رئيس التحرير
عصام كامل

روسيا وأمريكا.. من الصراع إلى التقارب في الشرق الأوسط

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
18 حجم الخط

تتميز العلاقات الروسية الأمريكية منذ عقود بالتوتر فغالبا ما يوجد صراع بينهما على فرض النفوذ والظهور في شكل المسيطر خصوصا في منطقة الشرق الأوسط، واستمرت الحرب البادرة بين أكبر قوتين عظمتين على مستوى العالم لفترة طويلة ووصلت التوترات بين البلدين إلى أشدها في وقت الرئيس السابق باراك أوباما، على إثر فرض أمريكا عقوبات على الأخيرة وكذلك اختلاف مواقف الدولتين حول مواقف الصراع في الشرق الأوسط، إلا أنها تحولت بشكل كبير بعد أن تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحكم والذي لمح خلال حملته أن روسيا دولة قوية ويجب التعاون معها وليس مقاطعتها.


أمريكا تمد يد التعاون مع روسيا
وشهدت الأيام الماضية مبادرات من أمريكا لتحسين علاقاتها مع روسيا، ودعوة لزيادة التعاملات بينهما.

فبالأمس شكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأمريكي على مساعدة أجهزة استخبارات أمريكية في إحباط عملية إرهابية في مدينة سان بطرسبورغ.

كما أعرب الرئيس دونالد ترامب، عن أمله في تلقى مساعدة روسية بشأن حلّ أزمة كوريا الشمالية، وأعلن أنه ينتظر عقد اجتماع مع بوتين خلال جولته الآسيوية.

وشكر ترامب يوم الجمعة الماضي بوتين لاعترافه بنجاحات اقتصادية للولايات المتحدة في عهده، برغم خلافاتهما.

وكتب ترامب في تغريدة على تويتر في 9 ديسمبر الماضي بعد عودته من أوروبا أنه التقى الرئيس بوتين لأول مرة على هامش قمة مجموعة العشرين وتحدثا عن فكرة إنشاء ما وصفه بـ"وحدة أمن إلكترونية لا يمكن اختراقها" لمنع القرصنة في الانتخابات المقبلة.

وقال ترامب في ختام قمة دول آبيك المنعقدة في مدينة دانانغ الفيتنامية، يوم 11 ديسمبر إنه يتبادل ونظيره بوتين مشاعر دافئة، مضيفا أن الأخير مستاء من الاتهامات بتدخل بلاده في الانتخابات الأمريكية.

صراع الدولتين في الشرق الأوسط
ويتساءل المحللون عن شكل التعاون بين الدولتين في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا وأن مواقف الدولتين مختلفة تماما في مناطق الصراع والدول التي يقال إنها تدعم الإرهاب.

وتعتبر أمريكا إيران من أشد أعدائها وتسميها بـ "بالنظام الأهوج"، وترى أنها تدعم الإرهاب والمتسببة في كل الصراعات الموجودة في الشرق الأوسط مثل اليمن والعراق وسوريا، وذلك على العكس من روسيا التي تسعى لتعزيز علاقاتها مع إيران.

أما في سوريا فتتخذ أمريكا موقفا مناهضا من نظام الأسد وترى أنه يقتل المدنيين، في حين تدعمه روسيا وتسعى لفرض سياستها من خلال النظام السوري.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه أمريكا موقفا معارضا من قطر، حيث أعلن ترامب تأييده لخطوة إعلان عدد من الدول العربية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وتأكيده بأن قطر دولة داعمة للإرهاب، تؤكد روسيا أن علاقتها مع قطر لم تتأثر وهناك تحسن في العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.

كما أدانت روسيا موقف ترامب بالاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني، وأكدت أن موقفه سيزيد الصراع في منطقة الشرق الأوسط وسيقضي على جهود السلام بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال.

أوجه التعاون بين الدولتين
وهناك اتفاق بين الدولتين على ضرورة توحيد الجهود في محاربة فلول تنظيم داعش الإرهابي، في منطقة الشرق الأوسط والعالم، إضافة إلى ترجيح كفة الحل السياسي للأوضاع المتأزمة في سوريا، وذلك عقب لقائهما، على هامش قمة "آسيا-المحيط الهادئ" والمعروفة اختصارًا بقمة "أبيك".
الجريدة الرسمية