فتحى غانم يكتب: صراع الأجيال
في مجلة التحرير عام 1953 كتب فتحي غانم مقالا قال فيه:
فهم الكثيرون أن المعركة الأدبية التي تجرى بين أدباء الجيل القديم وعلى رأسهم عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وأدباء الجيل الجديد، أن أصحاب الأدب الجديد يريدون إلغاء الأدب القديم ومحوه والقضاء عليه نهائيا.. وهذا بطبيعة الحال فهم خاطئ، وقد أسرع بتصحيحه وتوضيحه الكاتب عبد الرحمن الشرقاوى عندما أعلن اعتراف أدباء الجيل الجديد بأستاذية طه حسين وبأنهم أخذوا يتعلمون عنه وعن عباس العقاد وتوفيق الحكيم والمازنى وحسين هيكل وسلامة موسى.
ومما لا شك فيه أننا إذا واجهنا الواقع.. أي لو سألنا أي واحد
من أبنائنا من تلاميذ المدارس أي الأدباء يقرأ، وأى الكتب يدرس لما وجدنا غير
أسماء هؤلاء الأدباء وكتبهم الموجودة بيننا في السوق. فلا محل إذن للقضاء على قديم بينما الجديد لم يخلق
بعد، كما أنه لا محل للوقوع في الخطأ الذي وقع طه حسين والعقاد والمازنى عندما كانوا هم بدورهم كتابا
جددا فهاجموا أحمد شوقى وحافظ إبراهيم وشعرهما، ومصطفى صادق الرافعى ومصطفى لطفى المنفلوطى ونثرهما هجوما شديدا لا رحمة
فيه ولا هوادة.
وقد تأثرنا نحن في ذلك الوقت بهذا الهجوم، فكنا نعرض عن قراءة
مقالات الرافعى ونتهرب من نظرات المنفلوطى حتى اضطررنا إلى أن نبحث مؤخرا عن هذه الكتب لنقرأها، وقد تبين لنا أنها الأصول الأولى التي خرجت منها أفكار طه
حسين والعقاد والمازنى.
غير أنه لزاما علينا أن نقرر في الوقت نفسه أن هناك
جديدا نحن نتجه إليه بسنة الحياة والتطور، ويكفى أن يقارن القارئ بين الأسلوب الذي كتب به طه حسين روايته "دعاء الكروان"، وبين الأسلوب الذي
يكتب به عبد الرحمن الشرقاوى روايته "الأرض" لكي يدرك الفارق الهائل في طريقة تناول الموضوع واستعمال الألفاظ والجمل.
وفي النهاية، نجد عند طه حسين الإعجاز اللغوى والكلمات والمعانى العذبة، ونجد عند عبد الرحمن الشرقاوى البساطة والصدق؟

