رئيس التحرير
عصام كامل

رحلة مصطفى أبو حجر من الكراش لفريق العمل

فيتو

اعتدنا علاقات عاطفية محاطة بالورود الحمراء والشموع الذهبية يقابلها حبيب بقلب رقيق ومشاعر حانية يحلمان بعش الزوجية الذي ترفرف الطيور الغانية حوله، وحسبهم من الأحلام والأوهام أن يفيقوا على واقع اعتيادي.


أخذ مسمى الحبيب يتغير ويتبدل ليخرج من شرنقة فارس الأحلام بزيه الأبيض وملامحه الوسيمة وحياة ألف ليلة وليلة، وتطور الأمر تدريجيا لتتخذ علاقة المحب بحبيبته مجراها الرسمي وتبدأ المسميات تتبدل من قبيل رفيق الدرب ومهجة الروح وفلذة الكبد وما يصاحبها من عصارة البنكرياس".

وما إن تنتقل العلاقة إلى إطار المؤبد، فتبدأ الألقاب في الاختلاف على حسب الموقف؛ فعادة ما تكون الزوجة "أم العيال" وحينما يتحدث مع الغرباء فهي "الجماعة" وكأنها انتقلت من مجرد أنثى مؤنثة لكتيبة كاملة من الأفراد.

وما أغربه حينما يهرول ليلا لمنزله وقد قارب الليل على الوداع، تاركا أصدقاءه ومغادر مؤنسيه، وحينما يستوقفه أحدهم، يخبره بأن "الحكومة" تنتظره منذ ساعات في المنزل.

تواجهه بعصبيتها المعتادة التي يقابلها بروده اللامتناهي؛ ليسفر كل هذا عن صراخ ونحيب وامتعاض، وعتاب، إلى أن يتصافوا، وحينها تخبره بأنه أخرق ويداعبها بأنها كتلة إشعاعية من النكد وتنغيص المعيشة، وينقضي الليل.

يذهبون سويا للتنزه برغبة أحدهم بعد إلحاح طويل، وإن ابتعدت قليلا، وأرادها أن تنتبه يناديها قائلا "سيد، متتأخريش؟!".
كأنما اسمها عورة لا يريد لأحدهم سماعه، فيؤثر تلقيبها باسمه، "فكوني له سيد، يكن لكِ بعلًا وفيًا" ياللسخرية!!

تطورت الأزمان وتبدلت المسميات والأوصاف، وبات "الكراش" أسلوب حياة، الكراش- حسب ثقافة الجمهور- لا يرتبط بأعذب أو مرتبط أو متزوج ولا أرمل، فكأنما اتخذ الأفاضل واتخذت الفضليات، شعارا وضعوه وساما "من حق كل مواطن أن يكراش" كأنما تحدث لسان حالك؛ أليس الله يأمرنا بصلة الرحم، ونحن نصل من منا ومن دوننا، فخيرا نفعل، ويا للسفه!

لم تتوقف سلسلة الألقاب عند هذا الحد، وخرج علينا الهضبة بلقب جديد، أضحي "تريند" مواقع التواصل الاجتماعية، وحديث الساعة، وكان لقب "فريق العمل" إيذانا بتحول السلطة من يد الكراش ليتولاها فريق العمل الجديد، الأمر الذي سيصب في مصلحة إمبراطورية "مصطفى أبو حجر"، ويخرج علينا أصحاب حملة "اللي باعنا خسر دلعنا" فاللهم لطفك "ويا قلب لا تحزن".
الجريدة الرسمية