رئيس التحرير
عصام كامل

الألتراس والداخلية.. لعبة القط والفار

الالتراس - ارشيفية
الالتراس - ارشيفية

لا شك أن أحداث مجزرتي استاد بورسعيد 2012 والتي راح ضحيتها 72 مشجعًا، والدفاع الجوى 2015 والتي راح ضحيتها 22 مشجعا، وضعت وزارة الداخلية في موقف صعب خشية عودة الجماهير مرة أخرى إلى الملاعب، خوفا من تكرر نفس السيناريو في أي مباراة، فكلما حاولت الوزارة اتخاذ خطوات جادة في عودة الجماهير تحاك مؤامرة للإيقاع بين الشرطة والجماهير أو الجماهير مع إدارات الأندية تستخدم فيها روابط الألتراس لإحداث حالة من الشغب والفوضى.


سر العداء بين الداخلية والألتراس
منذ بداية ظهور جماعات الألتراس حاول جمال مبارك نجل الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ضمهم إلى جانبه ليكونوا الركيزة له في أوساط الشباب إذا ترشح للانتخابات الرئاسية، ولكن ثورة 25 يناير 2011 أحبطت المخطط، ثم حاولت الجماعة الإرهابية وخاصة القيادى الإخوانى خيرت الشاطر، الالتفاف عليهم وضمهم في صفوف الجماعة، ليكونوا القوة البشرية في مواجهة الشرطة عندما تريد الجماعة الضغط على الأجهزة الأمنية، واستخدام "كابوهات الألتراس" في حشد الجماهير وإحداث أعمال شغب، ومع سقوط الجماعة الإرهابية عن سدة الحكم 30 يونيو 2013، خرجت الخلايا النائمة من الألتراس تهاجم رجال الشرطة، وتحاول الاحتكاك بالقوات المسئولة عن تأمين المباريات.

ومع تزايد وتيرة الأحداث والقبض على العشرات من الشباب، وحدوث إصابات بين الطرفين تحول الأمر من مجرد جمهور وجهاز شرطة يحافظ على الأمن والاستقرار إلى مرحلة من الثأر من رجال الشرطة في أي مباراة، وإحداث الشغب وإتلاف الممتلكات العامة، حتى فاض الكيل بالأجهزة الأمنية ومنعت الجماهير من حضور المباريات، حرصا على الممتلكات العامة وحماية لأرواح المواطنين، وإجهاض للمؤامرة التي تحاك ضد الدولة.

في وسط الأحداث خرج تيار من كابوهات الألتراس أكد عدم الانضمام إلى أي جماعة، أو الدخول في المعارك السياسية، أو أن يكون يدا تضغط على مؤسسات الدولة، وأكدوا أنهم فصيل رياضى يشجع فريقه الكروى فقط.

التحريض على العنف
الأجهزة الأمنية رصدت معلومات دقيقة عن تورط بعض قيادات روابط الألتراس في التحريض على أعمال العنف والشغب في الملاعب، وأكدت تحريات قطاع الأمن الوطنى، صحة المعلومات، وألقت القبض على العشرات من روابط وقيادات ألتراس الأهلي والزمالك، بعضهم خرج من غياهب السجون، وآخرون قضت محكمة الجنايات بحبسهم، مما زاد حدة الاحتقان بين الألتراس وزارة الداخلية.

وحذرت تقارير أمنية، من خطورة عودة الجماهير إلى الملاعب في الفترة الحالية، تحسبا لأى أعمال عنف على غرار مذبحة بورسعيد 2012.

وأوضحت التقارير أن التنظيم الدولى الإخوان يستخدم الجماهير ورقة ضغط على أجهزة الدولة، لإحداث سيناريو الفوضى، بعدما فشلت كل خططهم داخل البلاد، ونوهت التقارير إلى أنه لا سبيل لعودة الجماهير إلا بتطهير الأوساط الرياضية من الخلايا النائمة، والحصول على الضمانات الكافية لعدم الزج بجهاز الشرطة في معركة ليس طرفا فيها.

ونصحت التقارير التي تم عرضها على اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية، بأن تتولى وزارة الداخلية تأمين المباريات من خارج الاستاد، أما التأمين داخل الاستاد فيكون من قبل شركة أمن خاصة، لتستطيع الداخلية القيام بدورها على الوجه الأكمل.

وكشفت التقارير أن العناصر الإثارية المندسة، والمتمثلة في عناصر جماعة الإخوان، تحث على الحشد والاندفاع نحو بوابات الاستاد في أي مباراة ومحاولة اقتحامها، فيما يتسلل فريق منهم يحمل الألعاب النارية والممنوعات إلى المدرجات لإحداث حالة من الفوضى والهرج، فضلا عن العمل على تدافع الجماهير لسقوط إصابات وإلصاقها برجال الشرطة، وإحداث حالة من الكراهية تجاه الجهاز الأمني.

وأشارت التقارير إلى أن عملية إثارة الشغب حملة ممنهجة لإحداث الفوضى وخاصة المباريات المهمة، وفي حضور فرق أجنبية لنقل صورة عدم استقرار الأمن داخل البلاد، مما يؤثر سلبا على عجلة التنمية ونمو الاقتصاد والسياحة.

وأوضحت التقارير، أن عناصر الأمن المركزى يفرضون طوقا أمنيا على أرض الملعب، ولكن تخرج بعض العناصر المندسة، وتقوم بإطلاق الألعاب النارية أو ترفع لافتات تسخر من جماهير الفريق الآخر، فيتعصب كل منهما لفريقه، وتصل الأحداث للذروة، وتقع اشتباكات بين الطرفين مثل مذبحة بورسعيد 2012.

وذكرت، بأن قيادات روابط المشجعين تلجأ في بعض الأوقات إلى استخدام العنف لإثبات تواجدها على الساحة الداخلية، والضغط على الدولة لإعادتهم للمدرجات مرة أخرى، كما حذرت التقارير من أن الكيان التنظيمي للروابط خرج عن أهدافه التي تكون من أجلها، ولا يوجد أجندة محددة يسير عليها، وإنما حسب الجهة المسيطرة، حيث هناك تدرج في إدارة الروابط وهى (الكابو العام للرابطة "مسئول الجمهورية"- كابو المحافظة "مسئول المحافظة"- كابو السكشن "مسئول الحي).
الجريدة الرسمية