رئيس التحرير
عصام كامل

القانون المسلوق واللوائح المشبوهة


رغم أن كل الوسط الرياضي كان يترقب صدور قانون الرياضة الجديد منذ سنوات طويلة بزعم أنه لا يصح أن يحكمنا قانون منذ أربعين سنة، ولكن للأسف الشديد جاء القانون دون أن يكتمل نضجه وفي ظل برلمان لا يملك الوقت لمناقشة القانون ورئيس لجنة شباب لم يستشعر الحرج أثناء مناقشة القانون باعتباره رئيس نادٍ منذ أكثر من عقدين.. فخرج قانون سيجعلنا نندم على القانون القديم الذي كان أقل ما يوصف به أنه عادل..


ولا أعرف هل قرأ البرلمان مواد القانون ؟! وإذا كانوا قد قرأوه.. هل لم يقرأوا المادة 68 ؟ وهي المادة التي تعطي الحق لرئيس اللجنة الأوليمبية في رئاسة لجنة فض المنازعات.. وهي مادة غير موجودة في أي قانون بأي دولة على كوكب الأرض لأنها تجعل من شخص رئيس اللجنة الأوليمبية خصمًا وحكمًا في نفس الوقت ورغم أنها غير دستورية -من وجهة نظري- فإن أحدًا لم يكلف نفسه عناء التدقيق والتمحيص ولكن هناك غرض في نفس يعقوب! وأعتقد أن هذا القانون لن يعمر طويلا..

وبعد أن نجح أولى الأمر في اعتماد القانون ونشره في الجريدة الرسمية كان لابد من التحرك لوضع اللائحة الاسترشادية وبدلا من الاستعانة بأهل المشورة والرأي السديد وأصحاب الخبرة لجأ الوزير إلى الأصدقاء لوضع لوائح توافق هواهم، خاصة بعد أن منحهم القانون الجديد كل الصلاحيات.. لم يكتف الوزير خالد عبدالعزيز بكل ما قدمه لهشام حطب، رئيس اللجنة الأوليمبية، وإنما ما زال مصرا على وجود الرجل لوضع اللوائح الاسترشادية ومعه العصابة التي أتت على الرياضة المصرية أرضا.. من حق حطب والعريان وغيرهما أن يفعلوا ما يشاءون بالساحة الرياضية طالما أن أحدا لا يحاسبهم ولا يفكر في محاسبتهم.. ناس اتحاداتها فاشلة في كل شيء ورغم ذلك تتصدر المشهد الرياضي.. هل أحد سمع عن اتحاد الفروسية الذي يرأسه حطب؟ هل سمع أحد عن شريف العريان رئيس اتحاد الخماسي الحديث.

مجمل القول إن الرياضة المصرية تعيش أسوأ فترات ولحظات عمرها بعد أن تراجع أهل الخبرة للوراء وتصدر المشهد من هم على شاكلة حطب والعريان ومشرف وجبر وطالما أن أحدا لا يقول لهؤلاء شيئا ولو حتى أن هذا عيب، فلابد أن نتوقع ما هو أسوأ خلال المرحلة القادمة.

أقول هذا الكلام وكنت أمني نفسي بأن أكون في حلم ولكنه الواضح أنه كابوس ومرة أخرى وحتى لا يزايد علينا أحد.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. بالشرفاء.
الجريدة الرسمية