رئيس التحرير
عصام كامل

المسئولية والشباب


وصلتنى رسالة من إحدى القارئات تقول فيها :
"لم يعد أمام البنت شاغلا لتفكيرها إلا محاولة البحث عن الزوج المسئول، هذا الزوج الذي يلتزم مع شريكة العمر بوعوده، ويكون له شخصيهةمستقلة، يرى أنه قادر على إدارة بيت وحياة، قبل أن يكون قادرا على ذلك نفسيا.. أين الشاب المسئول الذي تستأمنه البنت على حياتها ومستقبلها ومستقبل أبنائها ويكون كما يقولون (على قدر المسئولية)؟ أين الشاب المكافح الذي عمل واجتهد منذ صغره ويتحمل مهام عمله حتى لا يصبح عاطلا في وقت ما مستقبلا؟ أين الشاب الذي يوازن بين حبه لأمه وحبه لزوجته، يحفظ الأسرار، ويغلق باب بيته على أسرته، فلا تكون مرتعا لحديث الناس، وتصبح الأسرار متداولة بين كل من هب ودب وتفاجئ البنت أن قصة حياتها على كل لسان؟!


أين الشاب الذي تنام زوجته مطمئنة مرتاحة نفسيا، لأن لها رجلا تعتمد عليه، وليس رجلا عليها، تتمنى أن تستأنس به وتشعر بوجوده.. أين الشاب الذي يتعلم وينصت ويكتسب الخبرات من كل مشكلة، ويصر على إيجاد الحلول ايجابيا، ويتخذ قرارا قادرا على تنفيذه وتحمل مسئوليات قراره بكل هدوء.. أين الذي يمكننا أن نستأمنهم على أنفسنا، نضمن معهم أن نعيش الحياة كما تجب أن تكون".

انتهت رسالة القارئة الكريمة وأشكرها على كلماتها المختارة بعناية شديدة، لتعبر عن الصفات المطلوبة من الزوج، وقيم حقيقية مطلوب تواجدها في المجتمع، وليس معنى أننا لا نراها كما كنا في السابق أنها لم تعد موجودة.. أبدا.. بل موجودة، ولكن نريد أن نصقلها وننفض ما عليها من أتربة ليرجع لها بريقها.

"الزوج المسئول" عبارة أول مرة أسمع أنها لم تعد موجودة كما كانت في زماننا الماضى، لأن المسئولية كانت قيمة راسخة من قيم النشأة، حيث تحفظ الأسرة، وتجعلها تعيش في أمان وسلام. هذا الأمان الذي يتولاه الأب دون إزاحة المسئولية على المرأة وحدها لتتحمل نتاج قرار مشترك وحدها.

إلى كل الشباب.. هذا رأى من آراء واحدة من بناتنا، أرجو التمعن فيه وقراءته بعناية، وأعلم تماما أنه لا يمكن التعميم أبدا على شبابنا بصفة عامة، إنما هذا فقط لكى نبحث عن صفة المسئولية فينا وندعمها ونؤكد عليها.
الجريدة الرسمية