«العصيدة» الحلوى الرسمية في مطروح احتفالًا بالمولد النبوي.. (صور)
«حينما تأتِ المواسم تبرز العادات والتقاليد».. فالمواسم تزيد من ظهور الطقوس الخاصة لكل بلدة، وتأتي محافظة مطروح في المقدمة لطقوس أهل البادية الخاصة التي يتميزون بها.
وفى المولد النبوي يحتفل الشعب المصري بشراء حلاوة وعروس المولد وتنتشر في الشوارع والمحال.. إلا أن أهالي محافظة مطروح لديهم احتفالات بطريقتهم الخاصة، عن طريق «العصيدة» إحدى الحلوى الشهيرة في محافظة مطروح، فيعد نساء وأبناء البادية العصيدة في المنازل ليتم توزيعها على الأهالي والأقارب وأحيانًا الجيران كنوع من المُهاداة بينهم احتفالًا بذكرى يوم المولد النبوي الشريف.
ففى مطروح اعتاد الأهالي صيام يوم المولد النبوي ليجتمعوا منذ العصرية في منزل كبير العائلة أو شيخ القبيلة لتناول الفطور معًا فرحًا بالمولد النبوي، وعقب ذلك يقمن سيدات وفتيات البادية بإعداد العصيدة تلك الحلوى التي تميز أهل البادية ويقمن بتوزيعها على كامل العائلة لتكون بديلًا لحلوى المولد.
ويقول عيسى بو عيسى القناشي، أحد شباب وأهالي بادية مدينة مرسي مطروح، أن سبب اختفاء حلاوة وعروس المولد بين أبناء بادية محافظة مطروح وتصدر العصيدة مشاهد الحلوي بالاحتفال؛ لأن العصيده موروث شعبي تناقلته الأجيال، وكذلك لعدم توافر حلاوة المولد عند الأجيال السابقة منذ عشرات السنوات، مشيرًا إلى أنه تظل العصيدة يوم المولد احتفالًا بهذه الذكرى وهي عادة لدى أهل البادية عند قدوم كل مولود جديد.
وأضاف القناشي، «العصيدة» الحلوى الأشهر لأبناء بادية مطروح في المناسبات المختلفة، وتتكون من دقيق يخلط بالماء الساخن المغلي، ليضاف إليها الطحين تدريجيًا مع العجن المستمر فوق النار حتى تنضج ويصبح "عجينا"، ويضيف إليها البعض القطع من التمر وآخرون الرغيدة "اللبن بالطحينة"، وبعد نضوجها يضع على سطحها المكسرات والسمن البلدي وعسل البلح، والبعض يضيف إليها العسل الأسود.
وأوضح، أنه عند إعداد العصيدة تشتهر جملة يتغني بها ابناء البادية حيث يقول "عاطك عصيدة.. إيدامها رغيدة" وهي مقولة شهيرة لدى أبناء البادية، كما يقوم الأهالي في تلك اليوم بصلاة الاستغفار عقب صلاة العشاء، وعقبها أمسية ليلية عن حكايات النبي في نشر الإسلام وقصص مولده وزوجاته.
