رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

وزير السياحة لـ «سطوطة الفنجرى»: السياحة مالية البلد بس فيه ناس مش عايزه تشوفها!

فيتو

علاقتى بالصديق «يحيى راشد» وزير السياحة تعود إلى سنوات طويلة.. حيث التقيته مصادفة بفندق «ماريوت الشانزليزيه» بفرنسا، عندما كنت أقضى إجازتى السنوية هناك، وفوجئت به مديرا للفندق.. ولأنه قام معنا بالواجب ظلت علاقتى به مستمرة حتى يومنا هذا.. وداخل مكتبه أمس الأول كان لى معه هذا الحوار:


قلت له: فين مشاريعك لتنشيط السياحة يا عم الحاج.. مصر مافيهاش سياحة يامان رغم أنها تمتلك جميع المقومات السياحية؟
قال: ومين اللى قالك إن مصر مافيهاش سياحة؟!
قلت: كلنا شايفين كده.. وشايفين أنكم لم تستغلوا حتى زيارة بابا الفاتيكان للترويج للسياحة ومن قبله اللاعب العالمى «ميسى» وغيرهم.
قال: السياحة مالية البلد بس فيه ناس مش عايزة تشوفها!
قلت: طب ودى بتتشاف بالعين المجردة يعنى ولا بالميكروسكوب؟!
قال: شوفى يا ستى أنا هحكيلك حكاية وإنتى هتفهمى منها كل حاجة.
قلت: يوووووووووه.. حتى إنت كمان بتحكى حكايات؟!.. طب قول يا سيدى.. كلى آذان مصغية.

قال: كان فيه واحد معزوم عند صديقه.. فلما ركب سيارة صاحبه.. كانت أول كلمة قالها: ياااااااه دا إنت عربيتك قديمة قوى!
ولما وصل للمنزل ودخل بيت صاحبه نظر للأثاث فقال: أووووه.. هو إنت لسه ما غيرتش عفش البيت لغاية دلوقتى؟!
ولما رأى أبناء صاحبه قال: ما شاء الله حلوين.. إلا أنه تابع قائلًا: لكن لماذا لم تلبسهم ملابس أحسن من هذه؟
ولما جاءت زوجة صديقه وقدمت لهم طعام الغداء متعدد الأصناف، والذي وقفت تعده لوقت طويل في مطبخها، قال لها الضيف وهو يتفحص أصناف الطعام: يا الله.. لماذا لم تطبخي أيضا بعض الأرز.. شكلك كسلتى يا مدام؟
ثم مد يده وتناول بعض الطعام وقال متذمرًا: أوووه.. الملح قليل!
وبعد أن التهم نصف الأوزة التي أعدتها لهم زوجة صديقه قال لها مبتسما: عموما أنا أكلت رغم أنى أحب البط أكثر من الأوز!
وبعد أن انتهت زيارة الضيف وأثناء عودته لمنزله دخل محلًا لبيع الفاكهة.. فإذا المحل مليء بأصناف الفواكه الشهية فقال للبائع: هل عندك مانجو؟
ردَ صاحب المحل: لا.. المانجو تأتي في الصيف فقط ونحن في عز الشتاء.
فقال: طب عندك بطيخ؟
فرد صاحب المحل: لا.. أيضًا هذه تأتي في الصيف فقط.
فتغير وجه صاحبنا وقال: يبقى إنت ماعندكش حاجة بقى.. أُمال فاتح أم المحل دا ليه؟!.. وخرج غاضبًا ونسي أن في المحل أكثر من أربعين نوعًا من الفاكهة.. وتوتة توتة خلصت الحدوتة يا ست سطوطة!

قلت: طب وأنا أفهم إيه بقى من أم الرخامة بتاعت بطل الحكاية دى؟!
قال: يعنى أنا عايز أقولك إن بعض الناس لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب لدرجة الإزعاج.. فلا يرى في الطعام اللذيذ إلا الشعرة التي سقطت فيه سهوا.. ولا في الثوب النظيف إلا نقطة الحبر التي سالت عليه خطأ.. ولا في الكتاب المفيد إلا خطأ مطبعيًا وقع سهوًا.. ولا يكاد يسلم أحد من انتقاده.. علشان كده بقى فيه ناس بتقول إن البلد مافيهاش سياحة.. رغم أن السياحة مالية البلد بس فيه ناس مش عايزة تشوفها!
قلت له: طب والله إنت راجل رايق ودماغك مريحاك.. بقى البلد فيها سياحة وإحنا اللى مش شايفينها؟!
قال: أهه.. شوفتى بقى.. أديكى مش شايفة اللى أنا شايفه.
وهنا تركته ورحلت قبل أن يطير نصف البرج المتبقي في دماغ أم اللى جابونى!
Advertisements
الجريدة الرسمية