رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى سقوطها.. أسرار تحطم طائرة البطوطي.. إطلاق صواريخ على الطائرة بسبب عدم إدراجها على خريطة الرحلات.. مبارك يكشف تورط أمريكا في الحادث.. والمخابرات تنقذ سمعة مصر

طائرة البطوطي
طائرة البطوطي

منذ 18 عاما، تحديدا في 31 أكتوبر 1999، لقي 217 شخصا مصرعهم، إثر تحطم طائرة «بوينج بي 767-300» التابعة لشركة مصر للطيران في الرحلة 990، قبالة ساحل ماساتشوستس الأمريكي بعد نحو ساعة من إقلاعها.


ولم ينجُ من الحادث أي راكب، وكان طاقمها يضم أحمد الحبشي، وجميل البطوطي وعادل أنور، بجانب 3 من العلماء لهذا سميت بـ«طائرة البطوطي»، وحينها زعمت الاستخبارات الأمريكية «سي إن إن» أن أحد أسباب سقوط الطائرة، رغبة القائد في الانتحار، لكن بمرور السنوات انكشفت عدة أسرار توضح أن تلك المزاعم خاطئة.

خريطة الرحلات
السر الأول حول انفجار طائرة «البطوطي» يتمثل في عدم إدراج رحلة الطائرة على خريطة الرحلات، فقد بدأت رحلة الطائرة بتأخرها عن الإقلاع مدة دامت ساعتين، الأمر الذي أعطى إشارات اتهام حول وجود نية مسبقة لتفجير الطائرة، أو عدم مرورها بالخطوات الرسمية الواجب اتباعها قبل إقلاع الطائرة من المطار، وهي عدم إدراجها على خريطة الرحلات للإخطار بخط سيره، مما أدى إلى عدم إدراجها على كمبيوتر وبيانات وسائل الدفاع الجوي، فكانت النتيجة تعامل الدفاع الجوي مع الطائرة بشكل معادِ وإطلاق وابل من الصواريخ عليها لتدميرها.

وفي سيناريو آخر، تعرضت الطائرة إلى إعاقة إلكترونية، أدت إلى انحرافها عن خط سيرها الطبيعي، فضلًا عن عدم تصحيح المسار بواسطة محطة التوجيه والمتابعة الأرضية بالمطار التي أقلعت منه، وأرجع السبب في هذا الانحراف إلى وجود حالة تعمد في عدم تصحيح المسار من قبل المحطات الأرضية، وتعرض وسائل الاتصالات بين الطيار والمحطة إلى تشويش قبل تدمير الطائرة بدقائق.


تورط أمريكا



أما السر الثاني فقد كشفه «مبارك» في مايو 2016، عندما نشرت صفحة مايو 2016، عندما نشرت صفحة «آسفين ياريس»، فيديو للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، يعرض للمرة الأولى، كشف من خلاله عن نوايا أمريكا حول حادث الطائرة.

وقال مبارك في الفيديو، إنه عند وقوع الحادث، فهم جيدا ما حدث، وأنه كشخص دارس للطيران، فهم أن مجموعة الذيل حدث لها شيء، لكن سيناريو انتحار طيار بطائرة ضخمة بها 200 راكب مستبعد تماما.

وأضاف مبارك: «لو كابتن الطائرة يرغب في الانتحار، المساعد لن يسمح له بالانتحار هو وكل الموجودين في الطائرة، وأنه لن يضحي بحياته، وأن أبسط شيء هخبطه بحاجة في دماغه الدوخة وأرميه ورا وهناك 4 طيارين آخرين في طاقم الطائرة».

وأكد مبارك أنه متأكد أنه هناك شيء حدث، مضيفا: «من ضمن الكلام اللي متسجل للطيارين، كان الكابتن بيقول لزميله: (شد معايا)، وده لأنه الطيارة فيها عصاية الكنترول ودي بيشدوها مش بتطلع وده معناه للي فاهم طيران أنه مجموعة الديل لم تكن تتجاوب معهم».

وتابع: «أحد طياري رابطة الطيارين الأوروبيين، قال لأحد طياري مصر للطيران هناك، إنه لن يتم الإعلان أن هناك عملية تخريبية، لأنها أقلعت من مطار نيويورك، وأيضا لن يعلنوا أنه عيب فني من أجل الحفاظ على سمعة شركة بوينج الأمريكية للطيران».

وأوضح أن نائب الرئيس الأمريكي طلب الجلوس معه من أجل أن يتم الإعلان بأن الطيار انتحر، وأكد مبارك أنه رفض ذلك وشرح له ما حدث بالتفصيل.

سمعة مصر
وفي أبريل 2012، كشف اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس الأسبق، خلال تدشين حملته الانتخابية، عن السر الثالث في انفجار طائرة «البطوطي»، موضحا أن المخابرات المصرية أنقذت سمعة مصر أمام العالم قائلا: «عقب الحادث الشهير لسقوط طائرة مصر للطيران قبالة السواحل الأمريكية عام 1999، فوجئت أن التحقيقات الأمريكية تؤكد انتحار الطيار المصري وأنها ستتحول خلال 48 ساعة إلى المباحث الفيدرالية الأمريكية F.B.I لتأكيد أنها جريمة وإثباتها من خلال تفريغ بيانات الصندوق الأسود».

وأضاف: "حدثني الرئيس مبارك قائلا: أنقذنا يا عمر من هذه المصيبة السودة وأوقفها بأي ثمن، ويومها حددت المهمة في 3 نقاط رئيسية الأولى وقف تحويل ملف التحقيقات إلى F.B.I بأي ثمن والثاني اعتذار الحكومة الأمريكية رسميا لمصر عن التسريبات التي حدثت لملف القضية التي تتهم فيها الطيار المصري بالانتحار مما يسيء للطيران المصري وسمعة الطيارين المصريين، والثالث إجبار الحكومة الأمريكية على السماح لمحققين مصريين بالمشاركة في التحقيقات الجارية بالولايات المتحدة لكشف العديد من الحقائق التي يجهلونها حول ثقافتنا الإسلامية والعربية واستحالة توصيف القضية كجريمة انتحار".

كما تابع :«توجهت في اليوم نفسه إلى واشنطن على متن طائرة مصر للطيران ولاحظت مدى ضيق وخوف العاملين بالشركة من نتائج التحقيقات التي تدمر سمعتها عالميا على الفور، وسيطر عليهم الإحباط والقلق على مستقبلهم خاصة أن نظرة العالم للعاملين بالشركة في جميع المطارات العالمية ستتغير».

وقال: "تضاعفت عزيمتي على ضرورة تحقيق الأهداف الثلاث والتقيت في اليوم نفسه برئيس F.B.I وكان صديقا حميما لي وتربطني به علاقات عمل قوية وتعاون مثمر وحرص شديد على العلاقات المصرية الأمريكية كما كان لا يستطيع أن يرفض لي طلبا على حد تعبيره وصارحت الرجل بأهدافي الثلاثة وبعد مناقشات عديدة انتزعت موافقته على مشاركة محققين مصريين في التحقيقات الجارية ووقف إحالة ملف الحادث F.B.I لكن رفض بإصرار اعتذار الحكومة الأمريكية قائلا: أمريكا لاتعتذر جنرال سليمان".

وأضاف: "يومها قررت تصعيد الأمر للرئيس الأمريكي كان في تركيا وتحدثت إلى وزيرة الخارجية آنذاك كونداليزا رايس وتفاوضت معها بقوة حول ضرورة اعتذار الحكومة الأمريكية دفاعا عن سمعة شركة مصر للطيران وبالفعل بعد مناقشات عديدة اقتنع الرئيس الأمريكي واعتذرت الخارجية الأمريكية ويومها عدت إلى مصر على طائرة مصر للطيران".

الجريدة الرسمية