رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

القدس والعجز العربي


مازالت الدول العربية عاجزة عن اتخاذ أي قرار إيجابي سوي الشجب والإدانة، طالما نحن كعرب مفككين وغير متحدين، خاصة بعد ثورات الربيع العربي التي جعلت الوطن العربي أشبه بالمسخ، لا يملك سوي اسمه فقط، ولم يتبق منه سوى القليل من الدول التي تنعم بالاستقرار، ومازلنا هنا في مصر نعاني من أحداث السنوات الماضية، ولكننا نحمد الله أنه لم يصيبنا ما أصاب العراق، واليمن، وليبيا، وسوريا بصرف النظر عن المشاعر والألم، وكل ما يشعر به أي مسلم عربى تجاه هذا الاستفزاز السافر من أمريكا وإسرائيل.


وإن كنا نبحث عن حل حقيقي لأزمة القدس؛ فالحل يكمن داخل كل دولة عربية على حده، فلا تستطيع أن نكون قوة أمام إسرائيل إلا إذا استطعنا أن ننهض بأوطاننا العربية من دوامات الجهل والتخلف، وأن نقف وقفة حاسمة أمام الفساد الذي أصبح عازلا بيننا وبين التقدم.

فإن كنا اليوم نقف موقف الضعيف فليس لأننا فقط أمة مفككة، ولكننا أيضا تحت هذا الظرف الراهن أصبحنا أمة تحارب نفسها.. فمنذ عهد عبد الناصر وحتى عشر سنوات مضت، كنا بالفعل قادرين على اتخاذ مواقف حقيقية وكان الكيان الإسرائيلى يخشانا، ولكن بعد أن نجح الكيان الصهيونى والأمريكى في شغلنا بأنفسنا بالأزمات والانقسامات، اعتقد أنه اليوم لا يفكر حتى في ردود أفعالنا.

القدس هي أولى القبلتين.. القدس فلسطينية. والكيان الصهيوني ليس له أي شرعية، وبالفعل نجحت مؤامراته في تقويض الأمة العربيةـ، ونحن يعصرنا الألم لكل ما يجري في فلسطين.. حتى الموقف الذي قامت به مصر في مجلس الأمن لم يكن له تأثير بعد استخدام الفيتو الأمريكى، كما لم تؤيده قرارات اقتصادية لبعض الدول العربية التي لها ودائع في البنوك الأمريكية، فإذا هددت بسحبها سيتغير القرار الأمريكي.. وماذا بعد؟

ألم يحن الوقت لكى ننهض نهضة حقيقية؟! ألم يحن الوقت كى نعمل جديا على بناء الإنسان العربي أخلاقيا ودينيا ونفسيا؟! ألم يحن الوقت أن ننتصر لأنفسنا وأن نبنى شعوبنا وأمتنا فننتصر لديننا الحنيف!!

إلى أن يأتي هذا الوقت لن يكون بوسعنا سوي الشجب والإدانة، عندما تنهض شعوبنا ونبني القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية المنشودة، وقتها فقط سوف يمكننا أن نملي إرادتنا على العالم كله وتعود القدس عاصمة العرب.

Advertisements
الجريدة الرسمية