رئيس التحرير
عصام كامل

الحرية والعدالة.. بين تحريض القضاة و"طاقية" أبو بركة!


يبدو أن إعلام الحرية والعدالة تجاوز ما كانت تقوم به الصحافة القومية في عهد مبارك. فصحافة مبارك وإن كانت تطنطن باسمه لم تكن تحرض على القضاء الذي كان يمنح الإخوان أحكاماً بالبراءة، ولم تكن تدعوا القضاة إلى تطهير أنفسهم بأنفسهم.


فعلى طريقة "الحق الذي يراد به الباطل"، ارتدى بيان ظهر على بوابة الحرية والعدالة عن قضاة مصر ثوب الحمل ليطلب من القضاة أن يطهروا أنفسهم من "قلة منهم تحوم حولهم شبهات فساد وإصدار أحكام مسيسة لصالح الثورة المضادة".

بل واختتم الحزب بيانه بمصيبة أكبر عندما قال" ليعلم القضاة أن اﻟﺸﻌﺐ المصري ﻛﻠﻪ ﻳﻌﺎنى ﻣﻦ ﺧﻠﻞ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻘﻀﺎء"، فإذا كان الطعن في القضاة بهذه الصورة، فما الذي يجبر أى إنسان في مصر على احترامه بعد اليوم، وما الذي يمنع أي محام أو مواطن أن يقول للقاضي الذي يجلس على منصة القضاء "يا فاسد يافاسد" في وجهه.

وهم في الوقت نفسه أي الحرية والعدالة يطبخون قانون السلطة القضائية رغم النار المشتعلة. ورغم تحذير المستشار أحمد الخطيب رئيس محكمة الاسئتناف بأن مؤتمر العدالة سيصبح بلا قيمة إذا ما تم إهمال آراء القضاء، فإن مجلس الشورى ماضٍ في مناقشته لقانون السلطة القضائية غير مكترث بالمؤتمر الذي دعا إليه الرئيس.

التحريض ليس السمة الوحيدة التي يستخدمها الإخوان، لكن بوابة الحرية والعدالة عادة ما تقوم بتهذيب وإصلاح ما يقوله أعضاء الحزب حتى تظهر تصريحاتهم على بوابة الحرية والعدالة وفي الجريدة خالية من "البقع والمستنقعات"، وكانت آخر محاولات بوابة الحرية والعدالة هي قص ما جاء على لسان القيادى أحمد أبو بركة.

ولو كنت من القيادى أحمد أبو بركة لطلبت من محرري الحرية والعدالة التوقف عن إظهاره في صورة من يكذب وهم يسعون لتجميله وتجميل صورة الحزب. وهو – أبو بركة – لن يفعل ذلك بالتأكيد حتى وإن ظهر وكأنه على البركة، فكله يهون في سبيل الجماعة.

فعلى بوابة الحرية والعدالة ظهر تصريح للقيادي أحمد أبو بركة يقول فيه إنه "لا يوجد خلاف مع النور وتقييم الحكومة غير عادل". وانبرى محررا الحرية والعدالة في تنقيح ما قاله القيادي في برنامج "الحياة اليوم" على قناة الحياة، فكتبا يقولان على لسان "أبو بركة" إنه لا يوجد خلاف مع حزب النور وأن ما يحدث نوع من أنواع "التنوع الطبيعي وليس الخلاف".

وبغض النظر عن "التنوع" الذي يقصده القيادي الهمام، فالقيادي نادر بكار – مساعد رئيس حزب النور والمتحدث باسم الحزب النور – قال في البرنامج نفسه الذي ظهر فيه أبو بركة إن حزب الحرية والعدالة ومؤسسة الرئاسة يضعان كل المعارضين في خانة الأعداء"، وقامت جريدة الشروق بنشر الخبر، و أبرزت في خبر آخر تصريح أبو بركة بأن قرارات الجماعة ليست كلها صائبة.

وفي رده على اتهام نادر بكار بعدم وجود أهداف واضحة لحكومة الدكتور هشام قنديل، وعدم إظهار التحديات التي تواجه الحكومة، كانت المفاجأة عند أبو بركة أن أهداف حكومة الدكتور هشام قنديل موجودة لكن لابسة طاقية الإخفاء – لأنها – والكلام لأبو بركة – "غير واضحة للناس وغير معلنة" علشان كده الناس موش شايفاها.

والواضح أن أبو بركة لم يكذب فيما قاله، فالناس لا ترى الأهداف لأنها غير واضحة وغير معلنة، ولا يراها إلا من يلبس نظارة الإخوان السوداء التي تجسم الأهداف وتجعلها بمبي.

الجريدة الرسمية