رئيس التحرير
عصام كامل

علاقات تاريخية بين القاهرة ونيروبي.. السيسي يلتقي نظيره الكيني.. يبحث تعزيز التعاون الاقتصادي.. يناقش القضايا الأفريقية.. يؤكد تفعيل الاتفاقيات بين الجانبين.. ومكافحة الإرهاب على رأس المباحثات

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

تتميز العلاقات «المصرية - الكينية» بأنها علاقات تاريخية وثيقة بين شعبي مصر وكينيا ترسخت من خلال شريان نهر النيل الذي يمدهما بأسباب الحياة كما تتميز العلاقات «المصرية - الكينية» منذ نشأتها بالود وحسن التعاون، حيث تحرص مصر دائمًا على تقديم الدعم والمساعدة للشعب الكيني.


وشهدت العلاقات «المصرية - الكينية» في الفترة الأخيرة تطورًا إيجابيًا وتناميًا ملحوظًا على جميع الأصعدة سواء كان سياسيا أو اقتصاديا وكذلك ثقافيا ما يستوجب أهمية العمل على تحقيق تطور ملموس في كل مجالات التعاون المشترك.

وفي إطار العلاقات القوية يستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، نظيره الكيني «أوهورو كينياتا»، الذي يتوقف "ترانزيت" بمطار القاهرة الدولي.

جلسة مباحثات
ومن المقرر أن يعقد الرئيس السيسي مع نظيره الكيني جلسة مباحثات لتعزيز سبل تطوير ودعم العلاقات «المصرية - الكينية» من خلال تنشيط آليات العمل الثنائي المشترك بين البلدين، فضلا عن بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك إقليميًا ودوليًا.

ومن المقرر بحث سبل الدفع قدما بالعلاقات الاقتصادية بين الدولتين وأهمية زيادة التعاون لاسيما في ضوء عضوية البلدين في السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا "الكوميسا".

وتأتي المباحثات في إطار العلاقات الوثيقة التي تجمع بين البلدين وحرص القيادتين السياسيتين على دفع العلاقات الثنائية ومنحها الزخم اللازم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن اهتمامهما بتبادل وجهات النظر إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ومن المقرر أن تتناول المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية وبحث التحديات التي تواجه المنطقة والقارة الأفريقية، وبحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وخاصة الأفريقية.

مكافحة الإرهاب
ويبحث الرئيسان سبل التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ومواجهة التهديدات المستمرة من تنامي الفكر المتطرف وانتشار التنظيمات المتشددة والتأكيد أن مكافحة الإرهاب لا يتعين أن تعتمد فقط على المحاور الأمنية والعسكرية، ولكن تشمل أيضًا الأبعاد الفكرية والدينية.

ومن المقرر أن تتناول المباحثات تأكيد أهمية تطوير العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة، فضلًا عن مواصلة برامج الدعم الفني المقدمة من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.

وتناقش المباحثات أهمية زيادة التنسيق والتشاور بين الجانبين حول الأوضاع والقضايا المتعلقة بالقارة الأفريقية في إطار العمل على إحلال السلام والاستقرار وتأكيد أن سياسة مصر الخارجية تقوم على عدم التدخل في شئون الدول الأخرى وانفتاح مصر على الجميع وسعيها لإقامة علاقات متوازنة مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة.

العلاقات الاقتصادية
ويستحوذ مجال تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين على جزء كبير من المباحثات والانتقال إلى مرحلة تؤسس لآفاق أكثر تميزًا في مستوى العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.

ومن المقرر أن تتناول المباحثات كذلك التشاور حول آخر المستجدات فيما يخص الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والبحيرات العظمى وسبل تعزيز السلم والأمن في هذه المنطقة، فضلًا عن التشاور حول سبل تطوير التعاون بين مختلف دول حوض النيل، وبحث سبل زيادة التبادل التجاري الذي بلغ خلال عام 2016 نحو 451 مليون دولار.

وتستعرض المباحثات نتائج الاجتماع الأول لمجلس الأعمال المصرى الكينى الذي عقد في نيروبي مؤخرًا وتم خلاله الاتفاق على زيادة التبادل التجاري إلى مليار دولار على مدى عامين من خلال عدد من المشروعات المشتركة في مختلف المجالات.

تفعيل الاتفاقيات
ومن المقرر تأكيد أهمية تفعيل الاتفاقيات التي سبق التوقيع عليها بين الجانبين وإعداد اتفاقيات جديدة لاسيما في مجال منع الازدواج الضريبي وحماية الاستثمار بهدف توفير المناخ اللازم لزيادة التعاون في مجالات الاقتصاد والاستثمار.

ومن المقرر أن تشهد المباحثات أهمية تفعيل التعاون الأمني بين البلدين في ظل ما يخوضانه من حرب مشتركة ضد الإرهاب وما يواجهانه من تحديات نتيجة تنامي خطر الجماعات الإرهابية المتطرفة.

الأزهر الشريف
ومن المقرر تأكيد أهمية الدور الذي يقوم به الأزهر الشريف في نشر التعاليم الصحيحة للدين الإسلامي والتصدي للفكر المتطرف وبحث زيادة عدد الأئمة والدعاة الكينيين الذين يتم تدريبهم من الأزهر الشريف.

ومن المقرر أن تشهد المباحثات تأكيد أهمية دعم جهود التنمية في دول حوض النيل ومواصلة العمل على تحقيق أكبر استفادة من نهر النيل لجميع دول الحوض من خلال المشروعات المشتركة التي تحقق المنفعة المتبادلة ودون إلحاق ضرر بحقوق واستخدامات هذه الدول من مياه نهر النيل.

ومن المقرر أن تتناول المباحثات بين الرئيسين، مختلف الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وخاصة بالنسبة لتطور الأوضاع في جنوب السودان والصومال وضرورة استمرار التنسيق فيما بينهما من أجل العمل على التوصل إلى إحلال السلام والاستقرار في هذه المنطقة.

وبدأت العلاقات فيما بين البلدين منذ فترة ما قبل الاستقلال الكيني، حيث ساندت مصر خلال عهد الزعيم جمال عبد الناصر، حركة الماو ماو الكينية من خلال حملة إعلامية ودبلوماسية مركزة ضد الاحتلال الإنجليزي لكينيا، وكانت القاهرة أول عاصمة تفتح أبوابها للزعماء الكينيين الوطنيين وتمدهم بكل المساعدات الممكنة لتنشيط حركتهم في داخل كينيا.

وخلال العقد الماضي استمرت مصر في سياستها لدعم كينيا، حيث كانت تقدم المساعدات اللازمة في وقت الأزمات وفى مواجهة الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات، وذلك من خلال تقديم المعونات الغذائية والطبية والفنية للشعب الكيني، كما تم تخصيص إذاعة موجهة من مصر باللغة السواحيلية باسم صوت أفريقيا وهى أول إذاعة باللغة السواحيلية تصدر من أفريقيا- لدعم الشعب الكيني في نضاله لتحرير بلده.

المساعدات المصرية لكينيا
وقدم الصندوق المصري للتعاون الفني مع الدول الأفريقية التابع لوزارة الخارجية معونة غذائية إلى كينيا لمواجهة آثار الجفاف في أغسطس 2011 وقبلها معونة غذائية أخرى في نوفمبر 2009، وكذلك معونة ثالثة في فبراير2009، وأُوفد الصندوق إلى كينيا العديد من الخبراء.

وفى يناير 2015 زار وزير الخارجية سامح شكري، مستشفى كينياتا الوطني وكان في استقباله وزير الصحة الكيني ومديرة المستشفى، وسلم هدية مصر للمستشفى وهى مقدمة من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية وتتضمن أربع وحدات غسيل كلوي ووحدة مناظير كبد والتي سيكون لها إسهام فعال في تطوير الخدمة الصحية بالمستشفى.

وجاء ذلك خلال احتفالية مهيبة تعكس عمق التضامن بين الشعبين الشقيقين، وأعلن "شكري" عن توفير مستشفى علاج السرطان للأطفال، التدريب لـ٥٠ من المتخصصين الكينيين في مجال مكافحة السرطان وأيضًا توفير العلاج المجاني لــ10 أطفال من كينيا مصابين بالسرطان في مستشفى السرطان بمصر.
الجريدة الرسمية