفعه للنزول في أفخم الفنادق.. كان التابعي بالنسبة لنا نحن شباب الصحفيين يمثل لونا من البشر يشبه الأسطورة.

ومرت الأيام وتقدمت في السن وانفتحت نفسي للكتابة تحت هذا العنوان القديم، وأحب أن أنبه القارئ إلى أنه لن يجد كتابى صورة من كتاب التابعي، فعلى حين ينتمى التابعي للأرستقراطية الفكرية، ننتمي نحن للأرستقراطية الشعبية.

وعلى حين عاش التابعي مثل ملك من الملوك، عشنا نحن مثل كتابة على الماء، وهناك إذن فرق هائل.

إن النساء مخلوقات تستحق الحب ـــ لا ننكر ذلك ولا ننفيه ــــ كل ما نريد التأكيد عليه هو القول بأن النساء لسن وحدهن من يستحق الحب في هذا الكون.. فهناك آلاف الخلائق التي تستحق الحب.
الجريدة الرسمية