رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل حفل المولد النبوي.. السيسي يوجه رسائل للشعب المصري.. يمنح العلماء وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.. ويكلف رئيس الأركان بتطهير سيناء من الإرهاب خلال 3 أشهر

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الأربعاء، بقاعة مؤتمرات الأزهر احتفال مصر بذكرى المولد النبوي الذي تقيمه وزارة الأوقاف.


الحضور
وحضر الاحتفال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور مصطفى مدبولي القائم بأعمال رئيس الوزراء وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية والدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب والدكتور شوقي علام مفتى الجمهورية والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بالإضافة إلى عدد من الوزراء وسفراء الدول الإسلامية والعربية بالقاهرة ولفيف من علماء الأوقاف والأزهر.

وألقى الرئيس السيسي، خلال الاحتفال كلمة إلى الأمتين الإسلامية والعربية حول مختلف القضايا التي تهم العالم الإسلامي خاصة ما يتعلق بسبل التصدي للإرهاب ورفض كل الأديان السماوية لجميع أشكال التطرف والأعمال الإرهابية وضرورة الوقوف صفا واحدا للتصدي للإرهاب الذي لا دين له ولا وطن.

تكريم العلماء
كما كرم الرئيس السيسي ثمانية من العلماء وشباب الأئمة والمهتمين بالشئون الدينية من مصر والخارج وذلك بمنحهم وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى تقديرا لجهودهم العلمية والدعوية لدعم القضايا الإسلامية.

وألقى الإمام الأكبر كلمة بهذه المناسبة تتناول الدروس المستفادة من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف وكيفية الاهتمام بالقيم والأخلاق الكريمة التي أسسها وترجمتها في سلوكنا وحياتنا.

وتابع الإمام الأكبر: "فقد قال صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وقال عن نفسه "أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة" بعد أن قال الله عنه "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".

وقال شيخ الأزهر "كما يكون الانحراف عن منهج الأنبياء بإنكار الدين ومحاربته والدعوة إلى الإلحاد والكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر يكون الانحراف أيضا بصورة أشد خطرا وأكثر فتكا وأعتى تخريبا بانحراف جماعة شاذة شاء لها خيالهم المريض أن يتصوروا أنفسهم أوصياء على الناس وأنهم وكلاء الله في الأرض وهم وحدهم القائمون على فهم الدين وتفسيره".

الجماعات الإرهابية
وأضاف الطيب أن الجماعات الإرهابية على اختلاف تسمياتها فإنها تنطلق من اعتقاد خاطئ يبرأ منه الله ورسوله والمؤمنون، موضحا أن هذا الاعتقاد هو أن من لا يعتقد معتقدهم من المسلمين فهو كافر وأن الكافر مستباح الدم والمال والعرض.

وأشار الطيب إلى أن أمثال هذه الفئة الضالة ليست بدعا في تاريخ المسلمين، لافتا إلى أنه وجد نظراءهم في سائر الأديان والعقائد والمذاهب.

وتابع الطيب: "وما يروج الآن أن الإرهاب صناعة إسلامية خالصة هو خرافة يكذبه الواقع، ويفضح نوايا مروجيها"، مشيرا إلى أن كتب التاريخ والسياسة مليئة بالحديث عن الإرهاب والإرهابيين المنسوبين إلى الأديان والمذاهب السياسية والاجتماعية".

وأضاف الطيب "لا نريد أن نسترسل في الحديث بعيدا عن أثر المصيبة التي زلزلت قلوب المصريين يوم الجمعة الماضية، بل زلزلت كيان الإنسانية جمعاء في الشرق والغرب".

حادث الروضة
ووصف حادث مسجد الروضة بأنه بشع وشنيع وأن تنفيذه من الوضاعة والخسة والدناءة، مشيرا إلى أنه حادث غير متوقع صدوره لا من الإنسان ولا من الوحوش في الغابات".

وتابع: "وهذا الرصاص الذي حصد أرواح المصلين في المسجد هو في المقام الأول حرب على الله ورسوله وتحد له سبحانه في عقر بيت من بيوته"، لافتا إلى أن هؤلاء المجرمين ليس أول من نفذ مثل هذه الجرائم في بيوت الله.

واستشهد بالخليفة الثاني لرسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب وهو قائم يصلي في محراب مسجد رسول الله والخليفة الثالث عثمان بن عفان وهو يقرأ القرآن وتناثر دمه على صفحات المصحف.

وتابع الطيب "وفي قتلة خلفاء رسول الله واستشهادهم بسلاح الغدر والخيانة عزاء وأي عزاء لنا ولأهلنا ممن فقدوا فلذات أكبادهم"، مضيفا "وأن كنتم أهلنا في بئر العبد قد روعتم وفزعتم فاذكروا أن تاريخ هؤلاء الخوارج معروف في ترويع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وتابع: "نحن سيادة الرئيس نعزيكم ونعزي شعبنا الصامد في شهدائنا الأبرار، نسأل الله تعالى أن يتقبلهم بواسع رحمته ورضوانه ويسكنهم فسيح جناته ويربط على قلوب أهلهم وذويهم وأن يمن بالشفاء العاجل على الجرحى والمكلومين".

واختتم كلمته قائلا: "باعتذار كله حياء وخجل واستحياء منك يا سيد المرسلين ويا سيد الأنبياء ويا سيد الناس، اعتذاري إليك إن تطاول على مقامك الرفيع في ذكراك العطرة، قلة من الجهلة وقساة القلوب والخارجين على نهجك القويم، والذين لم تزدهم جرائمهم إلا بعدا منك ومن دينك ومن شريعتك، فعذرا رسول الله عن هذا التطاول وهذه الإساءة وسوء الأدب والعبث برسالتك السمحة، وغدا سيعلم المفسدون في الأرض حين يحرمون شفاعتك يوم القيامة أي منقلب ينقلبون".

وزير الأوقاف
فيما تناول وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، في كلمته، الجهود التي تقوم بها الوزارة لتدريب وتأهيل الأئمة والدعاة لنشر صحيح الدين وكذلك التأكيد على رفض الإسلام للتطرف والعنف ويكشف خطة الأوقاف للتصدي للفكر المنحرف بالتعاون مع الأزهر الشريف والإفتاء وكافة مؤسسات الدولة.

وأكد أنه يجدد باسم قيادات الأوقاف والأئمة التفويض للرئيس السيسي لمواجهة قوى التطرف والإرهاب والشر.

وقال الدكتور جمعة: "إنني أوجه التهنئة للجميع بذكرى ميلاد النبي الكريم "، مضيفا "أننا في وقت عصيب يحتاج إلى صدق مع الله وصدق مع الوطن وصدق مع النفس، ولا نقول كما قال بنو إسرائيل لسيدنا موسى عليه السلام "اذْهب أَنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون" ولكن نقول كما قالوا قدوتنا للنبي الكريم "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون".

وأضاف جمعة قائلا: "سترى سيادة الرئيس من هذا الشعب ما تأمله وما تقره به عينك وأعيننا جميعا وستظل مصر بفضل الله أبية على الانكسار عصية على الانهزام أو الإحباط وكما تكسرت وتحطمت أطماع التتار وغيرهم على أبواب مصر فإن أحلام وأوهام المخططين لتفتيت منطقتنا وإفشالها ستنكسر على أبواب مصر، بل ستتحطم هنا على أبواب مصر".

بناء الأمة
وتابع جمعة "كما كان في ثبات مصر منطلقا لإعادة بناء الأمة العربية بعد سقوط أكثر دولها في أيدي التتار، وكما كان دورها عظيما في دعم حركات الاستقلال والتحرر من ربقة الاستعمار في العصر الحديث، فإن صمود مصر ونهضتها وتقدمها سيكون باعثا لنهوض كثير من دول المنطقة من عسرتها وإعادة بنائها وإعمارها بإذن الله".

وقال وزير الأوقاف: "نحن نعاهدكم أن نكون جنودا أوفياء لهذا الوطن في ظل قيادتكم الحكيمة مؤمنين كل الإيمان بحكمتك، ولدينا كل الثقة بوطنيتك وحسن تقديرك للأمور وإدارتك لأبعادها المختلفة.. وأنك بفضل الله عز وجل لن تخذلنا وأن الله عز وجل لن يضيعنا جميعا وكيف يكون ذلك وهو القائل في كتابه العزيز على لسان سيدنا يوسف عليه السلام (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول عن جند مصر (أنهم خير أجناد الأرض وأنهم وأهليهم وذويهم في رباط إلى يوم القيامة)".

تجديد الخطاب الديني

وقال وزير الأوقاف: "سيادة الرئيس لقد ناديت بتجديد الخطاب الديني وتصويبه، ونحن مع سيادتكم في كل ما ناديت وتنادي به ونجتهد أن نتحول بحالات الاستمارة الفردية إلى استمارة جماعية ومع أننا في حاجة لجهود أكبر، ولا يمكن أن نقول ليس في الإمكان أبدع مما كان.. فإننا نؤكد أن الجهود التي بذلت سواء على مستوى التأليف والنشر وإعادة قراءة تراثنا قراءة جديدة في ضوء معطيات العصر ومستجداته أو على مستوى تأهيل العاملين في الحقل الدعوي أصبحت تمهد لانطلاقة أوسع".

وأوضح أنه من بين الجالسين مجموعة منتقاه من الأئمة يتدربون تدريبا علميا نوعيا تراكميا مستمرا بمستويات متعددة منها المستوى الخاص بتجديد الخطاب الديني الذي انتقينا له نخبة من أفضل الأئمة ما بين حاصل على الماجستير أو الدكتوراه مع إجادة عدد غير قليل منهم لإحدى اللغات الأجنبية.

وقال وزير الأوقاف، في سياق كلمته خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف، "لقد أعددنا لهم برنامجا تدريبيا راقيا ومتميزا يتكون من نحو 800 ساعة تدريبية على مدار عام كامل يدرس فيه هؤلاء الأئمة إلى جانب علوم الدين واللغات وعلوم النفس والاجتماع والجمال ومفاهيم الأمن القومي والمدارس الفكرية والفلسفية قديما وحديثا إضافة إلى دراسة جادة لإحدى اللغات الأجنبية وآليات التواصل الإعلامي والإلكتروني".

وأضاف :"سيتشرف اليوم 3 شباب بتكريم السيسي، ونأمل خلال عام أن نضيف إلى قوى مصر الناعمة 100 عالم مستنير على الأقل".

وألقى الوزير عددا من أبيات الشعر مختتما به حديثه لأحمد شوقي تلخص جانبا من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان سماحة الإسلام.

واختتم كلمته قائلا إنني "أتوجه إلى الله العلي العظيم أن يحفظ مصر وأهلها من كل سوء وأن يوفق رئيسها لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يمن على رئيس الوزراء شريف إسماعيل بالشفاء العاجل وأن يرده إلى بلاده سالما".

السيسي
طالب الرئيس السيسي خلال كلمته من الحضور في احتفال مصر بذكرى المولد النبوى بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء الوطن.

وأكد الرئيس السيسي أن مصر واجهت خلال السنوات الماضية حربا مكتملة الأركان تسعى إلى هدم الدولة واستنزاف جهودها للحيلولة دون استقرار الوطن وازدهاره، مشيرا إلى أن تلك الحرب تقودها فئة تتوهم بأن الشعب المصري سيتوقف عن المضي قدما في مسيرة البناء والتنمية.

وقال السيسي: "اسمحو لي في البداية أن أطلب من الحضور جميعا الوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء الوطن الطاهر".

نهج رسول الله
وأضاف: "نتساءل في الوقت ذاته كيف لمن يدعون اتباعهم لنهج الرسول الكريم أن يقترفوا مثل هذه الجرائم البشعة، كيف لمن يدعون انتماءهم لدين الإسلام الذي يحث على التراحم ونشر التسامح أن ينشروا الفساد في الأرض بأي منطق إنساني يحلل البعض لأنفسهم قتل الأطفال والشيوخ والأبرياء وحرمانهم من حقهم في الحياة".

وقال: "إن مصر تواجه خلال الأعوام الماضية حربا مكتملة الأركان تسعى إلى هدم الدولة واستنزاف جهودها للحيلولة دون استقرار هذا الوطن وازدهاره، حرب تقودها فئة تتوهم أن الشعب المصري سيتوقف عن المضي في مسيرة البناء والتنمية، وتدعم تلك الفئة الباغية قوة خارجية تمدها بالسلاح والأموال والعناصر الإرهابية، سعيا من تلك القوى بفرض هيمنتها على المنطقة".

وأشار إلى أن هذه القوى تريد أثناء مصر عن القيام بدورها الإقليمي الذي لا يهدف سوى لترسيخ الأمن والاستقرار وتسوية ما يشهده الشرق الأوسط من أزمات بهدف أساسي وهو إنهاء المعاناة الإنسانية التي أنهكت شعوب المنطقة وإفساح المجال لتحقيق تنمية حقيقة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.

وقال: "اسمحو لي أن أتوقف أمام المقدمة التي تناولتها، أنتم جميعا في نظري تمثلون كتائب النور التي وجب عليها صراحة أن تنزع الظلام الذي نراه اليوم".

الخمسين سنة الماضية
وأضاف إنه خلال السنوات الخمسين الماضية كانت تأتي ضربة كل خمس سنوات وتم اتخاذ إجراءات أمنية شديدة وبذل جهود ضخمة يستنزف فيها الاقتصاد، موضحا أنه يتحدث هنا عن بلادنا مصر، ووجه الرئيس حديثه للأئمة والعلماء قائلا" أنا لا أتحدث إليكم لنقنع المتطرفين ولكن حتى تحافظوا على المعتدلين، أتحدث إليكم لكي تحافظوا على الشعب المصري وشبابه وشاباته حتى لا يتأثروا بهذه الأفكار".

12 دولة
وتابع "إن هذه الأفكار المتطرفة لا تقود شعوبا، ولا أمما ولا حضارات، نحن نتحدث عن 12 دولة عانت سنينا طويلة من هذا الأمر.. انظروا إلى ما حدث في أفغانستان وباكستان، وما رأيكم فيما يحدث في العراق وسوريا وما حال الصومال اليوم، وما الموقف في ليبيا، ونتساءل متى ستعود هذه الدول".

إعمار سوريا
وقال: "إن المطلوب لإعمار سوريا على الأقل 250 مليار دولار، من كان يستطيع أن يقوم بهذه المهمة ويدمر هذه الدولة بهذا الشكل، لا يوجد أي جيش في العالم يستيطع أن يفعل ذلك".

وأضاف: "أنتم معنيون بالحفاظ على بلادنا، بل والمجتمع كله معني بالحفاظ على الأمن الاستقرار، فلدينا 100 مليون نسمة في مصر.. إن الأمن والاستقرار لا يأتي أبدا بالجيش والشرطة فقط، لكن بالمجتمع كله فهو من يقوم بهذا الدور".

وقال إن هذه الأفكار المتطرفة الشيطانية لن تسود ولكنها تهدم الأمم وتعرقل مسيرة الدول إذا لم يتم مواجهتها والسيطرة عليها.

وأضاف: "لا تستطيع أمة أن تصمد وتنجح وتنمو وتتقدم بهذه الأفكار، فمن يوضح ذلك، نحن لا نتحدث أبدا عن أننا نشوه أو نضيع دينا، من يفهم ذلك فهي مشكلة كبيرة، وأنا تحدثت عن هذا الأمر قبل ذلك ثلاث مرات في هذه القاعة".

وتابع: "إذا كان أحد فيكم يتصور أننا نتحدث عن الإساءة للدين فهو أمر صعب، ياترى ما شكل الإسلام والمسلمين في العالم الآن، الناس كلها خايفة ومفزوعة مننا، بغض النظر عن الأسباب، أننا يمكن أن ندخل في نقاش كبير عن هذا الموضوع وأسبابه ومن يدعو له ومن يدعمه، لكن في الآخر أننا الأدوات التي يتم استخدامها لتدمير دولنا".

وكلف الرئيس السيسي الفريق محمد فريد رئيس أركان القوات المسلحة ووزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار بإعادة الأمن والاستقرار في سيناء خلال 3 أشهر.

استقرار سيناء
وقال الرئيس السيسي: "أحاول أن انتهز هذه الفرصة وألزم الفريق محمد فريد أمامكم وأمام شعب مصر.. أنت مسئول خلال 3 شهور عن استعادة الأمن والاستقرار في سيناء، أنت ووزارة الداخلية".

وأضاف: "خلال 3 شهور تستعيد مصر بفضل الله سبحانه وتعالى وبجهدكم وبتضحيتكم أنتم والشرطة المدنية الاستقرار والأمن وتستخدم كل القوى الغاشمة.. كل القوى الغاشمة.. وإن رجال القوات المسلحة والشرطة عازمون على مواصلة الحرب على الإرهاب حتى اقتلاعه من جذوره وواثقون في إن الله سينصرنا بإذنه وتعالى".
الجريدة الرسمية